تقرير حول احياء الذكرى 67 للنكبة الفلسطينية في السويد
الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة 15 – 05 – 2015 امتلأت قاعة (مدبوريري هوست) في ( منطقة جملا ستاد ) بمدينة غوتنبورغ ، حيثُ تدفقت الحشودٌ الكثيرة من اللاجئين الفلسطينيين ، كبارأ وصغاراً وشيباً وشباناً . جاؤوا من أنحاء المدينة السويدية العريقة التي يقطنها أكثر من خمسٍ وعشرين ألف فلسطيني ، من أجل أن يُحيوا الذكرى 67 للنكبة الفلسطينية ، يشاركهم العديد من الجاليات العربية ( اللبنانية والسورية والعراقية ) وحركات التضامن السويدية .
ابتدأ هذا اليوم الوطني الفلسطيني بالوقوف دقيقة صمت إجلالا وإكراماً لأرواح شهداء فلسطين والأمة العربية ، ثم انطلق النشيد الوطني الفلسطيني مؤذناً بافتتاح فعالية الجالية الفلسطينية في هذه الذكرى الأليمة . وقد رحبت السيدة فتحية السعدي ممثلة للجنة الوطنية للجمعيات والفعاليات والمؤسسات الفلسطينية في مدينة غوتنبورغ ، بالحضور والضيوف ، وحيّت أعضاء الأمانة العامة لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في شتات أوروبا ، الذين أصروا أن يشاركوا الجالية الفلسطينية بهذه الفعالية الوطنية ، وهم الذين جاؤوا ليعقدوا دورة اجتماعاتهم العادية في السويد بمناسبة اليوم الوطني للشعب الفلسطيني وذكرى النكبة ، كما خصت بالتحية حركات التضامن والأحزاب السويدية المشاركة في هذه الفعالية الفلسطينية . وامتلأت قاعة المهرجان بالأعلام الفلسطينية ، وجدارية النكبة الفلسطينية في ذكراها السابعة والستين . وبدأت فرقة السلام للدبكة والتراث الفلسطيني في عرضها الفني الرائع حيثُ طُرقت الأرض خطوات الفتيات الفلسطينيات اللواتي أعدن للمشهد صورة الدبكة الفلسطينية ، في عروض ادرامية ، ولوحات فنية ألهبت الحضور، وأشعلت في النفوس قافية الحنين والغربة ، وأمال العودة الى الوطن السليب .
في البداية تكلم ممثلوا الأحزاب السويدية المشاركة ، فتحدث ممثل حزب ( السوسيال الديمقراطي ) ، وهو الحزب الذي يحكم السويد ، فأكد على موقف السويد الثابت من القضية الفلسطينية ، وحدد الخطوط العامة للسياسة السويدية التي تعتبرالإعتراف بالدولة الفلسطينية حقٌ للشعب الفلسطيني ،على أساس الشرعية الدولية ، وانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس الإعتراف بالدولتين ( الفلسطينية والإسرائيلية ) وفقاً للقرارات الدولية المتعلقة بهذا الشأن ، وأكد وقوف السويد مع قضية الشعب الفلسطيني ، ضدّ توسيع بناء المستوطنات في الضفة الفلسطينية المحتلة والقدس ، وانهاء الإستيطان . ثم تكلم ممثل الحزب الشيوعي السويدي الذي أكد على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ، واعادة فلسطين الى أصحابها الحقيقيين ، واعتبار أن (اسرائيل ) جزء من المشروع الإستعماري الإمبريالي العالمي الذي يجب النضال ضده ، والوقوف مع الحركة التحررية للشعب الفلسطيني .
بعد انتهاء ممثلوا الأحزاب السويدية من كلماتهم تابعت فرقة السلام للتراث والدبكة الفلسطينية ، عروضها الرائعة عبر لوحات فنية وطنية ، عبرت عن مأساة النكبة والإحتلال الصهيوني ، كما عبرت عن معاناة الأسرى في سجون الإحتلال الصهيوني . في سياق هذه الفعالية الوطنية ، وفي هذا اليوم الوطني الفلسطينيى ، تكلم الرفيق كمال مقبول كلمة الأمانة العامة لاتحاد الجمعيات والروابط الفلسطينية في السويد ، فرحب بالحضور باسم الاتحاد ، وأشار الى دور اتحاد الجمعيات والروابط الفلسطينية في السويد في لمّ الشمل الفلسطيني ، وتشكيل الإطار التنظيمي الجماهيري المعبر عن دور الجاليات في دعم القضية الفلسطينية في السويد ، وأشار كذلك الى التغيرات التي أحدثتها الجالية الفلسطينية والتي أسهمت في تغيير اتجاهات الرأي في السويد وأوروبا ، وبناء أوسع حلقات التضامن السويدية مع قضايا شعبنا ، ثم تحدث الرفيق كمال عضو الأمانة العامة لاتحاد الجمعيات في السويد عن آثار النكبة التي جاءت على شعبنا عام 1948 وعن مآسي شعبنا تحت الإحتلال ، وحيّا شهداء الشعب الفلسطيني ، والأسرى الأبطال في سجون العدو الصهيوني وعلى رأسهم البرغوثي والشوبكي وأحمد سعدات ، وأشار الى معاناة شعبنا في مخيمات اللجوء ، في سورية ولبنان ، وطالب الجميع بالعمل من أجل عودة المخيمات الى أهلها لتكون منطلقاً للعودة الى فلسطين .
كلمة الرفيق راضي الشعيبي رئيس الأمانة العامة لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات أوروبا ، حيا في مستهلها قيادة وأعضاء الأمانة العامة لاتحاد الجمعيات والروابط الفلسطينية والجالية الفلسطينية في السويد ، وشكرهم على دعوتهم ، وتحدث عن دور اتحاد الجالية والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الشتات الأوروبي والمهام المنوطة به ، وعن قوة فعله وتأثيره لجهة استيعاب حركة الجاليات الفلسطينية ونموها وتطورها ، أولجهة تأثير الإتحاد في القرارات والتوجهات السياسية الفلسطينية ، وقد اشار الرفيق راضي الشعيبي الى النكبة الفلسطينية باعتبارها إحدى محطات الخيانة العربية التي ينبغي على القوى الفلسطينية والعربية الحيّة أن تقرر مشروعها القومي العربي وتعززه للتصدي للمؤامرات الخارجية التي تضرب بحرابها ، في هذه المرحلة ، دول المواجهة والصمود ، ودعى الى تحقيق الفعل القادر لحلم العودة الى فلسطين ، بفعل استكمال اسس المشروع القومي العربي التحرري . في سياق كلمته حيّا الدكتور راضي الشعيبي شهداء الأمة العربية وشهداء فلسطين ، كما حيّا صمود الأسرى في سجون العدو الصهيوني ، وفي النهاية قدم التحية باسم اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في شتات أوروبا لجماهير الجاليات الفلسطينية في أوروبا وأنحاء العالم والمخيمات الفلسطينية في مناطق اللجوء والشتات .
وقد اعتلت الكوفية الفلسطينية وارتفعت عالياً ، ولولح فيها صوت المطرب الفلسطيني هايل دياب الذي اشعل القاعة بغنائه الوطني فكان له تأثيره في نفوس الحاضرين ، غناءً وطنياً ملتزماً بالتعبئة الوطنية في سياقات الفن الملتزم ، وقبل أن يواصل المطرب الفلسطيني الغناء مع فرقة السلام للتراث والدبكة ألقى الكاتب والشاعر الفلسطيني المناضل الكبير تحسين الحلبي قصائد من شعره الوطني الذي جسد بالتعابير اللغوية والصور الأدبية سنفونية القصيدة الوطنية التي رسمت في المدى الإنساني صور النكبة التي ألمت بشعبنا الفلسطيني ، وصور النضال الوطني ومعاناة الأسر ، واكتملت قافية القصيدة في اداء جميل استولى فيه الشاعر المناضل تحسين الحلبي على قلوب الحضور ومشاعرهم .
ثم جاء المطرب الفلسطيني هايل دياب ليتابع الغناء الوطني ..
وتتابع الفعاليات الفلسطينية في فقرات تراثية ترسم فلسطين عبر الدبكة الشعبية وعبر الغناء الوطني الملتزم وعبر القافية المعبرة . وفي ساعة متأخرة من الليل انتهى هذا اليوم الوطني مجسداً أمال العودة ورافضاً فعل النكبة .
السويد في 17 – 05 – 2015
اتحاد الجمعيات والروابط الفلسطينية في السويد
( الأمانة العامة )