باسيل وحق العودة! – عبد اللطيف مهنا
المارونية السياسية اجمالاً، قبل النكبة ومن بعدها وحتى اللحظة، يصعب عليها مغادرة الصهينة.. حالها هذا سابق بعقود على الحرب الأهلية اللبنانية .. هذا لم يعد مستوراً، وكان منذ أن بدأ الصراع العربي الصهيوني، والصهاينة هم أول من فضحه.
لم تزد هذه الحرب على كونها قد كشفت قبح ما غطَّته ضرورات التقية، وستره تواطئاً غض طرف بازارات التوافقات الطائفية اللبنانية.. نعني ما غطته وسترته من مخبوء صهينةٍ تليدةٍ، وعداء مقيم لفلسطينيي مخيمات اللجوء، أو جحيم الإستضافه للأشقاء غير المرغوب فيهم.
فيما يتعلق بالموقف من الفلسطينيين، لا فرق بين بشير الجميَّل، وأبو أرز، وإيلي حبيقة، جعجع، وانطوان لحد.. وجبران باسيل.
وما يتعلق بالعروبة، إذا ما وضعنا التقية السياسية جانباً، ليس من فرق بين شارل مالك، وكميل شمعون، وبيير الجمّيل.. وميشيل عون.
لن نتحدَّث عن حافلة عين الرمانة، ولا مخيَّم تل الزعتر، ولا مذبحة صبرا وشاتيلا.. يكفي أن نشير إلى وصف الوزير نقولا فتوش للفلسطينيين في دولة ما بعد الطائف ونهاية الحرب الأهلية ب”النفايات البشرية”.
.. وأخيراً، نصيحة وزير الخارجية أنطوان باسيل، المتحالف، بحكم الضرورة لا غير، مع المقاومة، للأنروا بشطب اللاجىء الفلسطيني المغادر للبنان من قيودها، وذلك عنده لسببين: تخفيفاً على الأنروا من اعبائه مساعدته البخسة، وتخليصاً للبنان من وجوده الثقيل، ودون أن ينسى التأكيد على حق العودة!!!
جبران باسيل هنا يضبط إيقاع حقده الدفين على رتم صفقة القرن، لأنه يدرك أن شطب اسم اللاجىء من قيود الأنروا يعني لدى “المجتمع الدولي” أنه لم يعد لاجئاً ويفقد بالتالي حق العودة.. هو هنا يقدم واحدةً سلفاً على البيعة للعم ترامب..