ترامب صرخ على عبّاس في بيت لحم وقال له لقد خدعتني
(التلفزيون (الإسرائيليّ) نقلاً عن مصادر أمريكيّةٍ و(إسرائيليّةٍ) رفيعةٍ يزعم: ترامب صرخ على عبّاس في بيت لحم وقال له لقد خدعتني ممّا صدم رئيس السلطة واللقاء كان متوترًا جدًا
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
لا يُخفى على أحد أنّ الإعلام (الإسرائيليّ)، هو الذراع التنفيذيّة لصنّاع القرار من المُستويين الأمنيّ والسياسيّ في تل أبيب، ويُشكّل رأس الحربة في الحرب النفسيّة الشرسة التي تشُنّها الدولة العبريّة ضدّ الأمّة العربيّة بشكلٍ عامٍّ، وضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ بشكل خاصٍّ، وبالتالي على المُتلقّي العربيّ للأخبار التي يكون مصدرها محافل رسميّة في تل أبيب أنْ يتوخّى الحيطة والحذر، لأنّ ماكينة الدعاية الصهيونيّة والإمبرياليّة بقيادة أمريكا، تعمل على مدار الساعة لشيطنة العرب، وكيّ الوعي العربيّ وتكريس وترسيخ فوقيّة (الإسرائيليين) على الناطقين بالضاد في جميع المجالات. علاوةً على ذلك، تعمل (إسرائيل) في إطار الحرب النفسيّة على دقّ الأسافين بين أبناء الأمّة-الشعب الواحد، لما في ذلك من مصلحةٍ واضحةٍ تصُبّ في صالحها.
وفي هذا السياق بثّت القناة الثانية في التلفزيون(الإسرائيليّ) تقريرًا حصريًا أعدّه مُراسلها للشؤون السياسيّة، أودي سيغال، زعم فيه أنّه خلال اللقاء بين الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب ورئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، الأسبوع الماضي في بيت لحم، صرخ ترامب بغضبٍ شديدٍ على عبّاس، بسبب مشاركته المفترضة بالتحريض ضدّ (إسرائيل)، مشيرًا إلى أنّ المعلومات استقاها من مصدرٍ أمريكيٍّ كبيرٍ لم يكشف النقاب عن اسمه، ومؤكّدًا على أنّ محافل (إسرائيليّة) أكّدته.
وبحسب التقرير قال ترامب لعبّاس بصوت عالٍ: قد خدعتني في واشنطن، تحدثت هناك حول التزامك بالسلام، ولكن اظهر لي (الإسرائيليين) مشاركتك بالتحريض ضدّ (اسرائيل)، صرخ ترامب على عباس المصدوم، بحسب ما أكّده التلفزيون العبريّ.
وساق التقرير التلفزيونيّ قائلاً، نقلاً عن المصادر الأمريكيّة (الإسرائيليّة) عينها، إنّ عدّة دقائق من الصمت مرّت بعد الصراخ من جانب الفلسطينيين، مُشدّدًا على أنّ اللقاء الذي جرى يوم الثلاثاء الماضي كان متوترًا جدًا قبل أنْ ينجح الطرفين بالعودة إلى المسار، بحسب تعبيره. ولفت المُراسل (الإسرائيليّ) إلى أنّ مصادر فلسطينية نفت ما ورد في التقرير، وأكّدت على أنّ اللقاء كان جيّدًا.
وقدّم التقرير التلفزيونيّ الاقتباسات المفترضة باللغة العبريّة، كما نشر المراسل سيغال، قسمًا من الصياغة المفترضة باللغة الانجليزيّة على موقعه الخّاص في (تويتر).
وأشار التقرير أيضًا إلى أنّه عندما وقف ترامب إلى جانب عبّاس بعد لقائهما في بيت لحم، في اليوم الثاني لزيارة ترامب إلى (إسرائيل) والأراضي الفلسطينيّة، بدا الرئيس الأمريكيّ أنّه ينتقد الدعم الفلسطيني للهجمات الـ”إرهابيّة”، ولكنّه أشاد بالتزام عباس بالسلام، قائلا إن رئيس السلطة الفلسطينيّة ما زال ملتزمًا باتخاذ خطواتٍ صعبةٍ ولكن ضرورية لمحاربة الإرهاب ومواجهة الأفكار التحريضيّة.
وقال ترامب أيضًا: أنا ملتزم بمحاولة تحقيق اتفاق سلام بين (الإسرائيليين) والفلسطينيين، وأنوي أنْ أفعل كلّ ما باستطاعتي لمساعدتهم على تحقيق هذا الهدف، وأضاف: الرئيس عباس أكّد لي أنّه مستعد للعمل من أجل هذا الهدف بحسن نية، ورئيس الوزراء نتنياهو تعهد بالقيام بالمثل. أنا أتطلع إلى العمل مع القائدين من أجل السلام الدائم.
وتخلل الاجتماع المشحون صراخًا، حيث كان ترامب غاضبًا وهو يوجه حديثه لعبّاس قائلاً: حدثتني عن السلام، لكن (الإسرائيليين) جعلوني أشاهد كيف أنّك بصورةٍ شخصيّةٍ تقوم بالتحريض. وأضاف: لا يمكنك محاربة الإرهاب في مجتمع يباركه، حتى إنّ الإرهابيين يخرجون منه رابحين، يجب علينا أنْ نصمم وأنْ ندين كل هجوم. وجاء هذا التأنيب الأمريكيّ لعبّاس، بحسب التلفزيون العبريّ، بعد فيديو أعدّه مكتب رئيس الوزراء (الإسرائيليّ) بنيامين نتنياهو ضدّ مجموعة من القيادات الفلسطينية، بينهم عبّاس.
أمّا عبّاس الذي تحدّث قبل ترامب فقال: إنّ مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف (إسرائيل) بدولة فلسطين، وليس مع الديانة اليهودية، على حدّ تعبيره. ولفت الإعلام العبريّ إلى أنّه في الثالث من الشهر الجاري في واشنطن، خلال اللقاء الأوّل بينهما، ناشد ترامب عبّاس لوقف التحريض ومحاربة الإرهاب وحل مسألة قيام السلطة الفلسطينية بدفع مخصصات رفاه اجتماعي لعائلات الأسرى الأمنيين المسجونين في (إسرائيل). عبّاس، من جهته، أكّد لترامب خلال مؤتمرٍ صحافيٍّ مشترك في البيت الأبيض على أننّا نُربّي شبابنا وأولادنا وأحفادنا على ثقافة السلام.
وفي أعقاب هذا الادعاء، انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ملاحظة عباس، وقال أنها للأسف غير صحيحة. وادعى نتنياهو أنّ الفلسطينيين يُسّمون مدارسهم على اسم قتلة جماعيين قتلوا (إسرائيليين) وهم يدفعون رواتب للإرهابيين، على حدّ قوله.
وقد اتهمت (إسرائيل) الفلسطينيين، بما يشمل حركة فتح التي يترأسها عبّاس، بتعزيز الكراهية عبر شبكات التواصل الاجتماعيّ والتحريض على العنف ضدّ (الإسرائيليين). وأشار موقع (تايمز أوف أزرائيل) إلى أنّه ورد في تقرير صدر في الشهر الماضي من قبل مجموعة “مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسيّ” أنّ كتب السلطة الفلسطينيّة الدراسية للصف الرابع تشيطن (إسرائيل) وتعظم الشهادة، لافتًا إلى تدهورٍ مقلقٍ في المضمون منذ البحث الأخير.
وبحسب المصادر السياسيّة في تل أبيب، فقد تمّ تسليط الضوء على المسألة مؤخرًا، بعد تهديد أعضاء الكونغرس الأمريكيّ بتقليص المساعدات للفلسطينيين في حال عدم وقف التحريض المدعوم من قبل السلطة الفلسطينيّة، على حدّ تعبيرها.