تحية الاديبة والروائية السورية كلاديس مطر
على هذا المنبر، نضال حمد لا يساوم . انه واضح وضوح الشمس . الرجل وموقعه منحازان للوطن ولشعوبنا ومعاناتها. انه يرى الحل في المحبة و التآخي و التضامن بين الشعوب العربية ، يراه في المقاومة و التحرير و العودة .
لهذا فإن الصفصاف هو موقع مقاوم من هذه الناحية إذ يضع القضية الفلسطينية نصب عينه وكذلك كل قضية عربية تصب فيها . لقد لقننا ” الواقع الدموي العربي ” دروسا كثيرة ، بل وفتح الباب على مصراعيه لكي ندخل في انعطافة حقيقة لا بالنسبة للسياسة و الأدب فقط وانما أيضا بالنسبة لكل مرافق حياتنا. لهذا، موقع الصفصاف، في مقالاته أو مقابلاته أو أبحاثه يتطلع نحو المقاومة و يهرب من لغة الشعارات السياسية او الدينية لينحاز كليا الى المعاناة الانسانية العربية بكامل اوجهها .
لقد تعبنا من لعبة شحن الكلمات و تسيسها و تحميلها الى ما فوق طاقتها بحيث تتحول الى كذب صرف او وعاء تافه لتمرير بعض الشعارات . هذا زمن يجب ان ينتهي في الواقع اليومي وفي السياسة ايضا وحتما في الصحافة التي بانت عورتها في السنوات الماضية بفضل التحزب المر واللغة المحرضة .
موقع الصفصاف ملتزم بنشر خطاب يميل لكي يعيد النظر في حياتنا العربية كلها بشكل عام . صحيح ان هذا جهد صغير و لكنه يصب في النهر الكبير المتدفق للكلمة المقاومة الهادرة . لقد غير كتابين او ثلاثة كل تاريخ الانسانية وجعل آلاف الاجيال تركع و تنكس الرأس من دون فهم او تمحيص . لهذا من الصعب ان تعثر هنا على مقال لا يشعر كاتبه بمسؤولية كلمته او يلقيها جزافا او يستعملها في غير مكانها . لقد شكلت تجربة نضال السياسية و الميدانية عامودا فقريا لهذا الموقع ؛ انه – أي الموقع – على صورة ومثال صاحبه تماما .
مبروك الحلة الجديدة للموقع . اعرف انها حلة جديدة على المستوى الفني والتقني، أما المضمون والنهج فهما أصيلان لا يتبدلان و انما يتعمقان و يترسخان كل يوم بينما العين لا تحيد عن فلسطين وسوريا .
كلاديس مطر