توحّش نتنياهو في تهويد القدس والأقصى المبارك – د. غازي حسين
يتفق العمل والليكود على تهويد مدينة القدس العربية الإسلامية بشطّريها المحتلين، حيث لا يختلف برنامج نتنياهو عن برامج رابين وبيرس لضمّ القدس، وتهويدها، وتغيير طابعها العربي الإسلامي، وجعلها عاصمة اليهود في العالم وعاصمة العالم تحقيقاً لخرافة /هيرمجدو/ والأطماع التوراتية والتلمودية والصهيونية والإسرائيلية الاستعمارية في مدينة الإسراء والمعراج وأولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.
يؤكد نتنياهو في كتابه «مكان تحت الشمس» أنَّ القدس هي العاصمة الأبدية الموحّدة للكيان الصهيوني، ويدعي كعادته في الكذب واليهود أساتذة كبار في فن الكذب، بحسب رأي الفيلسوف الألماني /أرتورشوبنهاور/ إنها لم تكن مفتوحة طيلة تاريخها أمام أبناء الديانات كما هي اليوم، بينما الواقع والحقيقة عكس ذلك تماماً. ويعمل هو نفسه ووزراؤه وقوات الجيش والشرطة والمخابرات وفرق المستعربين على منع المصلين المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك. وحاولت «إسرائيل» إحراقه في 21/8/1968م وفي الوقت نفسه حاول الجيش الإسرائيلي منع سيارات الإطفاء الفلسطينية التي قدمت من معظم أنحاء الضفة الغربية بالمشاركة في إطفاء الحريق لتلتهبه النيران اليهودية، وتناسى مجرم الحرب نتنياهو /انتفاضة النفق/ التي تسبب فيها بقتل (90) شهيداً هبّوا للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.
ويعمل نتنياهو على استغلال علاقات المملكة الهاشمية الاستراتيجية مع إسرائيل كما وصفها الملك عبد الله الثاني نفسه، من أجل ابتزاز محمود عباس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية والحصول على تنازلات أكبر عن عروبة القدس، كمدينة أسسها العرب وحررها رجال الصحابة من الغزاة الرومان، وأصبحت مدينة عربية إسلامية. ويعطي نتنياهو للأردن دوراً مهماً في رعاية الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس. ويؤكد في كتابه «الأيديولوجيات والسياسة أنه على إسرائيل أن تبدأ فوراً باتخاذ إجراءات كفيلة بضمان وحدة القدس تحت السيادة الإسرائيلية. إذ أن إعادة تقسيم المدينة وجعل الجزء الشرقي منها عاصمة فلسطين يعتبر هدفاً مركزياً للحركات الفلسطينية كافة. ويجب على إسرائيل أيضاً تعزيز حلقة الاستيطان اليهودية التي تبدأ من /غوش عصيون/ في الجنوب، مروراً بمستوطنة /متسبيه يريحو/ و/معالية أدوميم/ في الشرق, وتنتهي بمستوطنات /بيت إيل/ في الشمال. وبهذه الطريقة (الاستعمارية القدرة) تحول إسرائيل دون مهاجمة المدينة من خلال تجمعات سكانية عربية.
وفسّر الحاخام العنصري عوفيديايوسيف في خطبة دينية سياسية حكومة نتنياهو قائلاً: «في القدس لا يوجد سوى شعب إسرائيل. والسور يكرّس قدسية المكان، ولا يسكن في المكان سوى اليهود. وكل الأغيار جميعاً سيأتي المسيح ويحرقهم كلهم». وقال نتنياهو: إنَّ القدس ليست مستوطنة، وأن البناء فيها كالبناء في تل أبيب. وقامت دولة الاحتلال بزرع آلاف القبور اليهودية الفارغة والوهمية حول المسجد الأقصى والبلدة القديمة على مساحة 300 دونم في عهد حكومة نتنياهو لتزييف الجغرافيا والتاريخ والآثار العربية والإسلامية. وبنت (20) منزلاً في دار مفتي القدس والزعيم الفلسطيني الكبير الحاج أمين الحسيني، وكرر نتنياهو في الذكرى الـــ 45 لضم المدينة العربية الإسلامية إنه لا يتخلى عن القدس الموحدة، ولا عن محيط المسجد الأقصى وأن القدس لن تقسّم وأن إسرائيل دون القدس هي كالجسد دون قلب، ولن يقسّم قلب إسرائيل من جديد.
وابتسم نتنياهو عندما قال رئيس الكنيست ريفلين «إذا وافق الإسرائيليون على السلام من دون القدس معنى ذلك أن الصهيونية قد انهارت لأن الأمة التي تتنازل عن رموزها الدينية هي أمة فقدت مقومات وجودها».
وقال نتنياهو بعد سماعه أقوال رئيس للكنيست «إن من يُخرج من يد إسرائيل الحرم القدسي (المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة) كي يحقق السلام، أخطأ خطأ مصيرياً، لأن التخلي عن الحرم القدسي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع ونشوب حرب دينية. إن وحدة القدس تحت سيادة إسرائيل هي التي تمنع حرب دينية بحسب رأي المستعمر اليهودي نتنياهو.
إن الصمت العربي المشبوه، وتواطؤ حكام الإمارات والممالك على تهويد القدس المدينة التي أسسها العرب وحررها رجال الصحابة من الغزاة الرومان أمر خطير، ومريب ومشبوه، ساعد دولة الاحتلال على تهويد مدينة الإسراء والمعراج.
إن فلسطين فلسطين التاريخية كلها من رأس الناقورة مروراً بأم الرشراش (حالياً إيلات) وحتى رفح ، ومن النهر حتى البحر أرض عربية إسلامية، وما طرأ عليها من حروب واحتلال واستعمار استيطاني يهودي وترحيل للمقدسيين ومصادرة للأرض والمنازل والحقوق والثروات وتهويدها غير شرعيّ، ولاغ، وباطل، مهما طال الزمن.
واليوم يتعرض المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة إلى مخاطر حقيقية لتهويدها كما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل ومسجد الصحابي بلال بن رباح في بيت لحم وقبر الشيخ يوسف وعشرات المساجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
إن الأنظمة التي وقعت اتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وجامعة الدول العربية، ولجنة المتابعة التابعة لها والرباعية العربية وآل سعود حلفاء نتنياهو الجدد يتحملون مسؤولية تهويد القدس، وما آل الوضع في فلسطين العربية، والتواطؤ مع نتنياهو لتدمير المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، تحقيقاً لخرافة /هيرمجدو/ والأطماع التوراتية والتلمودية والمسيحية الصهيونية وقادة الكيان الصهيوني.
وجاءت منظمة اليونسكو وأكدت أن لا علاقة لليهود وإسرائيل بالأقصى وحائط البراق فالقدس مدينة عربية أسسها العرب قبل ظهور اليهودية و المسيحية و الاسلام وحررها المسلمون من الغزاة الرومان و أصبحت مدينة عربية اسلامية ومدينة الاسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعاصمة فلسطين والعرب من مسحيين و مسلمين والمسلمين في جميع انحاء العالم .
أوغلت قيادة أوسلو في التنازل عن عروبة فلسطين والأقصى المبارك وحق العودة والمقاومة المسلحة والتعاون الأمني مع العدو الصهيوني .
إنّ الشعب العربي الفلسطيني لم ولن يوافق على تنازلاتها المذلّة والمهينة وغير المسبوقة وهي فاقدة للشرعية الوطنية والدستورية لأنها ألغت الميثاق وتنازلت عن المقاومة المسلحة على الرغم من أنّ الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود وليس نزاعاً على الحدود ، ومصير الكيان الصهيوني إلى الزوال .