بمناسبة الذكرى السابعة والعشرون على استشهاد القائد الوطني المناضل طلعت يعقوب
بيان صادر عن القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية
بمناسبة الذكرى السابعة والعشرون على استشهاد القائد الوطني المناضل طلعت يعقوب
السابع عشر من تشرين الثاني عام 1988 كان يوم رحيل القائد الوطني والمناضل الكبير طلعت يعقوب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ، رجل القيم والمثل والمبادىء والثوابت الوطنية الفلسطينية ، رحل عنا القائد المناضل عقب انتهاء اعمال الدورة التاسعة عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر العاصمة ، بعد أن أعلن موقف الجبهة رفض قرار مجلس الامن 242 الذي جرى الاعتراف به من قبل أكثرية الأعضاء في هذه الدورة ، وقد أكد خطورة هذه السياسة وما سيبنى عليها من تراجعات وتداعيات سلبية على النضال الوطني التحرري الفلسطيني ، خاصة في ظل اشتداد انتفاضة الحجارة الاولى التي ظهرت عنصرية المشهد الصهيوني وأصلت على مرأى ومسمع العالم المشهد التحرري الفلسطيني والذي سجل تضامناً عالمياً واسعاً ضد العنصرية الصهيونية التي تجاوزت بعنصريتها وجرائمها نظام الميز العنصري الابارتيد في جنوب افريقيا .
ياجماهير شعبنا .. ياجماهير امتنا :
تمر اليوم الذكرى السابعة والعشرون على استشهاد القائد المناضل أبو يعقوب ، وقضيتنا الوطنية تقف أمام مفصل تاريخي خطير ، حيث سقطت كل الاوهام والامال المعقودة على امكانية تحقيق ( سلام عادل ) ترعاه الولايات المتحدة الامريكية بوهم امكانية عدالتها وحيث شجعت العديد من أطراف النظام العربي هذا ( الاقنحام السياسي ) على اعتبار أن لحظة ( الحصاد السياسي ) قد نضجت وأتت اكلها ، وعليه دخل هذا الاتجاه الواهم نفق اوسلو في عصر احادي القطب الامريكي ، واسهم في وأد الانتفاضة الاولى التي فكت الحصار عن الحالة الفلسطينية خاصة بعد القمة العربية في عمان ، وشطب قرار الجمعية العامة الذي يعتبر الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية ، وتراجع ( دوربن 2 ) عن بيان ( دوربن 1) وكبلت الحالة الفلسطينية بالاولويات الصهيونية الثابتة المتمثلة بالالتزامات الامنية والتنسيق الامني وبروتوكول باريس الاقتصادي ، واستشرى الاستيطان والتهويد في القدس والضفة الغربية واقيم جدار الفصل العنصري , وسقطت كل المراهنات والتصنيفات بين قوى يمينية توراتية متعصبة ، و قوى علمانية اسرائيلية ، علما أن قمة كامب ديفد الثانية لم تقنع البعض بالتراجع عن رؤيته ورهانه رغم نتائج قمة كامب ديفد الثانية وقيام هبة الاقصى الثانية ورحيل القائد الرمز ابو عمار الذي اكتشف وذاق الحصاد المر لمسار اوسلو ، وشعر بأن هذا الاحتلال العنصري الاستيطاني هو الاخطر في التاريخ المعاصر والاقل كلفة ، وهكذا انقضت الحقبة الاولى من مسيرة اوسلو التدميرية برحيل الشهيد القائد ابو عمار لتبدأ مرحلة جديدة ، بمزيد من الرهان على التفاوض كبديل للتفاوض ، وتحميل المسؤولية للقيادة الفلسطينية بسوء الاداء السياسي التفاوضي ، واذا بالفصل الثاني من اوسلو يدخل الحالة الفلسطينية بصراع داخلي يفضي الى صراع سلطوي خطير تحكمه قواعد اللعبة الاميريكية – الاسرائيلية ، فيستشري الاستيطان وتفلت عصابات المستوطنين من عقالها ، وتواجه غزة ثلاثة حروب ساحقة ماحقه ويحاصر أهلنا في قطاع غزة ويمنع اعادة اعماره وايواء اهالي القطاع ويحرمون حتى من الدواء والغذاء لترتقي الى جرائم عنصرية بحق الانسانية في القرن الحادي والعشرين .
ان انطلاق المواجهات الشعبية في كل المناطق الفلسطينية ابتداءً بالقدس والضفة الغربية نحو انتفاضة ثالثة قد جاءت محصلة طبيعية لحالة التهميش التي تتعرض لها القضية الفلسطينية عربياً ودولياً ، وحالة الانقسام الاستعصاء الذي تحكم بالمشهد الفلسطيني وبعوامل خارجية وداخلية تحت شعار الايفاء بالالتزامات الأمر الذي يحمل الكل الفلسطيني مسؤولية حماية هذه المواجهات و توسيع المشاركة الشعبية فيها ة عبر تشكيل قيادة وطنية موحدة على المستوى السياسي و قيادات شعبية موحدة بالميدان و توسيع التفاهمات على مساحة اهدافها و انضباطها في صنع قوانينها و حواملها و على هذا الصعيد ان لم تستجيب القوتان الرئيستان في الصراع السلطوي على انهاء الانقسام و حماية الانتفاضة و مقاومة اوسلو و كسر قواعد اللعبة السياسية من شأن الضغط الشعبي ان ينهي هذا الانقسام على المقلبين و من هنا نحذر من كل المحاولات الدولية و خاصة عبر الاطراف العربية التي تسعى الى وأد الانتفاضة .
كما تحذر الجبهة من مخاطر عسكرة المواجهات الشعبية وبذلك تسهل على نتنياهو اعطاء الصراع طابعا عسكريا وكأن الصراع يبدو بين قوتين عسكريتين لتغطية كل الجرائم العنصرية ، فيما هذه المواجهات تكشف وتفضح حقيقة العنصرية وجرائمها بحق الانسان الفلسطيني وتؤصل المشهد الفلسطيني باعتباره مشهد تحرر وطني بامتياز يحتاج حركة وطنية فلسطينية صاعدة وناهضة ومجددة ومنظمة تحرير كجبهة وطنية عريضة متحدة ، واعادة بنائها وتشكيل مجلس وطني جديد يسلح الشعب الفلسطيني باستراتيجية وطنية جديدة تستشرف دورها في المخاض العربي والتوازنات الاقليمية والدولية الجديدة قيد التشكل .
على العهد يا أبا يعقوب على ذات الثوابت والقيم والمبادىء ، ونم قرير العين فرفاقك على العهد باقون على الجمر والثوابت قابضون حتى النصر والتحرير .
دمشق 17/11/2015
القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية