بيان صادر عـــن الإعلام المركزي لجبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة الذكرى السادسة والستين لنكبة فلسطين
بيان صادر عـــن الإعلام المركزي لجبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة الذكرى السادسة والستين لنكبة فلسطين
تأتي الذكرى السادسة والستين هذا العام وقضيتنا الفلسطينية تمر في اخطر مراحلها من حيث تعرضها لتصفية حقيقية وفي ظل وضع عربي هو الاسوأ منذ النكبة عام 1948 ، وصلت بالنظام السياسي العربي أن يتحول لأداة طيعة في يد المشروع الأمريكي – الصهيوني لتفتيت المجتمعات العربية وتحويلها إلى قبليات أثنية وعرقية ومذهبية تتناحر فيما يحاول أعداء الأمة تهويد القدس والضفة الغربية وفي ظل حالة انقسام فلسطيني ، وتهديد الوجود السياسي والاجتماعي لمخيمات الشتات خاصة سوريا ولبنان لتصفية حق العودة الذي يمثل جوهر قضية فلسطين ، وفق هذا المشهد العربي – الفلسطيني يسعى التحالف الأمريكي – الصهيوني لتثبيت ( يهودية الدولة العنصرية ) في القرن الحادي والعشرين والتي تقود إلى تطهير عرقي وفي هذا السياق تستحدث حكومة العدو القوانين العنصرية ذات الصلة ، ضاربة عرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية بما فيها اتفاقيات جنيف الأربعة والقانون الدولي والإنساني .
ياجماهير شعبنا ياجماهير امتنا
إن جبهة التحرير الفلسطينية إذ تذكر بالجرائم المتتالية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني من قبل الاستعمار البريطاني من وعد بلفور وتهجير الصهاينة من كل أصقاع الأرض لفلسطين وطن الشعب الفلسطيني إلى إعلان دولة الكيان وتشريعها في عصبة الأمم فيما يقتلع الشعب الفلسطيني ويهجر من أرض وطنه وأجداده لخدمة مشاريع الغرب وأحلامه التوسعية في تقسيم المنطقة والسيطرة على ثرواتها ومصادرها الطبيعية ، فإنها تدعو أصدقاء الشعب الفلسطيني في المجتمع البريطاني ومجلس عمومه وكل أنصار الحرية وحقوق الإنسان على امتداد العالم لمقاضاة الحكومة البريطانية وتحميلها المسؤولية المعنوية والأخلاقية والقانونية عن ماسات الشعب الفلسطيني ومطالبته بالتعويض السياسي والمعنوي والمادي والأخلاقي فضلا عن تصحيح ما اقترفته بحق الشعب الفلسطيني وإعادته إلى ارض وطنه من حيث اقتلع وهجر .
ياجماهير شعبنا ياجماهير امتنا
أمام المشهد الكارثي بشقيه العربي والفلسطيني ، وصول مسار أوسلو المدمر إلى طريق مسدود وفشله في تحقيق تقدم على أي ملف من الملفات الوطنية ( حل الدولتين ) والقدس والاستيطان والحدود والأمن والمياه فضلا عن حق العودة ، فيما بقي الثابت الوحيد في هذا المسار الأولوية الأمنية الصهيونية وما يترتب على ذلك من تنسيق امني ، فيما ضربت كل ركائز الاقتصاد الوطني اقتصاد الصمود والمقاومة ، في ظل حالة انقسام سلطوي خطير ، فرضته قواعد اللعبة الاميريكية – الصهيونية حيث فشلت كل محاولات إنهاء الانقسام من آذار 2005 في القاهرة كونها حكمت بسقوف ومحددات سياسية بحجة امكانبة أن يلقى فبولا من الحلف الأمريكي – الصهيوني وعلية فان المصالحة السلطوية التي أعلن عنها أخيرا والتي فرضتها ظروف الحصار السياسي والاقتصادي لكل من ( الحكومتين ) في رام الله وغزة والتي اتخذت طابعا ثنائيا سلطويا بعيدا عن فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية .
إن جبهة التحرير الفلسطينية التي ترحب بأي خطوة وحدوية فإنها تدعو إلى عقد جلسات وورش للحوار الوطني الشامل وإحداث مراجعة سياسية شاملة ، تخرج الحالة الفلسطينية من مساحة الأوهام السلطوية ، إلى مساحة التحرر الوطني الفلسطيني ، الذي يعيد مكانة منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، حوار يعيد الاعتبار لمشروع التحرر الوطني ويخرج من قواعد اللعبة السياسية للرباعية الدولية التي اختزلها الحلف الأمريكي – الصهيوني باستفراد الشعب الفلسطيني وفرض التراجع عليها لمصلحة المشروع الصهيوني .
وبمقتضى ذلك تعتمد الفصائل الوطنية الموحدة في إطار م ت ف تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد واشتقاق إستراتيجية وطنية جديدة تعزز اعتبار القضية الفلسطينية كقضية جامعة للأمة وتعزز اعتبار الصراع كصراع عربي – صهيوني وليس نزاعا فلسطينيا – اسرائيلياً .
إن تعزيز الوحدة الوطنية واعتماد مروحة الخيارات الوطنية يتطلب التحفز الفلسطيني لمشهد دولي وإقليمي وعربي ينحو باتجاه التوازن ويقطع الطريق على استفراد أحادي القطب بمصائر الشعوب وفي المقدمة منها مصير الشعب الفلسطيني .
المجد لشهداء فلسطين ، لشهداء العودة في مجدل شمس ومارون الراس ، المجد لشهداء امتنا
التحية لأسرانا الميامين في سجون وزنازين الاحتلال الصهيوني .
15ايار/2014