اليوم يومك أستاذ ابو بسام عطا دعيبس – نضال حمد
ولد في بلدة الصفصاف قضاء صفد وبعد النكبة عاش حياته وحتى وفاته في مخيم عين الحلوة بلبنان.
اليوم يومك أستاذ ابو بسام عطا دعيبس
اليوم قررت أن أكتب عنك ما حفظته الذاكرة
وما قرأته وسمعته من تعليقات وذكريات طلبتك، تلاميذك.. وقررت وقف حالة الانتظار التي طالت كثيراً. انتظرت طويلاً لتصلني معلومات عنك ولم تصل. وهذا ينطبق ايضا على اساتذة آخرين لم أكتب عنهم لغاية اليوم لنفس السبب.
اليوم قررت أن أكتب ما يذكره عنك جيرانك وأحبابك وأبناء وبنات بلدتك الصفصاف ومخيمك عين الحلوة.
المهم اليوم قررت أن أكتب بما توفر لدي من معلومات ووقف الانتظار الطويل.. لعل كتابتي هذه تكون بوابة للآخرين لإثراء سيرتك بما يعرفونه ويتذكرونه عنك..
يمكن أن نسميها سيرتك أو لنقل بعض من سيرتك المعطرة، التي يعرف الكثير عنها أبناء عين الحلوة ومدارسها من حطين القديمة الى حطين الجديدة فمدرسة السموع والمدارس الأخرى.. كما يتذكرك بدقة وحب أهالي وأبناء حي الصفصاف وجيرانه في أحياء الرأس الأحمر وعرب زبيد وعكبرة وطيطبا وسعسع والطيرة والسميرية والمزرعة والغابسية والمنشية والناعمة وعلما وقديثا وغيرها من بلدات فلسطين..
بالنسبة لي أنا نضال حمد الفتى الذي ترعرع في حي الصفصاف، في المخيم، في ذلك الوقت من الزمن المخيمي قبل سنة الغزو الصهيوني للبنان 1982.
وحنوناً وطيباً ومرحاً ومحباً وممازحاً… فأنا بدوري اتذكرك انساناً بشوشاً ونكتجياً
أذكر ذلك من بعض الجلسات في دار العم الراحل أبو علي خليل، زوج المرحومة عمتي لمياء حمد – أم علي خليل، رحمكم الله أجمعين.
كذلك من خلال الزيارات التي كنت تقوم بها الى منازل ومحلات بعض الأقارب والمعارف في الحارة وفي المخيم وفي مدينة صيدا.
الرفيق والصديق محمد ياسين – أبو أحمد كتب معلقاً تحت صورتك في مجموعة ذاكرة مخيم عين الحلوة وأهل الصفصاف:
“الله يرحمه، ذكراه العطره الطيبه ماثله في وجدان كل من عرفه، مربي مخلص ومناضل صلب وعنيد بتمسكه بالموقف الوطني الثابت على الحقوق التاريخيه لشعبنا. لروحه المجد
أبو البسام، الطيب والخلوق .. كنت و ما زلت و ستبقى في ذاكرتنا و قلوبنا..”.
ابو بسام الرجل الشهم والانسان الطيب المزيح ابن البلد والحارة والمخيم
والذي كان يعشق التنكيت ويتفنن في نكاته.. هو الاستاذ الشهم المَزِيح البشوش الطيب
. الانسان الاجتماعي، ملك المعاملات الراقية والذي كان يجامل الجميع
وهو ايضا المناضل الوطني الكبير والشخصية الشعبية والقامة التعليمية، العم والخال والاستاذ والأخ والرفيق والصديق الذي كان يعشق التعليم والثورة.. كما أنه كان مولعاً بالسجائر ويعشقها.
يقول عدد من الأصدقاء ومنهم الأطباء والمهندسين وهم كلهم أكبر مني سناً أنه كان معلمهم وأستاذهم في مدرسة حطين القديمة قرب حي عغرب غوير وحطين وبالقرب من “الجميزة”. وهل من قدامى الاخوة والرفاق والأصدقاء يوجد من لا يعرف الجميزة ومسجدها وحيها..
هناك ايضا من ذكر أن الأستاذ عطا كان مديراً لمدرسة السموع في مخيم عين الحلوة.
فقد اجتمعت فيه صفات المربي الفاضل والاستاذ صاحب التاريخ التربوي والنضالي الوطني الحافل، الغيور على طلبته ومستقبلهم وعلمهم وانتماءهم الوطني السليم.
من المنفى السويدي البعيد كتب الاخ م الآغا من السويد :
الله يرحمه برحمته التي وسعت كل شيء. عندما بلغنا المدير نواف عزام في بداية العام الدراسي للصف السادس بأن صفنا سينتقل إلى مدرسة حطين على وضعها القديم مقابل شيخ العرب والد الأستاذ إبراهيم حسين.. قال لنا بعض الطلاب عند الوصول عساكم لا تبدأوا في هذا الصف فإن مربي الصف هو الأستاذ عطا دعيبس وهو شديد وقاسي.. وكان نصيبي من صفه.. لا أنكر بأنني كنت مرتبكًا وخائفًا في بداية الأمر.. ولكن مع المدة والتعود اكتشفنا العكس فقد كان مربيًا فاضلًا ومعلمًا محترفًا. ولا أذكر بأنني عانيت خلال تدريسه لنا.
وأضاف:
كم خفت يومها عندما أشاروا علي بأنك إن بدأت الدراسة في هذا الصف فإن مربي الصف هو الأستاذ عطا دعيبس وهو شديد وشديد جدًا.. كان هذا وقت نقلونا من مدرسة قبية إلى مدرسة حطين من الخامس إلى السادس كما أسلفت.. وجاء اسمي عنده..
ولكن سرعان ما تبدد ذلك الخوف والقلق من بعد أول حصة أو حصتين حين أدخل إلى قلوبنا الطمأنينة ولم أشعر بالخوف أو القلق..
كان مربيًّا فاضلًا.. مثله مثل باقي الآباء الحريصين على تربية أولادهم وهو كان يلعب دور الأب الثاني في البيت الثاني وهي المدرسة.
رحمه الله تعالى وغفر له
أما الأخت ازدهار حجاج جارة الاستاذ ابو بسام في الحارة وزميلته في التعليم
فبعيد الترحم عليه قالت إنه: “إنسان مميز له فضل على جميع من درسهم وعلى من كانوا زملائه في التعليم”
فيما الفنان والموسيقار ابن المخيم محمد صقر فقد كتب:
” كان مربياً فاضلاً و مرحاً و عصبياً احياناً و لكنه كان متمكناً و يوصل المعلومة للطالب بأسلوب سلس و محبب . علمني لغة عربية بمدرسة حطين القديمة .”.
فيما ابن حطين والمخيم الدكتور تيسير الخطيب من منفاه الاسباني تذكر وقال:
” “كان حازماً دراسياً وحنوناً شخصياً…. الله يرحمه
فيما قال الأخ محمد الشيخ:
“من أصحاب الفضل على كثير من الأطباء والمدرسين والمهندسين والصيادلة والممرضين وغيرهم من الفلسطينيين الذين وصلوا لقمة المجد بفضل المدرسين الفلسطينيين من رعيل التدريس الأول، اللهم ارحمهم جميعاً.”.
الأخ خالد السيد كتب التالي:
“اذكره جيدا كنت أحد تلاميذه في مدرسه حطين وكان مدير المدرسه آنذاك المربي الفاضل المرحوم علي فرهود – أبو زياد”
ابو زاهر ابن الرأس الأحمر علق:
رحم الله المناضل الكبير والمربي الفاضل الاستاذ عطا دعيبس / ابو بسام ، واسكنه جنات
الخلود مع الابرار والصالحين … كان جريئاً وصريحاً في كل مواقفه “.
أما الأخ علي شريدي ابو شادي فكتب معلقاً:
“.رحم الله استاذنا ابو بسام صديق الطلاب أكثر الأاساتذة الذين عرفناهم مرحاً ونكتةً”
الصديق ابو شادي الخطيب قال: ” الفاضل الأستاذ أبو بسام صاحب التاريخ التربوي والنضالي الوطني الحافل والجار العزيز”.
هنا ايضاً هذا التعليق الجميل للأخ مجدي محمود حمد:
تحية اجلال واكرام لأستاذي المربي الفاضل الاستاذ عطا دعيبس “ابو بسام ”
الى من زرع في حب اللغة العربية وعشقها وزرع فينا حب الوطن. الى من كان هدفة زرع العلم فينا..الى من كان يدور الليالي على بيوت الطلاب لمساعدة طلابه.. الى من كانت غيرته على شعبة لحدود الجنون.. الى من كانت كلمتة : وطنكم علمكم .
في الختام سأجيب الآن على سؤال الأخت هيام يونس وهو السؤال التالي: ” رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته، نعم الجار ومربي الأجيال… لماذا لم تتكلموا عن حياته؟”.
أحت هيام لأنه كانت تنقصنا المعلومات ولم نحصل عليها من أحد أما الآن فكل هذه المقالة هي إجابتي على سؤالك الوجيه…
30-5-2022
نضال حمد