تسع سنوات على اختطاف الامين العام احمد سعدات – جادالله صفا – البرازيل
بمثل هذا اليوم قبل تسع سنوات وقفت امام شاشة قناة الجزيرة التي لم اكن اشاهدها منذ عام 2002، لسؤ اخبارها ولطائفيتها ولمقابلاتها المتتالية مع قادة من الكيان الصهيوني تحت اسم حرية الرأي وحرية التعبير وحق وسائل الاعلام بنقل الخبر، وقفت امام هذه الشاشة التي قامت بنقل مباشر لعملية هدم واقتحام سجن اريحا واختطاف الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع رفاقه الخمسة، الذي اعتقلته السلطة الفلسطينية ووضعته تحت حراسة بريطانيا وامريكية بناء على صفقة عقدت بين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بحينها ياسر عرفات والكيان الصهيوني.
لماذا قوات الاحتلال اقدمت على هدم سجن اريحا تدريجيا على مدار اليوم كاملة؟ ولماذا اصرت الجزيرة على نقل الحدث بالبث المباشر بكل عنجهيته على مدار اليوم؟ هل قناة الجزيرة كانت تريد بث الرعب الصهيوني؟ ام انها كانت ان تكشف عنجهية هذا الكيان؟ ام انها تريد ان تكشف عجز قيادة سلطة الحكم الذاتي المتهمة بالمشاركة بالجريمة؟
لقد اقدمت سلطات الاحتلال على ارتكاب جريمتها بطريقة ارادت بها اثبات تفوقها وقدرتها على نشر الرعب، وانها لا تتمسك اطلاقا باتفاقيات موقعة، وان القوة هي التي تفرض نفسها على الطرف الاخر للقبول به، فكانت محطة الجزيرة الشاشة التي ارادت ان تنقل هذه الصورة الى الجماهير الفلسطينية والعربية والعالم، ليس لابراز جريمة الكيان فقط وانما لاهدافا اخرى، فدور قناة الجزيرة مشبوه كوسيلة اعلامية منذ تاسيسها، فهناك من غرر به منذ البداية وساهم بانتشارها وابرازها كوسيلة اعلام وطنية، ولكنه اغمض عينه عندما اجرت مقابلاتها الصحفية مع قادة الكيان الصهيوني، ونقلت تصريحاتهم بالبث الحي المباشر، الجزيرة لا تنقل الواقع والحقيقة، فإنحيازها كان وما زال للقوى الرجعية المتأمرة على القضايا العربية، هذه القوى المتحالفة مع الامبريالية والصهيونية، حيث ما زال الكيان الصهيوني حتى يومنا هذا يعمل على توسيع رقعة الانقسام ليس الفلسطيني فقط وانما العربي ايضا مستغلا العامل الديني وعجز الحكومات العربية، وعلى رأسها قيادة سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني التي اخذت على عاتقها هذه المهمة.
احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية اكثر من قائد، واكثر من امين عام، كان بمستوى التحدي الذي فرضته المرحلة بعد اغتيال الرفيق ابو علي مصطفى الامين العام السابق للجبهة الشعبية، كان لسان حال الجبهة بكلمات امين عامها قبل عملية الانتقام بايام قليلة تقول “لن يكون اقل من الرأس بالرأس والعين بالعين والسن بالسن”، لم تكن فقط كلمات للمرحلة وانما للرد القادم، كلمات اكدت على قدرة الجبهة الشعبية بالرد، يفهمها جيدا الكيان الصهيوني وهي لم تكن الاولى، حيث ردت الجبهة الشعبية ايضا خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى على احدى عمليات الاغتيال ضد احد كوادرها، الرد كان جبهاويا وبامتياز وبنفس المستوى، كانت تقول اذا هذا الكيان حاول اغتيال ايا كان من قيادات الجبهة او كوادر الصف الاول، فالجبهة سترد العين بالعين والسن بالسن، وهذا ما فهمته حكومة الكيان الصهيوني.
الامين العام احمد سعدات بسجنه وصموده وتحديه مدرسة ثورية بامتياز، تلهم الثوار الدروس، بمرحلة تفرض علينا مواصلة النضال امام عمليات التصعيد التي تمارسها سلطات الاحتلال ليس فقط ضد الاسرى وانما ضد فلسطين شعبا وارضا، الامين العام بصموده وتحديه يعلمنا الدروس من اجل ان نخلص لدماء الشهداء ولمعاناة الاسرى واهات الجرحى، من اجل مستقبل تحكمه العدالة والمساواة والحرية لشعب ما زال يرضخ تحت الاحتلال.
الوفاء للامين العام هو وفاء لكل الاسرى، وفاءا لفلسطين وفاءا للنضال من اجل الحرية والاستقلال، ,وفاءا للاخلاق الثورية والمباديء، وفاءا للحقوق والثوابت، وهذا الوفاء ضرورة ترجمته على ارض الواقع، من خلال العمل المتواصل والمستمر الذي يتطلب منا الالتزام بالنضال العالمي من اجل الاستمرار بطرح قضية الاسرى بكافة المحافل الدولية الرسمية والشعبية من اجل اطلاق سراحهم، وكشف جرائم الاحتلال ونازينه،هذا الوفاء يفرض علينا ان نعود لتنظيم انفسنا وبناء مؤسساتنا من اجل الخروج من العمل الفردي والعفوي المنظم والجماعي الذي اثبت نجاعته، الذي يعبر عن حالة الانتماء عند الانسان الفلسطيني لوطنه، وهذا الوفاء ايضا يتطلب منا التاكيد على وحدة كل حملات التضامن المحلية والعربية والعالمية المطالبة باطلاق سراح الاسرى والتي تعود بالفائدة والمنفعة من اجل حريتهم على طريق الحرية والتحرير والاستقلال والعودة.
جادالله صفا – البرازيل
14/03/2015