الأرشيفالجاليات والشتات

بلال الحسن يتوفى قبل أن يرجع إلى حيفا

السياسي والصحفي الفلسطيني رفيق التجربة الفلسطينية الأوروبية في ذمة الله. وكان بلال الحسن ولد على شط بحر حيفا الفلسطيني قبل ولادة كيان الاحتلال الصهيوني بتسع سنوات. هناك تنفس الهواء الطلق وشم نسيم البحر وشاهد أمواجه ولعب مع أقرانه… ثم فجأة أصبح لاجئاً مثل مئات آلاف الفلسطينيين سنة ١٩٤٨ فعاش في لبنان وسوريا والمغرب وفي نهاية سنوات حياته استقر في باريس حيث توفاه الله اليوم في الثامن من الشهر الثامن لسنة ٢٠٢٤.
كان الراحل بلال الحسن من الصحافيين والكتاب الفلسطينيين والعرب الأوائل الذين التحقوا بالثورة الفلسطينية ونال عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بدايات سنوات المنظمة. كان في حركة القوميين العرب وعمل في جرائد كبيرة مثل السفير اللبنانية التي شارك مع الراحلين طلال سلمان وجوزف سماحة في تأسيسها. وقبل ذلك عمل مع غسان كنفاني في جريدة المحرر اللبنانية وفي جريد الحرية التي كانت في ذلك الوقت تتبع لحركة القوميين العرب. ثم رأس تحرير مجلة اليوم السابع من ١٩٨٣ الى ١٩٩٠ والتي توقفت عن الصدور فيما بعد.
عرف الحسن بانتقاده للسلطة الفلسطينية ولاتفاق أوسلو، وكذلك بمعارضته لتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، ومنذ اتفاقيات أوسلو ساهم مع عديدين في معارضته والعمل ضده وشارك في مؤتمرات فلسطينية عديدة ضده. وجمعتني به علاقة خلال تلك المؤتمرات حيث شاركنا معاً في عدد كبير منها وقدمنا ندوات ومحاضرات خلالها. كان شخصاً مثقفاً ومهذباً ولطيفاً.
بقي على موقفه المعارض لنهج أوسلو حتى مرضه وتعرض ذاكرته للضعف. كان له نشاط ملحوظ في اللجان والمؤتمرات المتعلقة بحق العودة. كتب الراحل بلال الحسن مئات المقالات المتعلقة بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية ومن مؤلفاته:
قراءات في المشهد الفلسطيني: عن عرفات وأوسلو وحق العودة. 2008. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت.
ثقافة الاستسلام. 2005. دار رياض الريس للكتب والنشر. بيروت.
الخداع “الإسرائيلي” رؤية فلسطينية لمفاوضات كامب ديفيد وتوابعها. 2003. المؤسسة العربية للدراسات والنشر. بيروت.
آخر مرة التقيت فيها ببلال الحسن كانت في دمشق وقبلها التقينا في عواصم عربية وغربية عديدة ومنها لقاء يتيم في باريس حيث دعاني على فنجان قهوة باريسي لا زلت أذكره وأذكر ما دار بيننا من حديث حول تشكيل هيئة وطنية فلسطينية للحفاظ على ثوابت شعب فلسطين والحديث عن التجربة الفلسطينية الأوروبية التي جمعتني ببلال الحسن يطول.
يا بلال!
سنبقى على عهد فلسطين الكاملة
سنصعد سلم الكرمل ونسلم لك على حيفا المحررة والحرة.

نضال حمد
الثامن من آب ٢٠٢٤
موقع الصفصاف – وقفة عز