ثلاثة أسس للانتفاضة وديمومتها
عادل سمارة
الانتقال والاستمرار من العفوية إلى استراتيجية الحياة مقاومة أو من العفوية إلى المنهجية، ومن شباب فلسطين إلى شباب الوطن العربي. هذا ما يجب ان يكون موجود دائما.
تتواصل سلسلة الانتفاضات من موقع لآخر، ومن عمل منظم إلى مبادرات فردية، وتتنوع اشكال المبادرة من جهة والتصدي من جهة ثانية.
في كل هذه الصدامات يتضح الفارق بين الوطني والمستوطن، بين أهل الوطن بلا سلاح وبين المستوطن مسلح بالبندقية وحتى الطائرة الأمريكية والنووي الفرنسي، ومع ذلك الفلسطيني يقاوم ولن يتوقف.
مرة ومرات لا بد من التأكيد على ثلاثة مبادىء لانتفاضة لا تتوقف حتى باتفاق أخطر من اتفاق أوسلو:
الأول: تشكيل مستمر للجان حماية القرى والأحياء، وتعاون القرى مع بعضها وقطع طرق عودة المستوطنين وجيشهم بين قرية وأخرى. لا بد من التصدي في كل مكان ولا بد من المبادرات المسلحة النوعية في الاشتباك مع قوات العدو ومستوطنيه. وهذه لجان تتكون موضوعيا بلا قرارات سلطوية بل بمبادرات موقعية وموضعية
الثاني: أن نتجاوز ذلك التاريخ الطويل من الانشداد النضالي المحصور في لحظة الاشتباك، والعودة للتطبيع بعدها بايام أو حتى مزاولة التطبيع حتى خلال الاشتباكات والصد والرد على عدوانهم. يجب ان تكون المقاطعة ورفض التطبيع منهج حياة يومي. بكلام آخر: إن التصدي والعمليات المسلحة النوعية هي المقاومة المشتدة والمباشرة، أما المقاطعة ورفض التطبيع فهي المقاومة الممتدة يوميا ودون توقف او تقطعات. هذان هما مكونًيا الحياة مقاومة، لأن صراعنا مديد. وهذا يفتح على منهج التنمية بالحماية الشعبية، وله حديث ممتد آخر.
والثالث: أن لا يتوقف تحريض الشارع العربي وتحميله مسؤولية المشاركة كجزء وليس كنصير أو متضامن. إن تحرك الشارع العربي لفلسطين هو الشطب الحقيقي لأسس سايكس-بيكو، الشطب الشعبي.وهو الرد العميق على مثيري الفتن الطائفية والجهوية الذين شاؤوا أم ابوا تقودهم الثورة المضادة من الرياض إلى انقرة إلى باريس فواشنطن. وسؤالي هنا إلى الشباب العربي كم حجر أُلقي على سفارات الأعداء الذين يسلحون جيش الاحتلال؟ كم شخصا قرر مقاطعة منتجات الأعداء؟ كم شخصا قررمسيرة إلى مركز ثقافي غربي معاد للعرب ولفلسطين؟ كم شخصا فكر أن محاصرة مؤسسات وسفارات والمراكز الثقافية للأعداء الراسماليين الغربيين هو مساهمة في تفكيك مفاصل الدولة القطرية المتمسكة بالتبعية للغرب وتجاهل وجود الكيان الصهيوني؟ كم طرف سياسي قومي او يساري أو إسلامي دعا الناس للمقاطعة والتوجه إلى مؤسسات الأعداء.
كم منا يدرك الحقيقة الهائلة التي فوق رؤوسنا ولا نراها بأن: قرار الكيان الصهيوني هو في الغرب ، وبان ضرب الغرب يدفعه لضبط أداته الصهيونية.
سوريا هي كلين ستان Cleanstan
عادل سمارة
لن تكون سوريا لروسيا أفغانستان، بل الأرض النظيفة من متخلفين وهابيين من قوى الدين السياسي والمخابرات الغربية والنفطية والصهيونية والتركية. لقد ألقت 83 دولة باوساخها في سوريا، وصار شرفاإنسانياً راقيا تنظيف سوريا. لقد مضى الزمن الذي كان بوسع الغرب الراسمالي تخريب بلد واحتلاله وصار لا مناص له من الاعتماد على أدوات تقوم بالقتل نيابة عنه.وهذا يستوجب تنظيف سوريا من هؤلاء جميعا. روسيا لن ترسل جيشاً، وسوريا لا تطلب جيشا. لذا، نقول لمن يهتفون للتخريب والذبح لا تخدعوا أنفسكم بالاعتماد على مملكة العتمة في الرياض ولا جمهورية الدم في واشنطن. لكي تصح ابصاركم وبصيرتكم انظروا إلى موطن الأبجدية سوريا وإلى موسكو موطن البلشفية، حيث وهي اشتراكية او راسمالية دوما مع الشعوب. يكفي ان تتذكروا أن اول من اتهم روسيا والصين بالإمبريالية هو عضو الكنيست الصهيوني عزمي بشارة وشغيله التروتسكي سلامه كيلة، اين هما الآن؟ في بلاط كيان لا يختلف عن الكيان الصهيوني سوى في الإسم. ألقوا بعض النظر إلى هناك ترون آلاف مثقفي الطابور السادس يتكالبون على المال كما الكلاب على الفطايس.
● ● ●
لماذا يا بيروت؟
عادل سمارة
مفهوم أن الشارع اليمني والعراقي والسوري غارق في دمه من الإرهاب وحتى المصري ناهيك عن الأبعد في الصومال. ومفهوم أن شارع الممالك والمشيخات بين ممتلىء الحلق بالنفط، أو محروم من النطق، ولكن غير مفهوم أن تحرك الشباب والصبايا في بيروت لم يتوجه عشرة بالمئة منهم إلى سفارات امريكا وفرنسا اللتين تسلحان الكيان بالبندقية والغاز المسيل للدم والطائرة والنووي؟ وغير مفهوم عدم مقاطعة الجميع لمنتجات الأعداء. إذا لم يكن التوجه يا بيروت من قبيل الانتماء الواعي فليكن من قبيل…المجاملة!،