ترجمة لمقالة اسبن بارث ايدي وزير الخارجية النرويجي في ذكرى اتفاقية أوسلو
ترجمة خاصة بموقع الصفصاف لمقالة اسبن بارث ايدي وزير الخارجية النرويجي في ذكرى اتفاقية أوسلو
اتفاقية أوسلو قدمت مساهمات هامة في جهود السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين.
نشرت جريدة افتن بوسطن اليومية النرويجية الواسعة الانتشار وهي اكبر صحيفة يومية في النرويج مقالة اليوم الجمعة بتاريخ 27-9-2013 لوزير الخارجية النرويجي السيد اسبن بارث ايدي وهنا ترجمتها من قبل موقع الصفصاف الإخباري الثقافي العربي النرويجي من أوسلو.
في مثل هذه الأيام قبل 20 سنة تم في واشنطن توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية و ” إسرائيل”، هذه المفاوضات التي جرت في النرويج بتيسير نرويجي.
أعلن بانتظام عن وفاة اتفاقية أوسلو. ولحسن الحظ هذا فتح المجال لمفاوضات جديدة. من خلال الاتفاقية اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية و ” إسرائيل” ببعضهما لأول مرة وكان هذا خرقا كبيرا اوجد إمكانيات لمفاوضات سلام. ولم يعد النقاش حول حق “إسرائيل” بالوجود ولكن عن كيفية تبادل الأراضي وأين ستكون الحدود، وعن كيفية إيجاد حل لقضية اللاجئين.
من خلال عملية أوسلو خلقت الأطراف رؤى جديدة لحل سياسي ممكن. الفلسطينيون حصلوا على حكم ذاتي للسواد الأعظم من المناطق المأهولة. وإدارة دولة قابلة للحياة على الأقل على قدم المساواة مع ما نجده في بلدان أخرى، على مستويات مماثلة من التنمية. و”إسرائيل” دعمت تلك التنمية.
وأنا لن أقفز عن كل المحن والانتكاسات. لكن الفلسطينيين يحكمون أنفسهم والظروف المعيشية تحسنت، وهي أيضا جزء من القصة. بعد الانتفاضة الثانية والعنف انهار الاقتصاد بشكل مأساوي،لكنه عاد وتحسن. وفي الوقت نفسه منع و يمنع الاحتلال مزيد من النمو.
المفاوضات التي بدأت الآن صعبة، لكنها ليست مستحيلة. المستوطنات، التي تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي، تحتل أقل من اثنين في المئة من الضفة الغربية. مساحات أكبر بكثير من الأراضي أضيفت للبنية التحتية والأمنية والعسكرية وغير ذلك. مما يخنق التنمية الاقتصادية في فلسطين. مع تبادل الأراضي في اتفاق سلام، يمكن إدراج ثلثي المستوطنين في “إسرائيل”، في حين أن قسم كبير عليه الرحيل. فتح المناطق المحظورة . ولكن هذا يتطلب من “الاسرائيين” التخلي عن حلمهم بيهودا والسامرة.
الفلسطينيون من جهتهم عليهم ان يتخلوا عن حلمهم بحيفا ويافا وغيرها من أراضيهم التاريخية. حل الدولتين هو الحل الوسط الوحيد الممكن. الطريق خارج المفاوضات اكثر صعوبة. يدعو البعض الى حل الصراع عبر الدولة الواحدة. انها وصفة لمجتمع في صراع دائم مع نفسه.
الحل الخارجي للصراع ليست واقعيا. الاعتراف من خلال الأمم المتحدة لا يغير الأوضاع على الأرض، ولا يلغي الاحتلال. لا توجد أي دولة تستطيع أو على استعداد، لفرض السلام بين “إسرائيل” وفلسطين بالقوة.
اذا توجب على اتفاق أوسلو الموت فهذا لا يلغي حق الفلسطينيين في الاستقلال. ولكن نحن لم يعد لدينا أي وصفة لكيفية تحويل الحق الى دولة. بعد 47 سنة يبدو ان الاحتلال دائم. والمجتمع الدولي لا يرغب في المساهمة ماليا لأنه سيبدو في نهاية المطاف وكأنه يمول الاحتلال.
انتهاك القانون الدولي أصبح لا يطاق بشكل اكبر. الفلسطينيون سيصبحون بدون حقوق و “الإسرائيليون” ستزداد عزلتهم. ووضعهم الأمني سيزداد سوءا. الطرفان لديهم الآن فرصة ليأخذوا خيارا صحيحا كي يستطيعوا العيش بسلام وأمان.
اسبن بارث ايدي وزير الخارجية النرويجي
*