انتهاكات متصاعدة بحق الأسرى بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطينى
تقرير / الأسرى في شهر نيسان
أكد مركز الأسرى للدراسات أن عدد الأسرى فى سجون الاحتلال وصل إلى ما يقارب من 7000 أسير بأوضاع لا تطاق ، حيث منع الزيارات ، وسياسة العزل الانفرادي ، وتصاعد الاعتقالات الإدارية ، وتواصل التفتيشات ، ومنع التعليم الجامعى والثانوية العامة ، ومنع إدخال الكتب ، وسوء الطعام كما ونوعا ، والنقل المفاجىء الفردى والجماعى وأماكن الاعتقال التى تفتقر للحد الأدنى من شروط الحياة الآدمية ، وسياسة الاستهتار الطبى وخاصة لذوى الأمراض المزمنة ولمن يحتاجون لعمليات عاجلة ، واقتحامات الفرق الخاصة للغرف والأقسام .
وأضاف المركز أن قائمة الأسرى المرضى في السجون ارتفعت إلى ما يقارب ( 1800) أسير ممن يعانون من أمراض مختلفة تعود أسبابها لظروف الاحتجاز الصعبة والمعاملة السيئة وسوء التغذية وهؤلاء جميعا لا يتلقون الرعاية اللازمة ، والأخطر أن من بينهم ما يقارب من 180 أسير وأسيرة ممن يعانون من أمراض مزمنة كالسرطان والقلب والكلى والغضروف والضغط والربو والروماتزم والبواسير وزيادة الدهون والقرحة ودون أدنى اهتمام .
وأكد المركز أن هنالك ( 15) أسيراً يقيمون بشكل دائم في ما يُسمى ” مستشفى مراج بسجن الرملة ” بعضهم غير قادر على الحركة ، في ظل استمرار تجاهل معاناتهم من قبل إدارة السجون وعدم تقديم الرعاية الصحية والعلاج اللازم لهم .
من ناحيته بيَّن مدير المركز الدكتور رأفت حمدونة أن كل من دخل السجون “الإسرائيلية” مورس بحقه أشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي بلا استثناء ، ويبدأ التعذيب منذ لحظة الاعتقال وما يصاحبه من إدخال الخوف والرعب في قلوب الأهالي، حيث يتعمد الاحتلال إبراز القسوة والأجرام تجاه الأسير نفسه وأمام أبنائه وأهله ، والتعمد في استخدام القوة المبالغ فيها فى التحقيق والقسوة بعشرات الوسائل الممنوعة دولياً .
وقال د. حمدونة أن دولة الاحتلال تعتقل ما يقارب من 600 معتقل إدارى فى السجون ، بدون تهمه أو محاكمة ، بملف سري لا يمكن للمعتقل أو محاميه الإطلاع عليه ، ويمكن تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات قابلة للتجديد بالاستئناف ، وهنالك موجة من الاضرابات المفتوحة عن الطعام فى السجون من الأسرى لكسر قرار اعادة الاعتقال وانهاء ملف الاداريين .
وأضاف أن هنالك ما يقارب من 60 أسيرة فى السجون من بينهن عدد من القاصرات والأمهات ، وأقدمهن الأسيرة لينا الجربوني ، وترتكب دولة الاحتلال عشرات الانتهاكات بحق الأسيرات فى السجون كالحرمان من الأطفال, والاهمال الطبى , وأشكال العقابات داخل السجن بالغرامة والعزل والقوة , والاحتجاز في أماكن لا تليق بهن , والتفتيشات الاستفزازية من قبل إدارة السجون , وتوجيه الشتائم لهن والاعتداء عليهن بالقوة عند أى توتر وبالغاز المسيل للدموع , سوء المعاملة أثناء خروجهن للمحاكم والزيارات أو حتى من قسم إلى آخر, والحرمان من الزيارات أحياناً, وفى العزل يكون سجينات جنائيات يهوديات بالقرب من الأسيرات الفلسطينيات يؤثرن سلباً على مجمل حياتهن .
وشدد د. حمدونة على قضية الأطفال في السجون والبالغ عددهم ما يقارب من 350 طفل دون سن ال 18 ، مبيناً أنهم يتعرضون لانتهاكات صارخة تخالف كل الأعراف والمواثيق الدولية التى تكفل حماية هؤلاء القاصرين وتأمين حقوقهم الجسدية والنفسية والتعليمية وتواصلهم بأهليهم ومرشدين يوجهون حياتهم والتعامل معهم كأطفال وليس كإرهابيين كما تتعامل معهم إدارة السجون ، كما يعانى الأسرى الأشبال من فقدان العناية الصحية والثقافية والنفسية وعدم وجود مرشدين داخل السجن ، واحتجازهم بالقرب من أسرى جنائيين يهود فى كثير من الأحوال ، والتخويف والتنكيل بهم أثناء الاعتقال .
وطالب حمدونة بانهاء سياسة العزل الانفرادى والذى يعد أقسي أنواع العقوبات التي تلجأ إليها إدارة مصلحة السجون “الإسرائيلية” ضد الأسرى ، حيث يتم احتجاز الأسير بشكل منفرد في زنزانة معتمة وضيقة لفترات طويلة من الزمن لا يسمح له خلالها الالتقاء بالأسرى وبلا وسائل اتصال مع العالم الخارجي .
ودعا لوقف العمل من قبل الاحتلال بقرار 1651 الغير قانونى ، والذي يسمح للاحتلال بإعادة اعتقال الأسرى المحررين وتلفيق التهم والملفات السرية اليهم دون اطلاعهم ، الأمر الذى يثير مخاوف كبيرة باستهداف كافة المحررين بحجج واهية ، كما حدث باعادة اعتقال ما يقارب من 70 أسيرًا من محرري صفقة “وفاء الأحرار – شاليط” واعادة الأحكام إليهم .
وطالب الدكتور حمدونة وسائل الاعلام والمؤسسات الحقوقية والانسانية ” المحلية والعربية والدولية ” بكشف انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى في السجون “الاسرائيلية”، والضغط على الاحتلال لوقفها ، ومحاسبة ضباط إدارة مصلحة السجون والجهات الأمنية “الإسرائيلية” لمسئوليتها عن تلك الانتهاكات والخروقات للاتفاقيات الدولية ولأدنى مفاهيم حقوق الانسان .