تطورات كورونا.. تجدد الجدل حول لقاح أسترازينيكا
تطورات كورونا.. تجدد الجدل حول لقاح أسترازينيكا وألمانيا وبريطانيا تشددان القيود ووفيات قياسية في الأردن
رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون قال إنه لا يعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيفرض حظرا على صادرات اللقاحات إلى بلاده، مؤكدا أن الجميع يواجهون الوباء نفسه.
شككت هيئة طبية أميركية في بيانات لمجموعة “أسترازينيكا” (AstraZeneca) بشأن سلامة وفعالية لقاحها ضد فيروس كورونا، وفي حين شددت ألمانيا وبريطانيا القيود عبر تمديد الإغلاق أو إقرار إجراءات عقابية ضد المخالفين، سجل الأردن حصيلة قياسية من الوفيات.
ففي بيان أصدره صباح اليوم الثلاثاء (بتوقيت مكة المكرمة)، أعرب المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية عن قلقه من أن أسترازينيكا -وهي مجموعة بريطانية سويدية للصناعات الدوائية طورت لقاحا مضادا لكورونا بالتعاون مع جامعة “أوكسفورد” (Oxford) البريطانية- ربما استخدمت معلومات قديمة في النتائج الأولية التي أعلنتها أمس الاثنين للتجارب التي أجرتها في الولايات المتحدة، وشملت 32 ألف شخص.
وقال المعهد إن استخدام البيانات القديمة أدى إلى رؤية غير كاملة لفعالية لقاح هذه المجموعة.
وأضاف “نحث الشركة على العمل مع مجلس مراقبة البيانات والسلامة لتقييم فعالية البيانات، والتأكد من أن البيانات الأكثر دقة وحداثة وفعالية ستنشر بأسرع وقت ممكن”.
ويلقي هذا البيان ظلالا من الشكك على خطط أسترازينيكا لطلب موافقة الولايات المتحدة على الاستخدام الطارئ للقاحها في الأسابيع المقبلة.
وكانت المجموعة البريطانية السويدية قالت أمس الاثنين إن التجارب التي قامت بها في الولايات المتحدة أظهرت أن لقاحها آمن فعّال بنسبة 80% ضد فيروس كورونا لدى الأشخاص المسنّين، ولا يزيد خطر حصول جلطات دموية.
كما قالت إنه فعال بنسبة 79% في منع حالات كوفيد-19 التي تظهر عليها أعراض في أوساط السكان عموما، بينما تبلغ نسبة فعاليته 100% من حيث منع الإصابة بدرجة خطيرة من المرض، وتطور الحالة لدرجة تستدعي إدخال المريض إلى المستشفى.
والأسبوع الماضي علقت دول أوروبية كبرى بينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا مؤقتا استخدام لقاح أسترازينيكا-أكسفورد، لكنها عادت لاستعماله في حملات التطعيم الجارية، وذلك بعدما أكدت الوكالة الأوروبية للأدوية أنه آمن وفعّال.
ألمانيا تمدد الإغلاق
وفي تطورات أخرى، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم تمديد الإغلاق المرتبط بمكافحة فيروس كورونا حتى 18 أبريل/نيسان المقبل لاحتواء موجة جديدة من الإصابات، خصوصا مع انتشار النسخة البريطانية من الفيروس.
وقالت ميركل عقب اجتماع عبر تقنية الفيديو مع حكام الولايات الألمانية الـ16 إنه سيتم فرض إغلاق صارم مدة 5 أيام أثناء عطلة عيد الفصح بين الأول والـ5 من أبريل/نيسان، مشيرة إلى أنه أثناء هذه الفترة سيسمح فقط بفتح محالّ المواد الغذائية.
وحذّرت المستشارة الألمانية من أن بلادها تواجه حاليا جائحة جديدة بسبب تفشي نسخ متحورة من فيروس كورونا، ولا سيما النسخة البريطانية، مؤكدة أن حكومتها تسابق الوقت لشراء اللقاحات المضادة للفيروس.
وتأتي التطورات الجديدة في ألمانيا بشأن مواجهة وباء كورونا، في حين سجلت البلاد في الساعات الـ24 الماضية 250 حالة وفاة وأكثر من 7 آلاف إصابة جديدة بالفيروس، وذلك وسط موجة ثالثة من الوباء في بعض أنحاء أوروبا.
بريطانيا تفرض غرامات
وفي بريطانيا، أعلنت السلطات اليوم أنها ستفرض غرامة قدرها 5 آلاف جنيه إسترليني (6900 دولار) على مواطنيها الذين سيحاولون السفر للخارج دون سبب وجيه قبل نهاية يونيو/حزيران، وذلك في تشديد للقيود الحدودية بالبلاد.
وفي وقت مبكر اليوم، أشاد رئيس الوزراء بوريس جونسون بما سماها الروح العظيمة التي أظهرتها بلاده في التصدي لوباء كورونا، وذلك بمناسبة مرور سنة على فرض أول إجراءات إغلاق عام.
وقال جونسون إن جهود كل فرد سمحت للبلاد ببدء السير “على نهج حذر” نحو تخفيف القيود، محذرا في الأثناء من أن الموجة الثالثة لانتشار فيروس كورونا في أوروبا ستبلغ بلاده التي شهدت في الأسابيع الماضي تراجعا لافتا في الإصابات في الفيروس.
وبشأن اللقاحات، أوضح أنه لا يعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيفرض حظرا على صادرات اللقاحات إلى بريطانيا، مؤكدا أن الجميع يواجهون الوباء نفسه. يذكر أن أكثر من نصف البريطانيين تلقوا لقاحا مضادا لكورونا.
دواء وبخاخ ضد كورونا
وفي بريطانيا أيضا، قالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا اليوم إن دواء للحساسية اكتُشف أنه علاج فعال لمرض “كوفيد 19″، الذي يسببه فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه عالج ما يقارب مليون شخص حول العالم.
ويستخدم دواء “ديكساميثازون” -الذي يعالج الحساسية الشديدة والأمراض الجلدية والغثيان والتورم وأمراض المناعة الذاتية- لعلاج مرضى فيروس كورونا في المستشفيات منذ يونيو/حزيران من العام الماضي.
ويأتي الإعلان عقب تجربة بقيادة علماء من جامعة أكسفورد في بريطانيا في دراسة تسمى “ريكفري”. وتبين أن هذا الدواء يمكن أن يحدّ من الوفيات بين مرضى “كوفيد-19” في المستشفيات الذين هم بحاجة إلى الأوكسيجين، ويعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، بنسبة 18% و36% تباعا.
من جانب آخر، وافقت نيوزيلندا وإسرائيل مبدئيا على بيع بخاخ للأنف يحتوي على “أكسيد النيتريك”، ويمكنه أن يمنع انتقال فيروس كورونا، حسبما قالت الشركة المنتجة “سانوتايز” (SaNOtize) للبحث والتطوير، ومقرها في كندا.
وقد بدأ تصنيع بخاخ أكسيد النيتريك الأنفي تحت الاسم التجاري “إنوفيد” (Enovid) في إسرائيل بالتعاون مع شركة “نكستار تشيمفارما سولوشنز” (Nextar Chempharma Solutions)، ومن المتوقع تسويقه الصيف المقبل.
توزيع اللقاحات عالميا
على صعيد آخر، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، أن انعدام المساواة في الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بين الدول الغنية والفقيرة يتزايد، ويصبح فاضحا.
وقال غيبريسوس، في تصريحات أدلى بها أمس الاثنين، إن المنظمة أعلنت منذ يناير/كانون الثاني الماضي أن العالم على وشك فشل أخلاقي كارثي إذا لم تُتّخذ تدابير عاجلة لضمان التوزيع العادل للقاحات ضد كورونا.
الإصابات والوفيات عربيا ودوليا
عربيا، سجل الأردن أمس الاثنين 109 وفيات جديدة بفيروس كورونا، وهي أعلى حصيلة يومية منذ بداية الجائحة، كما تم إحصاء أكثر من 9 آلآف إصابة بالفيروس، وهي من النسب اليومية المرتفعة.
وكان وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام أشار -في تصريحات صحفية- إلى أن الوضع الوبائي في الأردن مقلق، لكنه تحت السيطرة.
وفي مقابل الارتفاع المسجل أخيرا في الأردن على صعيد الوفيات والإصابات، شهد تفشي الوباء في تونس مزيدا من الانحسار، إذ أُعلنت أمس 23 حالة وفاة و217 إصابة جديدة فقط بالفيروس، وكانت البلاد تسجل يوميا قبل أسابيع أعدادا أكبر بكثير من المتوفين والمصابين.
كما سُجّل تراجع نسبي في أعداد المتوفين والمصابين بالفيروس في دول عربية أخرى بينها المغرب ومصر ولبنان، في حين ظلت الأرقام في معظم دول الخليج مستقرة عند مستويات منخفضة نسبيا.
وفي أوروبا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم أنه سيتم بداية من السبت المقبل تسريع وتيرة التطعيم ضد كورونا، ويأتي هذا الإعلان بينما تواجه البلاد موجة جديدة من الوباء مع تسجيل أكثر من 35 ألف إصابة جديدة بالفيروس السبت الماضي.
وفي أوروبا أيضا، سجلت أوكرانيا حصيلة قياسية من الوفيات بلغت 333 حالة وفاة، في حين أحصت تركيا أكثر من 22 ألف إصابة جديدة بالفيروس، وهي أعلى حصيلة منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.
بدورها، أحصت البرازيل نحو 1400 حالة وفاة و40 ألف إصابة جديدة بالفيروس، بينما سجلت الهند 715 وفاة و40 ألف إصابة.
عالميا، تجاوزت اليوم حصيلة الإصابات بكورونا 124 مليونا و366 ألفا، والوفيات مليونين و737 ألفا، في حين تخطى عدد المتعافين 100 مليون و352 ألفا، وفق أحدث البيانات التي ينشرها موقع “ورلد ميتر”.