بلاغ سياسي صادر عن الرفيق يوسف المقدح ( أبونضال الأشقر ) الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية
بلاغ سياسي صادر عن الرفيق يوسف المقدح ( أبونضال الأشقر ) الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية حول الفيديوكونفرس الذي عقد أمس بين رام الله وقيادات من الفصائل الفلسطينية في بيروت.
توقفت قيادة جبهة التحرير الفلسطينية أمام هذه الفاعلية السياسية بالتقييم وبكل مسؤولية وطنية فلسطينة اقتضتها المصلحة الوطنية العليا لشعبنا الفلسطيني الذي يواجه أخطر التحديات التصفوية التي تستهدفها صفقة القرن وعليه فإن قيادة الجبهة قد خلصت إلى النقاط التالية :
أولا : سبق للجبهة أن ثمنت شكل التوافق والإجماع السياسي الفلسطيني على رفض صفقة القرن علها تشكل أساسا سياسيا صالحا للمباشرة في إحداث مراجعة سياسية وطنية شاملة تستند إلى الخروج من مسار أوسلو وكل ملحقاته والشروع في حوار داخلي فلسطيني وبإرادة وطينة فلسطينية ومغادرة كل سقوف الحوارات السابقة منذ عام 2005 وحتى يومنا هذا والقائم على الاستنساب السياسي الفئوي فثمة أطراف رجعية عربية وإقليمية على الدوام كانت أداة طيعة في خدمة قواعد اللعبة الأميريكية –الصهيونية في إدامة الانقسام الداخلي الفلسطيني الذي أحدثته اتفاقات أوسلو على وجه التحديد وعملت الجبهة وحرصت على الدوام للخروج من هذا الانقسام الكارثي الذي فرض صراعا سلطويا حتى داخل فريق أوسلو نفسه وكان رهان الجبهة ولازال وعلى الدوام على إرادة شعبنا المتجذر بالأرض في كل فلسطين التاريخية وفي الشتات حيث يجسد حق العودة جوهر قضية فلسطين
ثانيا : غير أن الخطاب السياسي للسلطة الفلسطينة آثر البقاء في ذات المساحة والمراوحة في المكان وكل الإجراءات التي جرى الحديث عنها بعد إعلان رئيس للإدارة الأميريكية ترامب أواخر عام 2017 عن نقل السفارة الأميريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني لم تجد طريقها إلى التطبيق من حيث إلغاء العمل باتفاقات أوسلو وملحقاتها وخاصة سحب وثيقة الاعتراف المتبادل والتنسيق الأمني وإلغاء بروتكول باريس الاقتصادي وهذا ما طمع العنصرية المركبة الأميريكة –الصهيونية بالإعلان عن صفقة القرن والضم والقائم أصلا على الأرض داخل القدس وفي كل مناطق الضفة الغربية دون اكتراث سيما وأن خطاب السلطة الفلسطينية في القمم العربية والاسلامية والمجالس الوزارية لم يتجاوز الإنشاء الإعلامي ولم يرتق إلى أية اجراءات وقرارات عملية لا بل على العكس استمرت خطوات التطبيع واللقاءات المعلنة وغير المعلنة مع العدو وبعضها تم ولم يجف حبر البايانات الإعلامية التي لا تغني ولا تسمن
ثالثا : إعلان السلطة عن استعدادها لعقد مؤتمر دولي وبرعاية الرباعية الدولية التي اختزلت على الدوام باستفراد أميركي – صهيوني بما يعني التمسك بمرجعية أوسلو والاتفاقات وعقد الأوهام والرهان على التفاوض وإدارة الظهر لكل المطالبات الوطنية والجماهيرية في الخروج من هذا المسار التدميري وبما يعيد الاعتبار للمشهد الفلسطيني وتأصيله كمشهد تحرر وطني بامتياز واستجماع كل عناصر القوة والمناعة للحالة الوطنية الفلسطينية بما يعيد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينة كإطار إئتلافي جبهوي عريض بعد إحداث المراجعة الشاملة والخروج باستراتيجية وطنية فلسطينية جديدة تعيد الاقتدار الكفاحي لكل حلقات النضال الوطني الفلسطيني وإحكام الربط بين كافة الحلقات والبيئات الفلسطينية في كل أرض فلسطين التاريخية والشتات
رابعا : لذا توقفت الجبهة أمام هذا المؤتمر الافتراضي ( فيديوكونفرس ) وأمام مجمل المداخلات والمفاجأة الكبرى والخطيرة تتمثل في البيان السياسي الختامي الذي أعلن على الهواء مباشرة حيث نسف مضمون وأهداف الحوار نحو فضاء وطني فلسطيني جديد وتحدث عن إلحاق قوى باجتماع المجلس المركزي القادم وغيب جوهر المراجعة وباستنساب واستثمار سياسي على نحو خطير كأن توضع العربة أمام الحصان وإعادة انتاج الانقسام وتكريسه والإبقاء على مؤسسات تفتقر للشرعية الوطنية والثورية التي اكتسبتها منظمة التحرير والثورة الفلسطينية المعاصرة التي أجمع عليها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وترميم شرعية المؤسسات السلطوية ومنظمة التحرير وفق استنساب سياسي بدلا من استعادة الوحدة الوطنية واستعادة ثقة الشعب الفلسطيني بمؤسساته الفلسطينية التي تستحق إعادة البناء وفق الاستراتيجية الوطنية الجديدة
إن جبهة التحرير الفلسطينة تحذر من تقنيات الحوار لما اعتراه من تدليس واستنساب سياسي فجرى تغييب العديد من الفصائل الوطنية في الداخل والخارج كما جرى تغييب الكفاءات الفكرية والوطنية خاصة تلك النخب التي كانت على الدوام حراسا للثوابت الوطنية والذين تعرضوا بسبب مواقفهم النضالية للقمع والاضهاد والمضايقات والتهميش فلا مناص من الذهاب إلى حوار داخلي ثري بمثابة مطبخ سياسي وطني يحدث المراجعة المطلوبة أصلا من قبل الجميع، وبمكاشفة الشعب الفلسطيني وإن كانت الحقائق مرة هذا هو طريق الخلاص والانقاذ طريق الوحدة الوطنية الناجزة واستحضار الاقتدار الوطني، واستجماع عناصر القوة والمناعة للمشهد الفلسطيني وبالاتكاء على مراكمة قوى المقاومة، وتنامي هذا في أمتنا والتوازنات الإقليمية الجديدة والاتكاء على مخاض تشكل دولي جديد يتلاشى فيه أحادي القطب، ما يتطلب المزيد من الصمود واعتماد أشكال المقاومة.
تحية إلى الأيادي الممسكة بالبنادق تحية للسواعد الندية القابضة على الحجر والسكين تحية إلى الشباب والناشئة جيل المستقبل من ابناء شعبنا.
الخلود للشهداء وللحرية للأسرى والشفاء للجرحى
وإنها لثورة حتى التحرير والعودة
بيروت الرفيق يوسف المقدح ( أبونضال الأشقر ) الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية