نضال حمد : بيروت التي لازالت تقاوم
بيروت بشكل عام كانت ولازالت عاصمة المقاومة. أقول كلامي هذا بالرغم من وجود طابور طويل من العملاء والخونة اللبنانيين، أعداء العروبة وفلسطين وأصدقاء الغرب والصهاينة.. هؤلاء يجاهرون في عمالتهم ويسمونها تحالف حرب .. ويكرمون وليسوا للاسف وحدهم خونة ويعتبرونهم شهداء لبنان.. مثلما هو الحال مع أسوأ لبناني على الاطلاق الارهابي المجرم بشير الجميل، صديق بيغن وشارون والمشروع الصهيوني…
لكن بيروت هي أيضا بيروت السيد ح ابو هادي، سليم الحص، كمال جنبلاط، رشيد كرامي، معروف سعد، الحركة الوطنية اللبنانية، جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ثم الاسلامية.. بيروت رفاق ورفيقات انور ياسين ومهدي عامل وسهى بشارة و خالد علوان وحبيب الشرتوني وسناء محيدلي و( ع م ا د م غ ن ي ة ) ورفيقي الشهيد اللبناني محمد ابو الفدى؛ امتزج دمي بدمه، اصبت انا بجراح بليغة واستشهد هو، عشنا معا اخر لحظات الصمود في بيروت المستباحة شارونيا وقواتيا ( جماعة الرئيس الخائن المقبور بشير الجميل ووريثه سمير جعجع) … بيروت هي السياج الفاصل ما بين الأبطال والأنذال، هي الجدار العازل ما بين الاوفياء والشرفاء والعملاء وخدم الأعداء… لأن فيها ما يكفي من المناضلين المحترمين والمؤتمنين، المقاومين لوجه الله ولأجل الوطن. بكل تشكيلاتهم السابقة واللاحقة، الاسلامية واليسارية والقومية والوطنية والتقدمية.
بيروت تركت فيها بعض جسدي الذي فقدته وأنا اواجه دبابات الميركفاه الصهيونية على شوارعها يوم ١٧/٩/١٩٨٢؛لذا هي في قلبي دوما كما فلسطين كل فلسطين.
بيروت شقيقة القدس وتوأم روح دمشق وشقيقة بغداد و صنعاء .. بيروت بحر مقاوم يمتد من طرابلس الى غزة ومن هناك الى الوطن الكبير.. ومنه الى طهران وكاراكاس وهافانا وحيث يوجد رفاق درب واحرار من كل العالم.
بيروت يا بيروت
في مثل هذه الأيام من زمن حصارك الشهير كنا ننشد بعنفوان
قد اقبلوا فلا مساومة المجد للمقاومة
بنرفض نحن نموت
واشهد يا عالم علينا وعلى بيروت
وبيروت خيمتنا، بيروت نجمتنا
كنا ولازلنا نتنفس مقاومة
من يعادي المخيم الفلسطيني في لبنان يعادي بيروت والقدس ودمشق والله وعباده الصالحين المجاهدين المقاومين في سبيل تحرير فلسطين.
يعادي كل حر وشريف وانسان في هذا العالم…
لبيروت وحراس عروبتها ومقاومتها من قلبي سلام …
لرفيقي وصديقي الشهيد عبد الستار الفلسطيني الكويتي الذي استشهد على حدود فلسطين قرب قلعة الشقيف..
لصديقي ورفيقي ابو علي الحمصي الذي استشهد في نفس اللحظة وبنفس الغارة مع عبد الستار، لمدفعهما الذي بقي يدك مستعمرات الجليل حتى تطاير هو ورفاقنا بفعل غارة صهيونية في مثل هذه الايام..
للشهداء عبد حمد صائد دبابات الصهاينة في مخيم عين الحلوة واحد اوائل شهداء ملحمة حصار واقتحام مخيم عين الحلوة في حزيران يونيو ١٩٨٢ …
للشهداء حاتم حجير و شربل البني وغسان كايد شهداء التصدي للغزو الصهيوني سنة ١٩٨٢. رفاقي في جبهة التحرير الفلسطينية.. رفاق الامين الراحل طلعت يعقوب.
للبنان العروبي التقدمي المقاوم من قلبي سلام ولا سلام لأيتام بشير الجميل وعملاء الاحتلال…
نضال حمد في التاسع من حزيران – يونيو ٢٠٢٠
( قد أقبلوا فلا مساومة المجد للمقاومة)