تداعيات الزلزال السوري على الفصائل الفلسطينية في سوريا ولبنان
كتب نضال حمد رئيس تحرير موقع الصفصاف – وقفة عِزْ:
بعد انهيار النظام في سورية وتدمير الجيش السوري دون قتال، وانتقال السلطة في البلد إلى المعارضة ممثلة بهيئة تحرير الشام، وبعد الضربات الصعبة التي تلقاها حزب الله في لبنان، وخاصة خسارة قياداته الرئيسية وعلى رأسها السيد حسن نصر الله، خسر الفلسطينيون أهم موقعين تمركزا فيهما خارج فلسطين المحتلة. فقد خسروا سورية التي أعلنت سلطتها الجديدة إغلاق كافة المعسكرات والمقار والمراكز الفلسطينية في البلد، وأمرت الفصائل بتسليم أسلحتها والتراجع إلى المخيمات الفلسطينية. كما أعلنت أنها ليست في حالة عداء مع الكيان “الإسرائيلي”، ولا في وارد فتح معارك معه، بالرغم من أنه لا يزال يحتل الجولان وضم إليه 450 كلم جديدة من أراضٍ سورية احتلها هذا الشهر. كما أنه دمر الجيش السوري وكل قدرات سوريا الدفاعية والعلمية والأمنية والعسكرية خلال أسبوع، وبدون مواجهة أو أي ردة فعل، سواء شعبية أو رسمية.
في لبنان، خسر الفلسطينيون بعض مواقعهم العسكرية التي بقيت موجودة طوال الوقت بعد الانسحاب من بيروت سنة 1982، وهي مواقع تتبع للجبهة الشعبية القيادة العامة وحركة فتح الانتفاضة في البقاع وعند الحدود السورية.
في هذا اليوم، 21 ديسمبر 2024، تسلم الجيش اللبناني موقع القيادة العامة في جبل السلطان يعقوب في البقاع الغربي، ودخل إلى نفق القيادة العامة ونشر وحداته حول الموقع. كما تسلم أيضاً موقع حشمش الواقع بين قوسايا ودير الغزال في البقاع الأوسط من مقاتلي الجبهة الشعبية القيادة العامة. وبحسب ما ورد من أخبار في لبنان، فإن الجيش تسلم في الساعات الماضية، في البقاع الغربي، موقع السلطان يعقوب من القيادة العامة، ومعسكر حلوة من فتح الانتفاضة. وبالتأكيد سوف يستلم قريباً موقع الناعمة والأنفاق هناك، وهو موقع يقع على الطريق الساحلي قرب بيروت.
يأتي كل هذا في ظل حملة على الفلسطينيين وسلاحهم في لبنان، وكأنهم هم سبب مشاكل هذا البلد الغارق في كل أنواع الفساد والمشاكل بكل أشكالها.
الذين يشنون الحملة عليهم يتهربون من مشاكلهم الداخلية المستعصية، ولا يواجهونها أو يعملون على إيجاد حل لها. كما أنهم لا يتحدثون عن القوانين اللبنانية التي لا تزال تمارس التمييز ضد الفلسطينيين وتحرمهم من كثير من الحقوق ومن المهن، وتمنعهم من ممارسة العمل بحجة منع التوطين والحفاظ على حق العودة. لو أن الدولة اللبنانية تستطيع حماية الفلسطينيين في مخيماتهم وتمنع التعرض لهم، وتضمن عدم حصول اعتداءات عليهم وارتكاب مجازر على غرار مجازر مخيمات تل الزعتر وضبية وجسر الباشا وصبرا وشاتيلا وغيرها، لكان الأمر أسهل بكثير. ولو أن الدولة تمارس سلطتها على كل سلاح في لبنان، الذي يعج بالسلاح حيث إنه متوفر وموجود في كل بيت تقريباً، لكانت الأمور هانت كثيراً. لكن للأسف، الحديث يدور دائماً حول الحلقة الأضعف في البلد، وهم سكان المخيمات الفلسطينية الذين تم تحويلهم إلى شماعة تعلق عليها كل مشاكل لبنان.
يجب أن نعترف أنه بخسارة سوريا كعمق استراتيجي ومركز أساسي لوجستي وحيوسياسي، سوف نخسر كثيراً في لبنان أيضاً، وقد نكون ضحية لتوازنات وتفاهمات ترضية وتوافق على حد أدنى بين الأطراف اللبنانية المتصارعة والمتنحارة، وهي الأطراف نفسها التي تعتبر سبباً داخلياً لمشاكل لبنان. خاصة مع ضعف وتراجع طرءا على قوة المقاومة وحزب الله ونفوذه في لبنان، ومع خسارته لسوريا وللزعيم اللبناني والعربي والأممي الملهم الشهيد السيد حسن نصر الله.
نضال حمد
21/12/2024
موقع الصفصاف – وقفة عِزْ