تطبيع بلا حدود – نضال حمد
في أوروبا وهي بالمناسبة أكبر شريك تجاري للكيان الصهيوني لا يعترفون بمنتجات المستعمرات والمستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية. يتم التعامل معها على أساس أنها منتجات من مناطق فلسطينية محتلة سنة ١٩٦٧ أي بحسب أوروبا من فلسطين المحتلة. فالاتحاد الأوروبي على علاّته لا يعترف بالاحتلال الصهيوني للضفة الغربية ويعتبر مستوطناته غير شرعية. على هذا الأساس تتعامل أوروبا مع بضاعة ومنتجات المستوطنات حتى لو وضع عليها ختم “صنع في اسرائيل”.
لقد استطاعت حركة مقاطعة “اسرائيل” في أوروبا والعالم فرض هذا الأمر على دول أوروبا عبر سنوات طويلة من النضال والعمل لأجل ذلك. بينما بنفس الوقت فإن الامارات العربية المتحدة المصابة باسهال تطبيعي مع الاحتلال الصهيوني يشمل كافة المجالات تعتبر الآن بعد الولايات المتحدة الأمريكية أكبر دولة ناشطة في مجال تبيض وجه الاحتلال الصهيوني وتبرير وتشريع احتلاله واستيطانه وجرائمه. كما أصبحت من أكثر الدول مساهمة في الترويج للاحتلال وبضاعته وفي التنسيق والتحالف معه على حساب الشعب العربي الفلسطيني وقضيته المقدسة.
طبيعي أن تمارس الامارات هذا الدور في ظل حالة الانقسام والضعف والوهن والتراجع والانحلال والخيانة التي تعم الوطن العربي والفلسطينيين أنفسهم. فأحد أهم مستشاري أبناء زايد هو الفلسطيني محمد دحلان أحد قادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح سابقاً. المعروف بعلاقاته الجيدة مع الاحتلال الصهيوني. فيما السلطة الفلسطينية وما تبقى من منظمة التحرير الفلسطينية يصمتون على جرائم الامارات ويبحثون عن تبريرات مناسبة لها ولغيرها من المُطبعين مثل البحرين والمغرب والسودان. وسبق لهم وأيدوا الحرب الهمجية العدوانية السعودية الامارتية على اليمن وشعبها العربي الأصيل الأبيّ.
بحسب مصادر اعلامية صهيونية “أول شاحنة محملة بزيت الزيتون والعسل والنبيذ انطلقت صباح اليوم من مستوطنات الضفة إلى الإمارات. شارك في عملية تغليف صناديق الشحنة الأولى رئيس مجلس مستوطنات الضفة يوسي دغان، والتي أرسلت من قبل مصنع نبيذ طرة الاستيطاني في مستوطنة “بساغوت” المقامة على أراضي فلسطينية قرب رام الله”.
جاء في فضائية الميادين يوم ١١-١-٢٠٢١ أن وسائل إعلام (إسرائيلية) أعلنت أن “مجلس السامرة الإقليمي”بدأ بتصدير منتجات المستوطنين إلى الإمارات العربية المتحدة أمس الأحد، مع ملصقات تشير إلى أن “إسرائيل” هي بلد المنشأ”.
فيما رئيس “مجلس السامرة الإقليمي”، الذي تم تصويره وهو يحمل صندوقًا كتب عليه “مخمرة تورا، ريحليم، (إسرائيل)”، قال “هذا يوم تاريخي للسامرة ودولة “إسرائيل” بأكملها”.
وبحسب الإعلام (الإسرائيلي)، يُنظر إلى قدرة المستوطنين على تصدير المنتجات إلى الإمارات، والتي يتم التعامل معها على أنها سلع مصنوعة في “إسرائيل”، على أنها خطوة صغيرة إلى الأمام نحو “السيادة الفعلية” والاعتراف بأن المستوطنات هي بالفعل جزء من إسرائيل””.
وفي مكان آخر نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الصهيونية اليمينية العنصرية المتشددة، المقربة من نتنياهو خبراً عن انضمام كاتبة وباحثة امارتية تدعى نجاة السعيد الى طاقم عمل الصحيفة كمعلقة وكاتبة عمود بالصحيفة.
والمدعوة السعيد باحثة مستقلة في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
(ECSSR)
في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة. كما تكتب عمودًا في جريدة الاتحاد الإماراتية وقناة الحرة الفضائية الأمريكية الإخبارية باللغة العربية.
تكاد الفرحة تغمر كل الصهاينة المحتلين بالمطبعين الامارتيين وقد عبروا عن ارتياحهم للخطوات الامارتية التطبيعية حيث قال رئيس تحرير صحيفة “يسرائيل هيوم” “بوعز بسموت” انه مرتاح لهذه الخطوة. وأضاف في معرض تعليقه : “هذا يوم فريد من نوعه، توجد هنا رسالة مهمة للمجتمع (الإسرائيلي) ومجتمع الإمارات والمجتمع العربي في (إسرائيل) وحول العالم. الدكتورة السعيد تجلب معها خبرتها الواسعة ومعرفتها ومنظور منعش ومثير للاهتمام ولا شك لدي في أنها ستمنح القراء تجربة قراءة غنية وفريدة من نوعها”.
بمناسبة الحديث عن الدكتورة السعيد فقد كشفت القناة السابعة العبرية أنه قبل عدة أشهر شاركت الدكتورة نجاة السعيد في “مؤتمر إسرائيل” لصحيفة “يسرائيل هيوم” والمنتدى الكنسي ومنتدى شيلو.
كما ترون الاسهال الامارتي لم يعد حكراً على حكام الامارات فقد وصل الى بعض المواطنين العاديين والى المثقفين والاعلاميين والفنانين ورجال الأعمال والرياضيين وبعض رجال الدين. والى الشركات الاماراتية ووسائل الاعلام والميديا. فمن يوقف هذا الاسهال الامارتي؟