تذكروا وتذكرن هذا اليوم 11 تموز – يوليو 1982
إيطاليا تحتفل بمرور 40 عاما على تتويجها بمونديال إسبانيا
تذكروا وتذكرن هذا اليوم 11 يوليو 1982
بالنسبة للأجيال الشابة وخاصة المهتمين بالرياضة وبالذات كرة القدم، فإن هذا الخبر يبدو عادياً جداً. لكنه بالنسبة لي ولجيلي من المهتمين أيضاً بكرة القدم ليس خبراً عادياً، لأنه يحمل معه ذكريات من بيروت المحاصرة سنة ١٩٨٢، حيث كنا نخوض واحدة من أشرس المعارك مع قوات الغزو الصهيوني وصهاينتها الفاشيين الانعزاليين في لبنان، الذين كانوا يحاصروننا فيما كان يعرف آنذاك ببروت الغربية، حيث وجود وتمركز وقوة الثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية.
كانت بيروت تتعرض لأشد أنواع القصف براً وبحراً وجواً ولهجمات يومية عديدة كنا نتصدى لها ونُفشلها. وكان الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكريين يسقطون يومياً. ولم يكن هناك كهرباء ولا هواء نقيّ، فقد لوث القصف ولوثت الحرائق الجو في العاصمة المحاصرة… كما كان هناك شح في المياه والطعام والأدوية. في حين كانت تكلفة الحصول على المياه في بعض الأحياء والأحيان حياة الناس، إذ كان القناصة يستهدفونهم ويقنصونهم ويردونهم قتلى وشهداء. كما كانت الطائرات الصهيونية تنقض عليهم وتقصفهم بلا رحمة.
في ذلك الوقت كانت تجري مسابقة كأس العالم لكرة القدم في اسبانيا وشهدت تلك المسابقة مؤامرة ألمانية غربية نمساوية ضد فريق الجزائر. بعضنا في اثناء الحصار كان يتابع بعض المباريات بالرغم من القصف والموت والدمار والخطر المحذق بنا.
شهدت البطولة في العاصمة مدريد وفي اسبانيا فوز منتخب ايطاليا على منتخب المانيا الغربية في المباراة النهائية بنتيجة 3 -1، لتصبح ايطاليا بطلة العالم.
أنا كنت من مشجعي ايطاليا ولازلت أحب المنتخب الايطالي، ولم أكن ولن أكون في يوم من الأيام من مشجعي منتخب ألمانيا، لأنها كانت ولازالت ومازالت هي الراعي الرسمي للكيان الصهيوني وجرائمه، للارهاب المُمارس على شعب فلسطين من قبل الارهابيين “الاسرائيليين” في فلسطين المحتلة، وذلك منذ احتلال فلسطين سنة ١٩٤٨ وحتى هذه الأيام.
الطليان الذين كانوا من أكبر المساندين والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة قاموا باهداء كأس العالم للشعب الفلسطيني، تضامنا معه ووقوفاً ضد الاحتلال الصهيوني وجرائمه وارهابه. وضعوا الكأس في سفارة فلسطين في روما وبقيت هناك لفترة من الزمن.
أما اليوم الموافق الذكرى الأربعين لإحرازهم تلك الكأس العالمية في ١١ تموز- يوليو ١٩٨٢، قرر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عرض كأس العالم، التي توج بها “الآزوري” في مونديال 1982 في إسبانيا، للمرة الثالثة في تاريخه، حيث رفعت إيطاليا بقيادة المدرب إنزو بارزوت، والقائد دينو زوف، ومجموعة لا تُنسى من اللاعبين مثل باولو روسي وبرونو كونتي وماركو تارديلي، الكأس في ملعب سانتياجو برنابيو بالعاصمة الاسبانية مدريد. وذلك بعد الفوز في المباراة النهائية على ألمانيا الغربية بنتيجة (3-1)، في حضور رئيس الجمهورية ساندرو بيرتيني. وأضاف موقع “كوورة” أن من بين الاحتفالات بمرور 40 عاما على هذا الإنجاز، تبرز مبادرة الاتحاد الإيطالي للعبة، لعرض الكأس في مقرها بروما، أمام جميع الإيطاليين والسائحين.
شكرا لايطاليا وشعبها وقواه الحية المتضامنة مع شعب فلسطين.
شكرا لشعب لبنان العربي وقواه الوطنية والقومية والتقدمية واليسارية والاسلامية المقاومة…
شكرا لجماهير المخيمات الفلسطينية في لبنان على كل ما قدمته من صبر وصمود وتضحيات وفداء وكفاح وعطاء وأصالة وانتماء.
شكرا لشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا الذين أضاءوا القناديلا …
المجد والخلود للشهداء وعلينا الوفاء
نضال حمد في ١١ تموز – يوليو ٢٠٠٢