بلغاريا وانتهاك حقوق الانسان وحق اللجوء في الاتحاد الأوروبي 2-2 – نضال حمد
اعتقال، امتهان، ضرب وتعذيب وسرقة وتشليح وإرهاب ثم إبعاد غير قانوني لعشرين لاجئاً فلسطينياً وعربياً وصلوا الأراضي البلغارية من تركيا…
عشرون شاباً فلسطينيا من مخيمات لبنان وسوريا وغالبيتهم من مخيم عين الحلوة، ضاقت بهم الحياة في تركيا التي علقوا فيها منذ عدة سنوات… فقرروا المغامرة والسير في الغابات والجبال قاطعين الحدود التركية البلغارية باتجاه النمسا. ساروا وعبروا الحدود ودخلوا الغابات وصعدوا الجبال لمسافة 50 كلم داخل أراضي بلغاريا، ووصلوا الى غابة قريبة من منطقة “زفيديتس” البلغارية. هناك اضطروا للتوقف لأن اثنين منهما مرضا وتدهورت حالتهما الصحية وارتفعت درجة حرارتهما، وأصابت أحدهما نوبة الربو، التي كادت تودي بحياته، فيما البقية من الشباب كانوا مرهقين وبلا ماء وطعام بعدما نفذت مؤونتهم.
اتصلوا بي وبموقع الصفصاف – وقفة عز، وأبلغوني بما جرى لهم وما حصل معهم وبأنهم يرغبون في التوجه الى أقرب مكان لتسليم أنفسهم للصليب الأحمر البلغاري أو للشرطة البلغارية. وطلبوا مني مساعدتهم في ذلك. أبلغونني أنهم هم أنفسهم اتصلوا بالصليب الأحمر هناك من قلب الغابة وقال لهم مندوب الصليب الأحمر أنه يتابعهم وقد حدد مكانهم وسوف يبلغ الشرطة.
المهم قمت بدوري بالاتصال بصديق لي في بلغاريا فتابع موضوعهم مع الصليب الأحمر ومعهم مباشرة عبر الهاتف، وبعد ساعات عديدة من المتابعة وصل الشباب الى أقرب قرية في المنطقة “”مالكو تيرنوفا”.. هناك لحسن حظهم إلتقوا بشاب سوري ساعدهم بالاتصال بالشرطة التي حضرت وأخذتهم. بعد مسير قصير توقفت مركبات الشرطة قرب الغابة حيث المكان الذي خرجوا منه وهنا كان آخر اتصال معهم إذ صادرت الشرطة البلغارية هواتفهم النقالة.
عندما اتصل صديقنا من العاصمة صوفيا بالصليب الأحمر أكدوا له أن الشرطة تعاملهم بشكل جيد وأن كل شيء يسير على ما يرام. لكن اتضح في اليوم التالي أن الصليب الأحمر متواطئ مع الشرطة وأن الأخيرة شرطة عنصرية ومجرمة، حيث قامت بتعذيبهم وضربهم ورفضت معالجة المرضى منهم، بالرغم من خطورة مرض واحد منهم، كما منعت عنهم الدواء والماء والغذاء مع أنهم كانوا لأكثر من 30 ساعة في الغابة والجبال بلا ماء وطعام.
كما قامت الشرطة بسلبهم هواتفهم وسرقة فلوسهم وما كانوا يحملونه من أشياء ذات قيمة، والاعتداء عليهم عدة مرات بشكل وحشي. تم تكسير أصابع وأضلع بعضهم وإعادتهم الى تركيا حفاة وبثياب ممزقة وبآثار الضرب والجراح على أجسادهم.
كل هذا تم في بلد عضو بالاتحاد الأوروبي وموقع على الاتفاقيات الدولية التي تحمي اللاجئين وتصون حقوقهم. وعلى القوانين الأوروبية الخاصة بالاتحاد الأوروبي وببحقوق اللاجئين فيه التي تضمن سلامتهم وأمنهم وصيانة كرامتهم ومعاملتهم معاملة حسنة ومنحهم حق طلب اللجوء فور وصولهم أراضي الاتحاد.
لقد مارست الشرطة البلغارية الاذلال والارهاب والقمع واعتدت على اللاجئين بشكل منتظم طوال ساعات اعتقالهم بعد أن سلموا أنفسهم لها. اعتقد اللاجئون الفلسطينيين أنهم أصبحوا في مأمن بعد عناء الأيام الماضية وبعد أن وصلت الشرطة البلغارية التي سعوا لتسليم أنفسهم لها بأنفسهم، لكنهم كانوا مخطئين.
نفس أساليب التعذيب في سجن أبو غريب الأمريكي وفي سجون “اسرائيل” الصهيونية وسابقاً في سجون الفاشية تم استخدامها معهم خلال ساعات اعتقالهم وترحيلهم اللا قانونية. تمت تعريتهم وسرقة جاكيتاتهم، ستراتهم وقمصانهم وتركهم في البرد وتحت المطر بالسراويل والفانيلات..
في مقابل ارهاب وعدوانية الشرطة البغارية فإن السكان من القرويين البلغار رحبوا باللاجئين وقدموا لهم الطعام والشراب وساعدوهم فور وصولهم. هذا ما قاله اللاجئون، الذين كانت تجئينا أصواتهم مع الأنين، فهي أصوات وهو أنين نتيجة الآلام التي يشعرون بها بسبب الضرب المبرح والتعذيب والارهاق والاصابات بنزلات البرد أيضاً، هذا بعد عودتهم الى تركيا.
الرجاء مشاهدة الصور المرفقة لأنها دليل قاطع على وحشية ولا إنسانية الشرطة البلغارية.
لدينا في موقع الصفصاف وثائق وصور وتسجيلات تثبت صحة كلامنا هذا ولدينا الضحايا والشهود على تلك الخروقات الفظيعة لحقوق الانسان في بلد عضو بالاتحاد الأوروبي.
نضال حمد
موقع الصفصاف – وقفة عز
26-8-2022