توريط وتورّط الأردن في سورية (1-2) – د.غازي حسين
أفشل أمير قطر بدولاراته وتبعية نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية له مهمة مبعوث الجامعة العربية اللواء الدابي ومهمة مبعوث الأمم المتحدة الجنرال مود في سورية.
ونجح في تجميد عضويتها في الجامعة العربية وإعطاء مقعدها إلى الائتلاف المعارض الذي شكلته قطر بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الولايات المتحدة وفرض الحصار الظالم عليها، لتغيير النظام فيها وكسر إرادتها السياسية وتشكيل حكومة تابعة للولايات المتحدة لتوقيع اتفاق إذعان على غرار اتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة لتصفية قضية فلسطين.
وحملت قطر بالتعاون مع آل سعود وآل نهيان الجامعة العربية على اتخاذ قرار يبيح تسليح المجموعات المسلحة لوأد الحوار الوطني الشامل والحل السياسي وزيادة سفك الدم السوري وتدمير الدولة السورية ومؤسساتها ومنجزاتها. وأرسلوا المسلحين من السعودية وليبيا وتونس ومصر والأردن ولبنان والشيشان وباكستان وغيرها للإطاحة بالنظام وقياداته وتغيير توجهاته وخدمة المشروع الصهيوأمريكي والمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة وصياغة سايكس- بيكو2 أسوأ من سايكس- بيكو1 ولإقامة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير بقيادة الولايات المتحدة.
ودفع آل سعود وآل ثاني والولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات إلى الأردن لفتح أبوابه على مصراعيها لاستيراد الإرهابيين من جبهة النصرة والسلفيين والوهابيين وتدريبهم وتصديرهم إلى سورية عبر الحدود الأردنية- السورية إلى المنطقة الجنوبية لمحاولة احتلال العاصمة دمشق.
وكان الأردن قد فتح أراضيه منذ العام 2012 لتمركز القوات الأمريكية الخاصة والمخابرات البريطانية والفرنسية وإجراء مناورات «الأسد المتأهب» العدوانية في الأردن للسيطرة على «السلاح الكيماوي» داخل الأراضي السورية.
ونفى الأردن كعادته في تضليل شعبه وأمته تمركز قوات أمريكية على حدوده مع سورية، ما حدا بوزير الدفاع الأمريكي السابق بانيتا إلى الإعلان في مؤتمر صحفي عن وجود (150) من القوات الأمريكية الخاصة على الحدود الأردنية- السورية للتدخل في سورية، تحقيقاً للهدف الاستراتيجي للعدو الإسرائيلي وهو السيطرة على ما يسمونه «بالكيماوي» ولمنع وصوله إلى حزب الله في لبنان على حد زعم إسرائيل وأمريكا وأتباعهم من غربان الخليج.
وأصبح الأردن معبراً ومقراً وممراً للاعتداء على جارته الشقيقة سورية والمساهمة في زيادة سفك الدم السوري الطاهر، وتدمير منجزات الشعب والدولة.
ولم يتوقف دور الأردن عند هذا الحد بل ناشدت حكومة النسور مجلس الأمن الدولي بالتدخل، وطلبت من إدارة أوباما إرسال المزيد من القوات الأمريكية للتمركز على الحدود مع سورية وإرسال بطاريات صواريخ باتريوت وطائرات ف 16 والمزيد من الجنود الأمريكيين، في سابقة فريدة وخطيرة وكارثية في تاريخ العلاقات العربية- العربية.
دور دول الخليج في توريط الأردن
كان من الأجدى والأنفع والأسلم للأردن ولفلسطين وللاستقرار في سورية والعراق أن تلتفت الحكومات الأردنية المتعاقبة إلى مصالح الشعب الأردني وأزمات الأردن السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتلاحم نسيجه الوطني وتحقيق المساواة أمام القانون بإلغاء التمييز المقيت تجاه مواطنيه من أصول فلسطينية، ومعالجة تفشي الفساد وازدياد الفقر وارتفاع معدلات البطالة والغلاء، وتردي الخدمات الأساسية من صحة وتعليم ورفاه اجتماعي. وأدت هذه الأزمات وارتهان الأردن إلى شروط البنك الدولي، وتبعيته للولايات المتحدة، وتمسكه بمعاهدة الإذعان في وادي عربة، وهرولته إلى تطبيع العلاقات مع العدو الإسرائيلي إلى تصاعد الفقر والغلاء وتفشّي الفساد في جميع مفاصل الحياة في المجتمع الأردني وزيادة العجز في الميزانية والديون الخارجية.
وتعمل قطر والسعودية على توريط الأردن أكثر فأكثر في المخططات الصهيوأمريكية للقيام بدور السمسار بين رئيس السلطة وإسرائيل بدلاً عن الدور الذي كان يقوم به الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك لتصفية قضية فلسطين وبيعها بشكل نهائي لليهود من خلال التوطين والوطن البديل والكونفدرالية ومشروع الشرق الأوسط الجديد من خلال الدور الخطير الذي قام به ويقوم به ناصر الجودة وزير خارجية الأردن في لجنة المتابعة للجامعة العربية التي عدّلت المبادرة العربية وتعمل على التطبيع العربي الجماعي مع العدو الإسرائيلي، عدو العروبة والإسلام والمسيحية وعدو السلام العالمي والبشرية جمعاء.
وتعني مبادرة السلام العربية وتعديلها شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وضم أكثر من 85% من المستعمرات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة عام 1967 إلى الكيان الصهيوني. وبالتالي تورّط دول الخليج العربية وجامعة الدول العربية (التي أسسها تشرشل) الأردن أكثر فأكثر ليس ضد سورية الشقيقة فقط وإنما أيضاً ضد مصالح شعبه ووطنه وأمته، وضد مبادئ القانون الدولي والعهود والمواثيق والقرارات الدولية وأبسط مفاهيم حسن الجوار والعلاقات التاريخية بين أبناء الشعب الواحد في البلدين.
مقابلة الملك مع جيفري غولد بيرغ
ألقت مقابلة الملك عبد الله الثاني مع الصحفي الأمريكي غولدبيرغ الضوء على موقف الأردن الحقيقي من قضايا الساعة، حيث وصف غولدبيرغ الملك بأنه أكثر قادة المنطقة ولاء للولايات المتحدة الأمريكية. وأخبره الملك بأنه يريد أن يكون للفلسطينيين تمثيل برلماني يناسب حجمهم. واتهم الملك المخابرات بأنها تعيق إعطاء الفلسطينيين حقهم، كما تعيق الإصلاح. وقال له الملك إنه يريد الإصلاح ومن غير المسموح للإخوان المسلمين أن يخطفوه باسم الإسلام. ووصفهم بالعصبة الماسونية ويريدون تقويض مملكته.. ويريد التنازل عن بعض سلطاته للناس المناسبين.
ويرى الصحفي غولدبيرغ أن علاقة عشائر الضفة الشرقية بالعائلة الهاشمية تقوم على تبادل تجاري: هم يدعمون حكم الهاشميين، والهاشميون يحمون لهم امتيازاتهم.
وأخبره الملك أن زعماء العشائر متغلغلون في المخابرات وفي جميع أجهزة الدولة، وأن بعض ضباط المخابرات يتدخلون في السياسة لمصالحهم الخاصة، وأن اثنين منهم في السجن والثالث مات، لكنه يعمل على إصلاح هذا الجهاز بالتعاون مع السي آي إي.
وأخبره أنه فكر في التنحي حين أفشلت المخابرات مساعيه الإصلاحية لكن أسرته رفضت ذلك بقوة.
ويرى الملك أن عهد الملكيات أخذ في الزوال، ولا بد من الملكية الدستورية، لكن أسرته تريده حاكماً مطلقاً. ويعلم الملك بحسب رأي غولدبيرغ أن العرش الهاشمي لن يبقى ما لم يسرع في تحديث البلد.
ويرى غولدبيرغ أيضاً أن الإسرائيليين والخليجيين من أكثر داعمي الملك وأن إسرائيل أهم حليف للأردن، وأن علاقة الملك بنتنياهو قوية. ويعترف الملك بدور نتنياهو في الحفاظ على استقرار الأردن.
وبرأي غولدبيرغ أن الأردن يعمل بهدوء مع إسرائيل والولايات المتحدة لمراقبة الأسلحة الكيماوية السورية، وأن الملك لا يقبل أن يرى حكومة (أردنية) تتنكر لمعاهدة وادي عربة.
وحمل الملك على الإخوان ووصفهم بالذئاب في ثياب حملان وأن ولاءهم جميعاً للمرشد في مصر.
وكانت تصريحاته حول الأزمة السورية فيها بعض التخبط وعدم الدقة نظراً لصعوبة الموقف الأردني وخطورة دوره على سورية وفلسطين والأردن نفسه والوطن العربي بأسره.
وكان باراك قد تعهد في بيانه الوزاري عام 1998 أمام الكنيست بإعطاء حسني مبارك وملك الأردن دوراً في عملية صناعة التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين، وكأن الأردن جاء من المريخ ولا يمت لقضية فلسطين بصلة.
وكلّفت الولايات المتحدة ونتنياهو الملك الأردني بعد خلع الطاغية مبارك القيام بنفس الدور الذي كان يلعبه مبارك في المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق الحل النهائي بتحقيق رؤية الدولتين التي أخذها مجرم الحرب بوش من مشروع السفاح شارون للتسوية.
وأكد الملك الأردني أكثر من مرة أن هناك قلقاً غربياً وإسرائيلياً من وقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي جماعات جهادية وجبهة النصرة على التحديد، ومن ثم استخدامها ضد أهداف إسرائيلية، وقال الملك: إن نتيناهو كان بصدد شن هجمات جراحية لتدمير المخازن الثمانية الموجودة فيها، وتراقبها الأقمار الصناعية الأمريكية ليل نهار. ومنعته الولايات المتحدة من الإقدام على هذه الخطوة لتفضيلها إرسال قوات عالية التدريب والتسليح يقدر عددها بـ 17 ألف جندي للاستيلاء عليها.
زيارة أوباما وتصعيد التورط
ازداد تورط الأردن بعد زيارة الرئيس أوباما إلى عمان في الشأن الداخلي في سورية من خلال معسكرات التدريب وإرسال المسلحين والسلاح إلى المنطقة الجنوبية، وذلك انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وعلاقات الإخوة وحسن الجوار بين البلدين.
وتشرف المخابرات المركزية والبريطانية بالتعاون مع المخابرات الأردنية على تدريب وإرسال المسلحين والمعدات العسكرية إلى نقاط معينة على الحدود الأردنية- السورية.
وجاءت أكذوبة استخدام الجيش العربي السوري للأسلحة الكيماوية في خان العسل التي تلقفها الموساد والكونغرس الأمريكي لإعادة سيناريو العراق الذي دمرته الولايات المتحدة بأكذوبة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل.
وتعمل حكومة النسور على تصعيد تورطها في سورية بالاستقواء بالولايات المتحدة ومجلس الأمن وزيادة تمركز القوات الأمريكية في حدودها مع سورية، وإقامة منطقة عازلة في درعا.
ولجأت حكومة النسور إلى أمريكا وبان كي مون كي تدافع عن تورطها في سورية ولحمل المواطنين على السكوت عما يحاك من مؤامرات على مستقبل الأردن من خلال الكونفدرالية والوطن البديل وعلى مصير قضية فلسطين.
وسمحت حكومة النسور زيادة استباحة الأراضي والأجواء الأردنية بعد زيارة أوباما وكيري في نيسان 2013 لقاء الأموال التي تلقتها وتتلقاها من غربان الخليج وإدارة أوباما.
وطالب النسور في مقابلته مع قناة العربية في 3 أيار 2013 بالتدخل كما حصل في صربيا، وإقامة مناطق معزولة في درعا ونصب بطاريات باتريوت على حدوده مع سورية وإرسال المزيد من الجنود وطائرات ف 16.
وفي الوقت نفسه تجري الأحاديث عن تحويل الأردن إلى الوطن البديل وإقامة اتحاد اقتصادي ثلاثي- إسرائيلي- فلسطيني أردني على غرار اتحاد بنيلوكس لتصفية قضية فلسطين، وإنهاء الصراع العربي- الصهيوني بدعم وتأييد كاملين من آل سعود وآل ثاني ونهيان وأنظمة كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة وأنظمة الإخوان المسلمين.
لقد موّلت الولايات المتحدة عن طريق السعودية وبقية دول الخليج العربية الأفغان العرب والقاعدة في أفغانستان. ودفع الغرب الثمن غالياً حيث ارتد إرهاب القاعدة إلى الدول الغربية وحتى السعودية.
ويدعم الغرب حالياً ممثلاً بالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وأتباعهم من حكام الخليج المجموعات الإرهابية في ليبيا وسورية. وسيرتد العنف لاحقاً إلى داخل الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ويخشى الغرب حالياً انتقال مخاطر العدوى السورية إلى دول الجوار مع موجات إرهابية داخل الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية.
وأكد تشاك هاغل وزير الدفاع الأمريكي بأن الولايات المتحدة ستعزز وجودها العسكري في الأردن لتدريب الجيش الأردني، واحتمال التدخل (في سورية) لتأمين مخزون الأسلحة الكيماوية. وتالياً تتحمل الولايات المتحدة والحكومة الأردنية مسؤولية التصعيد العسكري على الحدود الأردنية- السورية وفي المنطقة الجنوبية وصولاً إلى ريف دمشق.
التيار السلفي الأردني وتنظيم القاعدة
ظهر التيار السلفي الجهادي بعد مقتل الأردني أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وتفجيرات الفنادق بعمان في نهاية 2005 مجدداً في الأزمة السورية.
ودخل السلفيون الأردنيون بسلاحهم إلى سورية بعد دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في شباط 2012 لنصرة المعارضة المسلحة ضد النظام الكافر (العلماني) المتحالف مع إيران. وانضموا إلى جبهة النصرة.
انخرط هذا التيار بدعم من فرنسا وبعض دول الخليج العربية المرتبطة بالغرب وحلف الناتو ضد بعض الأنظمة العربية وبشكل خاص في ليبيا وسورية والعراق.
واستدعت الجامعة العربية، جامعة آل سعود وآل ثاني ونهيان تدخل حلف الناتو لتدمير ليبيا وتغيير النظام فيها، تماماً كما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا والصهيونية العالمية بالعراق. وسلموا ليبيا إلى التيار السلفي الجهادي لخدمة مصالح دول الناتو في ليبيا وفي طليعتها السيطرة على النفط وأمواله.
حاولت إدارة أوباما الاستفادة من دروس الحروب العدوانية على أفغانستان والعراق وليبيا وفتحت الأبواب على مصراعيها لجمع تنظيمات القاعدة وما يسمى المجاهدين من جميع أنحاء العالم بما فيها دول الاتحاد الأوروبي وإرسالهم إلى سورية من خلال البوابات التركية واللبنانية والأردنية. وحققوا نجاحات على الأرض بدعم وتأييد كاملين من آل سعود وآل ثاني والمخابرات الغربية وعملاء الصهاينة والمتصهينين العرب، فالجهاد ليس في قتل العرب من مسلمين ومسيحيين في سورية وإنما في فلسطين لتحرير القدس بشطريها المحتلين من أسوأ استعمار استيطاني واحتلال عنصري وارهابي في التاريخ، وتبنت المعارضة السورية الدفاع عن جبهة النصرة ونفت صفة الإرهاب عنها وعلاقتها بتنظيم القاعدة.
وجاء تصريح أبو بكر البغدادي عن توحيد جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإعلان جبهة النصرة انضمامها إلى تنظيم القاعدة، ليؤكد بجلاء أن جبهة النصرة أي التيار السلفي الجهادي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تنظيم القاعدة.
ويحتل الأردنيون مواقع قيادية في جبهة النصرة. ويعتقد أن النظام الأردني في بادئ الأمر أراد الحصول على الأموال من آل ثاني وآل سعود ومن الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه أرادت هذه الأطراف المذكورة التخلص من أكبر عدد منهم بفتح الحدود أمامهم أو غض الطرف عن دخول المئات منهم بأسلحتهم وعتادهم إلى المنطقة الجنوبية في سورية، في محاولة من التنظيمات المسلحة دخول العاصمة السورية.
وأخذت المخاوف الشعبية وفي أوساط بعض الدوائر في الأردن تتصاعد بعد وصول أعداد كبيرة من السلفيين الجهاديين من تونس وليبيا والسعودية ومصر والشيشان من احتمال استبدال النظام السوري العلماني بنظام تكفيري على حدود الأردن الشمالية، ومن تفتيت سورية على أسس طائفية ومذهبية وعرقية وانتقال عدوى الفوضى الخلاقة التي بشرت بها كونداليزا رايس للقضاء على النظام الأردني وإقامة دولة الخلافة الإسلامية.
والتقت مصالح الولايات المتحدة والصهيونية العالمية والدول الأوروبية وحكام الخليج بالتخلص من الجهاديين بشحنهم إلى سورية لمحاولة تدمير الجيش العربي السوري والدولة السورية لتصفية قضية فلسطين برعاية إدارة أوباما وجامعة الدول العربية، وإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي بشّر به هرتسل وأقره مؤتمر بلتيمور الصهيوني، وطرحه برنارد لويس وشمعون بيريس وتبنته إدارة بوش ومشيخات وممالك الخليج الذين باعوا فلسطين للامبريالية والصهيونية. وساهم الاخوان المسلمون جنباً إلى جنب مع حكام الخليج والمخابرات الغربية بإرسال المسلحين والسلاح إلى داخل سورية.
لقد وجدت عمان نفسها تنضم أكثر فأكثر إلى الصراع في سورية وعليها مع نشر قوات أمريكية على الأراضي الأردنية وفتح معسكرات تدريب المعارضة االمسلحة وإدخال المسلحين والسلاح إلى العمق السوري، تماماً كما فعلت بالعراق في عشية الغزو الأمريكي في 20 آذار 2003، مما أظهر بجلاء عدم وفاء الحكومات الأردنية للأخوة العربية وحسن الجوار وأبسط مبادىء القانون الدولي.
إن عبور السلفيين الأردنيين وجبهة النصرة والمجموعات المعارضة المسلحة والسلاح من الحدود الأردنية لإسقاط النظام هو بمثابة صب الزيت على النار وتعرّض المنطقة إلى المزيد من الفوضى والاضطراب والاقتتال الطائفي والمذهبي والعرقي.
*
توريط وتورط الأردن في سورية – 2-2
معسكرات التدريب – د.غازي حسين
كشفت الصحف الأمريكية والعربية ومنها الأخبار اللبنانية الصادرة في 19 نيسان 2013 أن الأردن افتتح معسكرات لتدريب (5000) إخونجي وجندي وجرى بالفعل تدريب (3000) مسلحاً، ووصل منهم إلى منطقة درعا 1560 مسلحاً، مدججين بالسلاح المضاد للدبابات والطائرات عبر 13 منفذاً حدودياً غير شرعي بين الأردن وسورية. وأصبح الأردن مقرآً للمعارضة السورية المسلحة واحتضن معسكرات تدريب بحسب جريدة الأخبار اللبنانية الصادرة في 18 نيسان 2013 وبإدارة ضباط أردنيين إلى جانب الأمريكيين والبريطانيين. وكشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أنهم يعملون عن قرب مع كلٍ من إسرائيل والأردن ودول أعضاء في حلف شمال الأطلسي وتركيا للسيطرة على عشرات مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية السورية والتنسيق من أجل التدخل عند الضرورة.
وأكدت مجموعات مسلحة سورية أن عسكريين واستخباريين أمريكيين وبريطانيين يشرفون على معسكرات تدريب في الأردن لتدريب مجندين على كيفية استخدام كافة أنواع الأسلحة بما فيها صواريخ ستينجر المضادة للطائرات وصواريخ كوبرا المضادة للدبابات.
ونشرت وكالة مجموعة صحف ماكلاتشي الأمريكية في تقرير لها من عمان بأن معسكرات تدريب مسلحي المعارضة السورية في الأردن قد بدأ العمل فيها من تشرين الأول عام 2012، وأنه يسمح للمتدربين بأخذ الأسلحة التي يتدربون عليها إلى سورية.
ويتجسَّد التورط الأردني ليس فقط بفتح معسكرات التدريب واستدعاء المزيد من القوات الخاصة الأمريكية، وبطاريات صواريخ باتريوت؛ وإنما أيضاً بإقامة محطة أميركية للتجسس متخصصة في الاتصالات والرصد مكونة من عدة مئات من العسكريين الأمريكيين وتهريب الأسلحة والمعدات الحربية التي اشترتها السعودية من صربيا وغيرها.
وتعمل الولايات المتحدة وإسرائيل على أن يقوم الملك بلعب الدور الذي كان يلعبه الطاغية المخلوع حسني مبارك في تحريك المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، والقيام بدور الضاغط لتسويق التسوية الأمريكية لتصفية قضية فلسطين. فأعلن مسؤول أردني كبير في كانون الأول 2013 عن موافقة الأردن استمرار بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلية في منطقة الغور الفلسطينية
أتقن النظام الأردني فن الحصول على المساعدات الخارجية لقاء الدور الوظيفي الذي قام به ويخطط له القيام به مع بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وبقية أمراء وملوك الخليج، إلا أن شروط المساعدات الخارجية لتغطية العجز في الميزانية بعد تفاقم أزمة الغرب الاقتصادية وشروط آل سعود وآل ثاني السياسية تمس الأمن الوطني الأردني والأمن القومي العربي في مجال الحل النهائي لقضية فلسطين والقدس وفي التوطين والوطن البديل والكونفدرالية والتورط والتعاون الإسرائيلي ـ الفلسطيني ـ الأردني في الأزمة السورية والتي من شأنها أن تحدث تغيرات لصالح قناة البحرين…. الوطن البديل ومشروع الشرق الأوسط الجديد.
ويعتقد بعض المحللين الأردنيين كما جاء في جريدة الأخبار اللبنانية الصادرة في 19 نيسان 2013 أن تحذير الرئيس بشار الأسد «من أن النار لن تقف عند حدودنا» إنما يقع من باب الحرص على أن إقدام المسؤولين الأردنيين على تدريب وتسليح المقاتلين وإرسالهم إلى سورية، سوف يرتدُّ على أمن الأردن من خلال التغذية الإرهابية الراجعة، ذلك أن استمرار هذه العمليات سوف يؤدي إلى حالة من الفوضى على الحدود الأردنية ـ السورية تقود إلى انتقال الإرهابيين إلى تنفيذ مخططاتهم بشأن الأردن.
وأكد هذا الاستنتاج الواقعي رئيس مجلس الأعيان الأردني طاهر المصري في حديث له مع الحياة في 29 نيسان 2013 حيث اعتبر أن استمرار الصراع في سورية، وبروز مظاهر الانقسامات العرقية والدينية داخل المدن سيدفع باتجاه انتقالها إلى دول الجوار مؤكداً أنه من شأنها أن تهدد المصلحة الأردنية العليا وتعرِّضَ المملكة إلى خطر الحريق السوري.
هل يمكن للمراقب السياسي أن يستنتج من سابقة الموقف الأردني من العراق، والموقف الحالي من الأزمة السورية الدور الوظيفي الذي يقوم به النظام الأردني في خدمة المشروع الصهيو ـ أمريكي المعادي لقضية فلسطين وللعروبة والإسلام؟
مناورات الأسد المتأهب
جرت في الأراضي الأردنية قبل نهاية عام 2012 في خضم الأزمة السورية المناورة الأولى من مناورات «الأسد المتأهب» شاركت فيها19دولة برعاية الولايات المتحدة وعلى مقربة من الحدود السورية الجنوبية الشرقية مع الأردن، وكان الهدف المعلن من المناورة القيام بتدريبات للاستيلاء على مخازن الأسلحة الكيماوية في سورية.
واحتضن الأردن في العاشر من حزيران 2013 للمرة الثانية مناورات «الأسد المتأهب» بمشاركة ثمانية آلاف عسكري من 19 دولة منها قطر والسعودية والإمارات العربية وتركيا وبريطانيا وفرنسا».
وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن بلاده التي تشترك بحدود يزيد طولها على(370كم) مع سورية ترغب في نشر بطاريات باتريوت لحماية أجوائها.
واستدعت حكومة النسور الحالية إرسال قوات أمريكية وطائرات ف 16، وطالبت بإقامة منطقة حظر جوي في درعا على غرار ما حدث في العراق قبل الغزو الأمريكي وما حدث في ليبيا، وأدى إلى تدمير البلدين العربيين وقتل حوالي المليونين من مواطني البلدين.
وترغب الحكومة الأردنية أن تكون منطقة الحظر الجوي في جنوب سورية، ومحاذاة جبهة الجولان وذلك :
– أولاً: إيجاد منطقة تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.
– ثانياً: حماية إسرائيل وطمأنتها من أن بعض المجموعات الجهادية الموجودة على الأرض في سورية لا تشكل خطراً عليها وإنما على النظام، ولن يسمح لها بدخول المنطقة العازلة.
وتفيد المعلومات الصحفية أن إسرائيل تشترك مع الولايات المتحدة والأردن ودول الخليج العربية وتركيا لتنسيق المواقف لمواجهة الأزمة السورية والتدخل في الشأن الداخلي السوري.
وبتاريخ 9 حزيران 2013أعلن الجيشان الأردني والأمريكي انطلاق مناورات الأسد المتأهب.
وأعلن الجنرال الأمريكي روبرت كتلانوتي في عمان أن المناورة تهدف إلى تطبيق مهارات على سيناريو حرب غير تقليدية تستمر نحو أسبوعين، ينخرط فيها قرابة 8 آلاف جندي وأضاف: المناورات تمثل أضخم تمرينات عسكرية تجري في المنطقة ، وتتضمن التعامل مع الحرب الكيماوية ، وشن غارات على مواقع الجماعات الإرهابية إضافة الى التنسيق والتعامل مع قضايا اللاجئين واعتراض السفن وقال الجنرال كتلانوتي إن قوات برية ستساند طائرات مجنحة وعمودية لتأمين منصات الإسناد الجوي وخدمات العبور والنقل.. وتشارك حتى لبنان والبحرين في هذه المناورات.
إن تمرين مناورات «الأسد المتأهب» الأول والثاني ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأزمة الجارية في سورية وتزيد من عوامل تفجير الصراعات داخل بلدان المنطقة وترمي إلى خدمة المصالح الإسرائيلية والأمريكية بالدرجة الأولى وتعرض سورية الى خطر تدخل الناتو كما حدث في ليبيا لفرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية مما يعطي البدء بتدخل عسكري مباشر.
إن مساعي إدارة أوباما بتصفية قضية فلسطين والتدخل الخارجي في سورية وملف ايران النووي وحركات المقاومة في البلدان العربية حاضرة في الوجود العسكري الأمريكي وفي صلب مناورات الأسد المتأهب فوق الأراضي الأردنية وتنذر بعواقب وخيمة لمستقبل المنطقة الممتلئة بالنفط والغاز والثروات الطبيعية المختلفة وغطرسة واطماع العدو الصهيوني.
إن تدريب وإرسال المسلحين السلفيين وغيرهم وإرسال الأسلحة من الحدود الأردنية الى العمق السوري والمناورات واستقدام القوات الأمريكية إلى الحدود الأردنية مع سورية يهدد سورية وسيادتها وأمنها ودماء مواطنيها والجيش العربي السوري وسيادة الدولة السورية ومنجزاتها والأمن القومي العربي.
وأوردت وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن مصادر عسكرية في واشنطن أن المناورات ستشهد تدريب قوات أردنية علي كيفية التدخل لحماية أماكن أسلحة كيماوية داخل سورية في حال انفلات الأوضاع هناك ، مما يشكل أخطر أنواع التهديد بالتدخل الخارجي بين قطرين شقيقين وجارين يرتبطان بأوثق العلاقات التاريخية والعائلية والثقافية والاقتصادية على مر التاريخ.
موقف التيارات الوطنية والقومية واليسارية
واجهت التيارات الوطنية والقومية واليسارية تهديدات وضغوط جماعة الإخوان المسلمين في الأردن المدعومة من بعض الأوساط الشعبية وتحركت بشجاعة لتغيير الرأي العام الذي تأثر بإعلام وأموال آل سعود وآل ثاني ونهيان، تحركت هذه التيارات المتمسكة بمصالح وأهداف شعبها وأمتها بدعم من بعض الأوساط العشائرية (عشيرة آل عبيدات) والبيروقراطية المدنية والعسكرية ونجحوا في إضعاف تأثير جماعة الإخوان المسلمين في الشأن السورية والحيلولة دون إعطاء غطاء شعبي أردني للتآمر على الدولة السورية وجيشها ومؤسساتها ومنجزاتها، وأخص بالذكر الدور الرائع الذي قام به التيار القومي والنخب والشخصيات القومية واليسارية.
ونجحوا في تكتيل رأي عام شعبي قوامه أن التدخل الأردني في سورية سينقل فوضى التطرف والإرهاب إلى الأردن ،ويعطي جماعة الإخوان والتيار السلفي الفرصة للاستيلاء على الحكم في الأردن ضمن تفاهمات سياسية تبرمها جماعة الإخوان مع إدارة أوباما حول فلسطين والقدس والتطبيع ومعاهدة وادي عربة والوضع في سورية، تماماً كما فعلت جماعة الإخوان في مصر وتونس والمغرب.
ورافق تحرك جماعة الإخوان في الأردن ممارسة ضغوط مالية وسياسية سعودية وقطرية على الأردن، لمصلحة تدريب وتسليح المجموعات المتطرفة وإرسالها إلى العمق السوري لتدمير الدولة القومية العلمانية في سورية.
وأدى تآمر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بزعامة القرضاوي شيخ إشعال الفتن الطائفية والمذهبية على الإمارات العربية ومعادات الإمارات للإخوان وتأييدهم للمعارضة السورية المسلحة من سلفيين ووهابين وغيرهم إلى سلوك النظام الأردني سلوكاً حذراً( بعض الشيء) تجاه الأزمة في سورية والتدخل الخارجي فيها حفاظاً على تحالفاته الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
ولعب التيار القومي وقوى يسارية وعشائرية دوراً هاماً في بلورة الموقف الشعبي والحزبي والبرلماني المعارض للتدخل العسكري في سورية.
وساعد على تقوية هذا التوجه بروز تيار أردني يعتقد أن إدارة أوباما تخطط للحل النهائي لقضية فلسطين بشطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم، وضم الأكثرية الساحقة من مستعمرات الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية إلى الكيان الصهيوني، وتوطين اللاجئين، وإقامة الوطن البديل من خلال الكونفدرالية على حساب الأردن. وطالب دعاة هذا الاتجاه اتباع سياسة الحياد تجاه الأزمة في سورية، وعدم التورط فيها حفاظاً على مصالح الأردن؛ واتخذت الحركة الوطنية والقومية في الأردن توجهاً يقوم على مقاومة المشاريع الأمريكية في الأردن وفلسطين وسورية.
ويمكن القول إن النخب الفكرية والسياسية الوطنية والقومية واليسارية باستثناء جماعة الإخوان المسلمين تقف ضد التدخل الخارجي في سورية، وضد تدمير الدولة السورية ومؤسساتها.
وأدى هذا الجو الشعبي الجديد إلى مطالبة البرلمان الأردني بالإجماع بطرد السفير الإسرائيلي من عمان رداً على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة بحق المسجد الأقصى المبارك، كما طالب نواب عبر مذكرة رفعوها إلى رئيس البرلمان بإعادة النظر في قانون المصادقة على اتفاقية وادي عربة لثلاثة أسباب… (الانتهاكات المتكررة والمتعمدة بحق المقدسات الفلسطينية، ورفض الشعب الأردني لهذه الاتفاقية، وعدم جدية ونفعية الاستمرار بأحكامها). وفي الوقت نفسه صمت الأردن الرسمي عن إدانة الغارة الإسرائيلية العدوانية على جمرايا وأدانها مجلس النواب الأردني فقط.
وأشار تقرير لصحيفة واشنطن بوست عقب زيارة الملك عبد الله الثاني في نيسان 2013 إلى واشنطن إلى أهمية دعم إسرائيل والسعودية للنظام الأردني. وأكد التقرير أن استقرار الأردن يمثل مصلحة إسرائيلية عليا.
كما أكدت صحف عربية أن الأردن رضخ لأوامر سعودية تتعلق بإرسال السلاح والمسلحين إلى سورية؛ وجاء صمت الأردن الرسمي عن إدانة الغارة العدوانية على جمرايا ليعبر عن اتفاقات ومصالح مشتركة مع إسرائيل. وتقيم الأردن علاقات استراتيجية مع واشنطن والرياض وتل أبيب تحتل مكان الصدارة في علاقاتها الخارجية وتفرض سلوكه تجاه الأزمة في سورية.
وتجعل المصالح المالية والأمنية والعسكرية للحكومات الأردنية أكثر اقتراباً من المحور الأمريكي – الإسرائيلي – السعودي.
وتلعب بنية النظام وارتباطاته وتحالفاته التاريخية دوراً في الابتعاد عن الدولة السورية المتمسكة بقضية فلسطين، والاقتراب من المعارضة المسلحة وداعميها من آل سعود وآل ثاني والإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية.
إن من مصلحة النظام الأردني عدم الزج بالأردن في حرب تزيد من سفك الدم السوري، ومن تدمير الدولة السورية، مما يتجاوز قدرات الأردن ويمس بأمنه الوطني وبالأمن القومي العربي وبقضية فلسطين وعروبة القدس بشطريها المحتلين.
سادت الاضطرابات والقلاقل والحروب العدوانية والمجازر الجماعية منذ أن نجحت الإمبريالية والصهيونية والرجعية باستغلال الهولوكوست النازي وإقامة (إسرائيل) وتداعيات المنطقة ونكبة فلسطين عام 1948 وترحيل الفلسطينيين وعدم السماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم واستمرار الاستيطان والعقوبات الجماعية على الضفة الغربية وقطاع غزة حتى اليوم.
إن احتلال إسرائيل لفلسطين والجولان وجنوب لبنان والحروب التي أشعلتها والمجازر والاعتداءات التي ارتكبتها هي السبب المباشر للمآسي والويلات التي يعيشها الشعب الفلسطيني والجماهير العربية، وسبب الاضطرابات وعرقلة التنمية والتطور في المنطقة.
إن الموقف المغامر والخطير الذي تقوم به السعودية وقطر والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا وإسرائيل، والذي يساهم في سفك الدم السوري، وتدمير الدولة السورية، وتصفية قضية فلسطين يلحق أفدح الأضرار بسورية وفلسطين والأردن والعراق ولبنان، ويقود إلى إحراق المنطقة، وسيؤدي في حال استمراره الى تفتيت الدول العربية من خلال إشعال الطائفية والمذهبية والعرقية والتوطين « الوطن البديل والكونفدرالية وربما على حد قول الجنرال الإسرائيلي آرييه نافية قائد المنطقة الوسطى (الضفة العربية المحتلة) السابق الذي صرح بأنه ربما سيكون الملك عبد الله الثاني آخر ملوك العائلة الهاشمية ، وذلك لرسم خريطة سايكس بيكو2وإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال التفتيت ومشروع الشرق الأوسط الجديد.