تضامن تطبيعي! – عبد اللطيف مهنا
تتصدر محميّة الإمارات العربية المتحدة بوقاحة قياسية الإفك التطبيعي الخليجي مع عدو الأمة الصهيوني الذي هو الآن موضة المرحلة. هذا ليس بجديد ومعروف وشبه علني منذ أمد، بدأ متدرّجاً وبات شاملاً.. بدأ استخباراتياً وتجارياً وسياحياً شبه كتيم، وانتهى إلى شبه تحالفٍ، وشبه معلنٍ، وطفق يزحف بتسارعٍ إلى ما خلاه من المجالات.. لم يتبقَّ إلا تبادل الاعتراف الرسمي ورفع الأعلام على السفارات.
الجديد هو تغليف مستجد تليد الخيانات الخليجية متعددة الأوجه لقضية الأمة المركزية في فلسطين، بالتمنن الإماراتي على الفلسطينيين وذريعة التفضُّل عليهم بمساعدتهم في مواجهة جائحة كورونا!!!
طائرة إماراتية تحط في مطار اللد المحتل، لتبدأ كراتين الدعاية التطبيعية التضامنية تهبط من على سلالمها لتتلقفها الكاميرات العدوة.. وتجدر الإشارة التذكيرية إلى أن الإمارات في بداية الجائحة كانت قد زوَّدت الصهاينة بمعدات مكافحتها، الأمر الذي استحق اشادتهم بنخوتها التي جاءت وهم في أمس الحاجة إليها.
أخطر أصناف فيروسات الكورونا وأشدها فتكاً بالإرادة العربية السياسية هو فيروس التطبيع، هذا الذي بعيد ذات خيانة وقحة، وطول كمون رجعيٍ، إنطلق من المعامل الساداتية، وليتنقَّل، وقد فتح له الباب، من حاضنته الرئيسة “كامب ديفيد”، إلى ما تلا من مسميات، “وادي عربه”، و”أوسلو”، والمخفي أعظم، ومن ثم إلى ربيعه الخليجي الراهن..
..الكورونا ولا التضامن التطبيعي الخياني للدم العربي والفلسطيني وقضية قضايا الأمة في فلسطين.. الفلسطينيون والشعب العربي يقولون: حيَّ على المقاومة..