تفجيرات باريس وبيروت في الاعلام البولندي
نضال حمد:
بينما كنت ليلة الامس في غرفتي بالفندق في كراكوف البولندبة اوظب حقيبتي استعدادا للسفر صباح اليوم، ادرت التلفزة لأجد ان هناك تغطية ميدانية مباشرة للعملية الارهابية في باريس.
كان التلفزيون الرسمي البولندي البرنامج الاول يبث صورا ولقطات مباشرة من مكان العمليات في باريس. ويقوم باستضافة بعض ابناء الجالية البولندية المقيمين في باريس وسماع آراءهم وتعليقاتهم عن الوضع هناك. وفي الاستديو ضيفين هما مراسل وكالة الأنباء الفرنسية وخبير بولندي في الشؤون الأمنية ومكافحة الارهاب.
لم اكن اعلم بحدوث عملية ارهابية في باريس فقد كنت اود مشاهدة نتائج مباريات كرة القدم ليوم الأمس حين تفاجأت كما غيري بالعملية وبحجم الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين. ولأنه لم يكن هناك غير المحطة المذكورة بقيت استمع واتابع التغطية حتى وقت متأخر من ليلة الأمس.
لفت انتباهي انبهار خبير الشؤون الامنية البولندي بالتجربة الصهيونية في مكافحة ما سماه الارهاب. واعتبرها افضل تجربة في العالم في التعامل مع ( الارهاب ). واضاف انه حتى الأطفال في ( اسرائيل) متدربون على معرفة كيفية التعامل في هكذا حالات. فيما مدير البرنامج ومراسل وكالة الانباء الفرنسية تحدثا باسهاب عن الارهاب وعملية باريس واعادوا المشاهد بالذاكرة للعملية التي حصلت في باريس قبل شهور ضد الصحيفة الفرنسية.
اللافت في الموضوع كله ان احدا منهم لم يأت على ذكر تفجيرات داعش في ضاحية بيروت الجنوبية يوم اول امس والتي أودت بحيوات العشرات وجرحت المئات، فهل هي صدفة ام ان دماء العرب ليست مهمة كما دماء الاوروبيين.؟..
الارهاب لا يوجد فيه اعتدال كما تدعي فرنسا وامريكا الداعمتين الرئيسيتين للارهاب في شرقنا العربي. والارهاب لا دين ولا لون ولا وطن له. ليقف العالم كله ضد الارهاب ورعاته في العالمين الغربي والعربي. وعلى رأسه الارهاب الصهيوني المنفلت منذ عقود.
ومن المهم التذكير بان فرنسا وغيرها يدفعون وقد يدفعوا المزيد من الأثمان الباهظة بسبب رعايتهم للارهاب في سوريا والعراق والكيان الصهيوني.
نضال حمد – كراكوف – اوسلو