برقة بركة فلسطين – نضال حمد
يوم أمس 26-12-2021 ليلاً شهدت بلدة برقة في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة مواجهات عنيفة على إثر قيام المستوطنين اليهود الصهاينة باقتحام البلدة والاعتداء على سكانها وحرق الأشجار وتحطيم الممتلكات والسيارات. تحولت المنطقة الى ساحة مواجهة مفتوحة بين أبناء البلدة والقرى المجاورة من جهة والمستوطنون والجنود الصهاينة من جهة أخرى. فاليهود الصهاينة اقتحموا البلدة بمساعدة من جيش الاحتلال “الاسرائيلي” الذي كان يطلق الرصاصين الحي والمطاطي وقنابل الغاز على أهل برقة. رغم ذلك تصدى المواطنون الفلسطينيون للمستوطنين وللجنود المدججين بالسلاح. فأصيب حوالي 150 فلسطينيا بجراح منهم 5 جراحهم خطيرة. كل هذا حصل ولم نسمع بأن عناصر الأمن والشرطة وأجهزة الاستخابرات والمسيمات الأمنية الأخرى حركت ساكناً أو شاركت في حماية الشعب، الذي يجب أن تحميه. على كل حال الشرطة الفلسطينية بالنسبة لي ليست فلسطينية وماكانت يوماً من الأايام فلسطينية. كذلك فإن أجهزة الأمن والاستخبارات لا تعمل لفلسطين بل للمحتلين وللذين يدفعون ثمن خدماتها.
هناك من يسأل:
لماذا تحمل الشرطة الفلسطينية التابعة لسلطة الحكم الذاتي المحدود في الضفة الغربية السلاح ولأجل ماذا؟
مثل هذا السؤال يجب أن يوجه الى “فسائل” منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح ولرئيس السلطة محمود عباس وجنرالته الكرتونيين وألويته المتكاثرين؟
هؤلاء دائما يتحدثون عن الأمن والسلام والانضباط والدفاع عن الوطن. لكن منذ وطأت أقدامهم أرض الوطن المحتل انعدم حتى القليل من الهدوء الذي كان سائداً في بعض الأوقات. وانعدم الأمن والأمان وعم الفساد والافساد وازداد الاستطان وتنمر المستوطنين. كما تمت تصفية الأذرع المقاومة ومحتاربتها وملاحقتها وتجريمها. كما أنهم زرعوا روح الاستسلام والهزيمة والعمالة في كثيرين… ودمروا الانتماء لدى جيل من الشباب الفلسطيني… فيما حولوا عدد كبير من المناضلين السابقين وحتى الأسرى المحررين الى لصوص وانتهازيين وحتى عملاء ومنسقين أمنيين مع الاحتلال.
هذا من جهة جماعة سلام الشجعان أما من ناحية فصائل المقاومة الفلسطينية والتي صارت موسمية واكتفت بحق الدفاع عن النفس. نقول للمقاومين:
لماذا لا نرى ردة فعل من قبل مجموعات وفصائل المقاومة الفلسطينية وأين سلاحها هي الأخرى؟
هل المقاومة بالبيانات والاستعراضات والتمسك بالهدنات حتى لو لم تكن موقعة أو معلنة؟
المقاومة فعل يومي ودائم ومستمر مادام هناك احتلال. وفي فلسطين لا يوجد حل سحري لا بالسلم ولا بالمفاوضات تتحرر الأوطان. بل المقاومة والتضحيات وخوض المعركة حتى النهاية وحتى النصر.
الحل الوحيد يكمن في القضاء التام على الاحتلال وازالته مرة واحدة والى الأبد. ذلك يمكن تحقيقه من خلال ثورة شعبية وانتفاضة مستمرة كما يحصل في برقة. تترافق مع تصعيد كمي ونوعي في عمليات المقاومة بالذات في الضفة الغربية، تطال الجيش الصهيوني والمستوطنين الصهاينة وتُحيّد أجهزة دايتون عباس للتنسيق الأمني مع الاحتلال. كمرحلة أولى ثم تقوم بحلها وتصفيتها نهائياً بشكل سلمي وإن تعذر ذلك تتم العملية بالقوة ويعتبر كل من يبقى فيها عميلا وجب ملاحقته وتصفيته.
نضال حمد
26-12-2021