*”انفجار بندقية ” بقلب ظلام الصين الحديثة/الجامحة: بقلم مهند النابلسي:
*فيلم “لمسة الخطيئة “/2013 : يعتبر مجازا بمثابة “انفجار بندقية” بقلب ظلام الصين الحديثة المنطلقة بلا هوادة لتحقيق الريادة والتميز: كما يعتبر بمثابة انتقاد غاضب لهاجس “عبادة المال” الصيني الجارف، مع تقمص لنمط اخراج سيرجيو ليوني الايطالي وكوينتين تارانتينو الأمريكي /في كل من أجل حفنة دولارات وبالب فيكشن/مع بصمات الصيني “جيا تشانغ” المعهود والمتجدد المبتكر… شريط يظهر العنف بحالته المادية وتداعياته العاطفية والمجتمعية/السياسية: طبعا لا أحد سيتجرأ ليصف الشريط بانه يشوه الوضع الصيني القائم كما تفعل أبواق الاعلام والنقد العربية تجاه عمل مماثل؟
*حيث يقدم المخرج وكاتب السيناريو الصيني البارع ” زانغ جيا” أربع قصص مختلفة للصين الحديثة /تحدث كل منها في اقليم مختلف/ تتحدث بواقعية لافتة عن العنف العشوائي، وينغمس في اكتشاف مذهل للعنف والفساد في الصين الحديثة، متناولا أربعة حوادث مرعبة ومسكوت عنها وواقعية الحال في الصين العملاق البشري السريع النمو، متناولا تفاصيل حيوات أربع شخصيات مختلفة ، تعيش كل منها باقليم مختلف وضمن ظروف حياتية خاصة : فهناك رجل منجم غاضب مطلع على فساد مستفحل بقريته الفقيرة، ويسعى جاهدا لتحقيق العدالة شخصيا، كما هناك مغترب عنيف يعاني من اوضاع وظيفية قاهرة، ثم هناك موظفة استقبال شابة جميلة تواعد رجلا متزوجا وتعمل بساونا محلية، وتتورط خارج قدراتها بواسطة زبون شرس لامبالي، واخيرا هناك عامل المصنع الشاب الذي ينتقل من عمل لاخر بحثا عن الاستقرار الوظيفي، ليواجه العديد من الحالات المحبطة والصد؟
*فيلم محتقن يتضمن عناصر ” الحركة والاثارة والسخرية القاسية والصراخ والصورة الوحشية “، كما يتضمن شيء من عناصر اخراج سيرجيو ليوني في حفنة من الدولارات وكونتين تارنتينو في تحفة “لب الخيال”، ويعتبر بمثابة انفجار طلقات في قلب ظلام ط الصين الحديثة”: حيث يرى جيا بلاده وكانها تعاني من ثورة ثقافية جديدة مكبوتة ووحشية الطابع، يقودها حب المال وامتلاك الثروات، وتتمثل بالنخبة الفاسدة التي تسعى بلا هوادة للثراء الفاحش ولتصفية واستحواذ الأموال المملوكة للدولة، مما يخلق حسدا طاغيا وكامنا لدى المحرومين…فهناك مسارات مختلفة وشخصيات وقصص عديدة تظهر متقاطعة وتكشف البناء المتصدع للصين الحقيقية باعتبارها تربة خصبة لعنف كامن مستشري حيث ينعدم القانون وتحبكه السخرية اللاذعة “الصينية الطابع”: وحيث نفتقد في السينما العربية الحديثة لطرح مثل هذه الثيمات!
*ينفجر عامل بالغضب عندما يعلم كيف يتمكن رئيس المنجم من امتلاك سيارة رياضية حديثة باهظة الثمن؟…لا يستطيع أحد في مجتمعاتنا من طرح هذا التساؤل لأنه سيتهم فورا بالحسد !
*وتنفجر تعاسة ثلاثة اشقاء وتتحول لعنف جامح: فأحدهما حاولوا سرقته على الطريق، وآخر يظهر كسارق مسلح بارد الأعصاب لا يتردد عن قتل امراة بغرض سرقة حقيبة جلدية فاخرة، ثم ثالث يتورط بعلاقة غرامية عابرة مع موظفة استقبال للساونا (الممثلة زهاو تاو)، ثم ينتهي الأمر هنا ايضا بمواجهة دموية…لكن الفيلم يهدا هنا قليلة في الفصل الأخير: حيث يتناول حالة الغزل القائمة بين نادل لمضيفة غريبة ترتدي ربما بقصد ملابس تشبه ماضي جنود الراحل ماوتسي تونغ ربما ضمن مجاز مقصود كتذكير للماضي الثوري للصين الجديدة؟
*فيلم لمسة الخطيئة هذا هو هجوم غاضب تجاه الركود المقرر لنمو الصين الحديثة، وتحليل عميق لتداعيات هذا التطور، وهو يجيب بمجاز ذكي على سذاجة الغربيين وطريقة فهمهم لهيبة الصين الجديدة…وأتمنى أن يتمكن مخرج عربي مبدع من اخراج شريط مماثل شفاف وصريح لتداعيات الوضع الراهن المضطرب والمقلق والغير متوازن في عالمنا ودولنا العربية ؟!
*لمسة الخطيئة هو فيلم جريمة تم إنتاجه في الصين وصدر في سنة 2013. الفيلم من إخراج وكتابة جا جنكي. فاز الفيلم بجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي في مهرجان أبو ظبي السينمائي 2013 وذكرت اللجنة في تبرير منحها الجائزة أنه سينمائي بامتياز، يقدم تجسيد شديد الدقة للمجتمع الصيني المعاصر: . ويكيبيديا