بلغاريا وانتهاك حقوق الانسان وحق اللجوء في الاتحاد الأوروبي 1-2
هجرة وغربة وعذاب وماذا بعد؟
هناك كثير من الشبان الفلسطينيين من لبنان وسوريا ضاقت بهم الحياة في مخيماتهم التي تعرضت ولازالت تتعرض للاستباحة بكل أشكالها منذ عشرات السنين. فقرروا البحث عن ملاذ آمن وحياة أفضل في أمكنة أبعد قد تمكنهم في قادم السنوات من العودة الى أرض الآباء والأجداد.
في سوريا دُمرت وأُفرغت وهُجرت مخيمات كاملة بفعل المؤامرة الكونية التي تعرضت لها سوريا ولازالت مستمرة حتى يومنا هذا. أما الحديث عن آخر عشر سنوات وعن مأساة سوريا والسوريين وفلسطينيي سوريا فقد يحتاج لمجلدات.
أبناء مخيمات لبنان عاشوا ويعيشون في ظل نظام تمييزي وبعضه عنصري يعاديهم ولا يمنحهم حتى القليل من الحقوق الانسانية والاجتماعية التي أقرتها الشرائع والقوانين البشرية والالهية. يكفي أن يشاهد الواحد منا جدار العار والفصل حول مخيم عين الحلوة، والحواجز ونقاط المراقبة والتفتيش والمدرعات والرشاشات والأسلاك الشائكة حتى يعرف أن المخيم بكل ساكنيه لا يعاملون على أنهم جزء من المكان.
أطفال المخيمات مواليد الألفية الثانية أصبحوا الآن شباباً… لم يجدوا من يرعاهم ويتبنى قضاياهم ومنهم من انخرط في مجموعات متطرفة نتيجة الحالة العامة وما أفرزه الربيع العربي سيء الصيت والسمعة.
لما ضاقت بهم الحياة بعدما رأوا النور في العشرين سنة الأخيرة أي منذ ولدوا في المخيمات، التي تم إفراغها من محتواها الوطني والثوري المقاوم والمكافح لأجل العودة والتحرير. عاشوا في سنوات الظلام والعذاب والتجهيل والتغريب، التي تعرضت لها الأجيال الفلسطينية المتعاقبة في مخيمات لبنان بعد سنة 1982 وبالذات خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. سنوات ما بعد “اتفاقية أوسلو” وأخواتها و”سلام الشجعان” الذي دمر القضية وغيبها تماماً وتركهم للمجهول.
هؤلاء هاجر بعضهم بطرق شرعية وبطرق أخرى غير شرعية الى تركيا التي أصبحت ملاذاً لغالبيتهم. لكن في تركيا لا فرص عمل ولا مجال للتطور والبقاء. لذا فكر هؤلاء دائما بطريقة ما للوصول الى غرب أوروبا وتقديم اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي وبالذات دول غرب أوروبا وليس دوله الشرقية، التي لازالت أنظمتها السياسية وحكوماتها تعاني من مرض نقص الديمقراطية والمعاملة الاخلاقية والانسانية.
فاللجوء في دول أوروبا الشرقية كارثة للاجئ لأنه مرفوض من قبل الحكومة ونسبة كبيرة من المجتمع. لأن تلك الدول تعاني اقتصادياً ويعتقد تجار السياسة فيها أن اللاجئين والمهاجرين سبباً من أسباب معاناتهم ومشاكلهم. لكن الحقيقة أن تلك الدول التي كانت حتى بداية التسعينيات دولاً اشتراكية “بالاسم فقط”، أقول هذا وأنا مسؤول عن كلامي، لازالت تخوض مخاض التغيير والتحول الى الرأسمالية المتوحشة. فيما معظم أنظمتها السياسية الحالية أنظمة يمنية متطرفة وشوفينية، بقيادة أحزاب قومية، إنعزالية وشبه عنصرية أو عنصرية. كما يتم استخدام الاسلاموفوبيا بشكل كبير في الدعاية ضد المهاجرين واللاجئين.
يتبع الجزأ الثاني
نضال حمد
في 25-8-2022