تحية للعازفين على أوتار اللغة العربية في فلسطين- عادل سالم
من خلال نظرة فاحصة على خريجي كليات اللغة العربية في فلسطين التاريخية، وكتابها اتضح لي أن معظم الفلسطينيين (وليس كلهم) ممن تخرجوا من الجامعات الفلسطينية، والعربية، وبعضهم يحمل درجة دكتوراة، أقل إمساكا بقواعد اللغة، وجمال إبداعها من خريجي كليات اللغة العربية داخل فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ الذين تخرجوا من جامعات العدو (إسرائيل) مما يطرح السؤال التالي بشكل قوي، وفاضح:
هل السبب ضعف الجامعات الفلسطينية، والعربية؟ أم ضعف الطلبة من بقية ف…لسطين؟
الحقيقة أنني خرجت بالانطباع التالي:
أن الجامعات العربية والفلسطينية ضعيفة في كل شيء حتى في طريقة تدريس اللغة العربية، فمن غير المعقول أن تكون كتابات خريجي تلك الجامعات ضعيفة، وتحتاج لمدقق لغوي متخصص لتنقيحها، وعندما تستمع إليهم يتحدثون في أمسية ثقافية، أمام جمهور أدبي تشعر ضعفهم، وعدم إتقانهم للغة، (مرة أخرى الحديث هنا عن معظم خريجي كليات اللغة العربية من الفلسطينيين). في حين تقف مبهورا وأنت تستمع لكثير من خريجي اللغة العربية في الداخل، تشعر أنهم يمسكون في تلابيب اللغة فتتمنى لو تكون مثلهم.
ثانيا: للأسف معظم من يتخصصون في دراسة اللغة العربية عندنا يتخصصون بها لأنهم فشلوا في الحصول على تخصص آخر، وليس لأنهم من عشاق اللغة العربية. فمن غير المعقول أن أقرأ مثلا لشخص يصف نفسه بأنه يحمل درجة دكتوراة في اللغة نصا شعرا أو نثرا كله أخطاء لغوية، فأصبح أنا غير المتخصص باللغة العربية من يقوم بتنقيح نصه، وإرشاده للصحيح، هذا لا يشعرني بالسعادة، بل يشعرني بالإحباط، في حين أشعر بالسعادة عندما أقرأ في اللغة، والأدب لآخرين مثل الدكتور فاروق مواسي، أو الدكتور إلياس عطا الله، أو الدكتور صالح عبود إلخ، أشعر أنهم وأمثالهم وهم كثر أنهم كالعازف على عود اللغة يطربونك قولا وشرحا.
المشكلة عندنا هي أن وزارات التربية والتعليم في فلسطين تعين هؤلاء الخريجين لتدريس اللغة العربية لأبنائنا لهذا تجد معظم أبنائنا لا يحبون درس اللغة العربية. بل يكرهونها.
أنا أتوجه من هنا لكل هؤلاء الخريجين الذين لم يتقنوا اللغة رغم شهاداتهم التي حصلوا عليها، أن الوقت لم يفت، يمكنكم تحسين لغتكم، تطوير أدواتكم، تدريب أنفسكم على الإمساك بتلابيب اللغة واللحاق بقطار بقية المبدعين في هذا المجال. لسنا هنا كي نسخر منكم، ومن جهودكم، ولكننا نطمح أن أراكم أفضل، فمن غير المعقول أن يقوم طالب لديكم بتوجيهكم لأغلاطكم! هذا يقلل من هيبتكم، مثل الخباز (الفران) الذي يحرق الخبز (العيش)، فيبرر للأهالي أن النار سبب ذلك.
عادل سالم
١٧ أيلول سبتمبر ٢٠١٧