بدون مؤاخذة-المغرب لم يفاجئ أحدا بالتّطبيع – جميل السلحوت
اعلان الرئيس الأمريكي ترامب عن التّطبيع بين المغرب و”اسرائيل” لم يفاجئ أحدا، فقد”كشف الصّحفي “الاسرائيلي” يوسي ميلمان “ان ملك المغرب محمد السادس يتعاون تجسسيا واستخباريا مع “اسرائيل” منذ 64 عاما.
وتابع الصحفي “الاسرائيلي” عبر صفحته على تويتر” ملك المغرب يتعاون مع “اسرائيل” في (التّنصّت على مؤتمرات القمّة، والمساعدة في إنشاء جهاز للأمن المغربي، وتوثيق العملاء، والمساعدة في اغتيال المعارض بن بركة، وتهجير يهود المغرب “لاسرائيل” بمساعدة رشاوى للملك الحسن الثاني ومساعديه”.”وكالة معا”.
وقد كشف “اسرائيليّون” قبل عشرات السّنين، أنّ الملك محمد الخامس جدّ الملك الحالي قد ساهم في تهجير اليهود المغاربة إلى “اسرائيل” بعد قيامها مباشرة، مقابل 90 دولارا عن كلّ مهاجر، وهذا ما فعله أيضا نور السعيّد رئيس وزراء العراق في حينه.
أمّا الحسن الثّاني والد الملك الحالي فقد مدّ حبل المودّة مع اسرائيل منذ تولّيه العرش عام 1961، وكان اليهود “الإسرائيليّون” ولا يزالون يزورون المغرب بجواز سفر “اسرائيليّ”، كما كان هناك مبادلات تجاريّة بين البلدين، واليهود المغاربة المهجّرون إلى “اسرائيل” يحبّون العائلة المالكة في المغرب أكثر من حبّهم لقادتهم، وكانوا يتغنّون بأفضال الحسن الثّاني عليهم، وحتّى يومنا هذا فإنّهم يذكرون اسمه “سيدِي حسن”. وفي تسعينات القرن العشرين وحتّى يومنا هذا كان سماسرة “اسرائيليّون” يتعاملون مع “سماسرة مغاربة” لاستجلاب نساء مغربيّات للعمل كخادمات في بيوت المسنّين “الإسرائيليّين”، وجزء منهنّ أجبر على العمل في الدّعارة. وللعلم أيضا فإن تونس هي الأخرى تسمح “للإسرائيليّين” بزيارتها بجوازات سفرهم “الإسرائيليّة” منذ عشرات السّنين ولا تزال.
وقد يكون المغرب سبّاقا في تطبيع علاقته مع “اسرائيل”، وقد انخرطت الإمارات والبحرين في التّطبيع متأخّرة، قياسا بالمغرب ومن بعدها قطر. وسبقهما أيضا اقليم كردستان في شمال العراق، حيث فتح حدوده مع الجانب التركي لدخول “الإسرائيليّين” خصوصا من ينحدرون من أصول عراقيّة دون قيود، ومعروف أنّ الملّا مصطفى البرزاني والد مسعود البرزاني قد تعاون مع “اسرائيل” منذ ستّينات القرن الماضي حيث زوّدوه بالسّلاح والمدرّبين للثّورة على الحكومة المركزيّة في بغداد.
ولم يعد سرّا أنّ الغالبيّة العظمى من الأنظمة العربيّة على علاقات طيّبة سرّيّة مع “اسرائيل” منذ عشرات السّنين، لذا فقد كان سلاحهم الوحيد للوقوف أمام الغطرسة والاعتداءات “الإسرائيليّة” يقتصر على “الشّجب والإستنكار” لامتصاص غضب شعوبهم، وقد وصفهم ذات يوم شمعون بيريس بأنّهم “كنوز (اسرائيل) الإستراتيجيّة”، ويبدو أنّ فضح المستور قد حان في فترة رئاسة ترامب لأمريكا، فأصبحوا يتغنّون بأهمّيّة التّطبيع مع “اسرائيل” في ظلّ مواصلتها احتلال الأراضي الفلسطينيّة والسوريّة المحتلة في حرب حزيران 1967. ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا وسائل إعلامهم لشيطنة الفلسطينيّين، حتّى وصل الأمر ببعضهم أن ينكر وجود المسجد الأقصى في القدس، مع أنّه جزء من عقيدة المسلمين، فهو معراج خاتم النبيّين عليه الصّلاة والسّلام، وقبلة المسلمين الأولى، وأحد المساجد الثّلاث التي تشدّ إليها الرّحال. ويأتي التّطبيع العربيّ الرّسميّ دون مقابل؛ لينهي “مبادرة السّلام العربيّة” التي أطلقها وليّ العهد السّعودي يومذاك عبدالله بن عبد العزيز، والتي نصّت على إقامة علاقات كاملة بين الدّول العربيّة والإسلاميّة وبين “اسرائيل” بعد انسحابها الكامل من الأراضي العربيّة المحتلّة عام 1967، وإقامة الدّولة الفلسطينيّة بعاصمتها القدس.
وبما أنّ ملك المغرب يرأس المؤتمر الإسلامي، فعندما اعتمد مؤتمر وزراء الثّقافة للدّول الإسلاميّة في العاصمة البحرينيّة المنامة في نوفمبر 2018 القدس عاصمة دائمة للثّقافة الإسلاميّة بناء على اقتراح ايرانيّ، عارض المتصهينون العرب ذلك، لكنّهم رضخوا بعد تهديد وزير الثّقافة الإيراني بفضح مواقفهم في مؤتمر صحفيّ. وممّا يذكر أنّ وزراء الثّقافة العرب اعتمدوا القدس عاصمة دائمة للثّقافة العربيّة عام 2011، فماذا سيعتمدها المتصهينون المطبّعون الآن؟ والحديث يطول.
10-ديسمبر 2020