جبهة التحرير الفلسطينية : حول القمتين الإسلامية والعربية في الرياض
القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية في بيان لها
حول القمتين الإسلامية والعربية في الرياض:
– إن الذين سيجتمعون في القمتين الإسلامية والعربية لا يمثلون إلا أنفسهم
وسيلفظهم التاريخ كخونة وعملاء مهمتهم تكمن في إدامة الحروب البينية
لإرباك قوى المقاومة وإعداد المسرح والبيئة السياسية لتمرير صفقة القرن .
– تثمن الجبهة الاجماع السياسي والشعبي الفلسطيني على رفض صفقة القرن،
لكنها لا تعتبره كافياً ولا بد من انهاء الانقسام فوراً وإعادة الاعتبار
لمنظمة التحرير.
– تطالب الجبهة السلطة الفلسطينية الاعلان الفوري الغاء اتفاق أوسلو،
وتطالبها بإعلان استباقي للقمتين المزمعتين بسحب وثيقة الاعتراف المتبادل
ووقف التنسيق الأمني وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي.
– حذرت القيادة المركزية للجبهة من مخاطر تداعيات صفقة القرن على كل من
الأردن ومصر بنيوياً وجغرافياً واقتصادياً بما في ذلك تهديد موارد مصر من
قناة السويس.
– توجهت القيادة المركزية للجبهة بتحية ملؤها الفخار والاعتزاز إلى سماحة
السيد نصر الله بالذكرى التاسعة عشرة لتحرير الجنوب، وثمنت له مبادرته
لحوار لبناني فلسطيني يجنب لبنان تداعيات صفقة القرن ويحمي حق عودة
اللاجئين والذي يجسد جوهر قضية فلسطين.
– دعوة كافة الملتقيات الوطنية والقومية والإسلامية والبرلمانين
والمحامين والمفكرين للتعبير عن رفضهم لهذه المؤامرة الصفقة.
اطلقت الجهة دعوتها ليكن يوم القدس العالمي الجمعة الأخيرة من رمضان
إيذاناً بالتحركات الشعبية الغاضبة وتجديداً للعهد بالتمسك بثوابت وحقوق
الأمة غير القابلة للتصرف.
يسعى ملوك وامراء الطوائف للإجهاز على ما تبقى من “النظام السياسي
العربي” وبخطوات متسارعة غير مسبوقة، وفق الإملاءات الأميركية
والصهيونية، ولا شك أن هذا الفريق السياسي المستعرب يوغل في الإنقلاب على
تاريخ الأمة وحضارتها ومستقبلها، وتبديد ثروات أجيالها وتمكين الحلف
الأميركي الصهيوني من استخدامها واستثمارها في حل أزماتهم و الإستقواء
بها ضد شعوب وأمم الأرض قاطبة.
إن القيادة المركزية لجبهة التحرير الفلسطينية، إذ تثمن الإجماع السياسي
والشعبي الفلسطيني في رفض صفقة القرن، فإنها تعتبر هذا الإجماع غير كاف
ولا قيمة لذلك ما لم يتم إنهاء الإنقسام والذهاب فوراً بلا تباطؤ لحوار
وطني مفتوح لا يستثنى أحداً وبحضور النخب الفكرية والقانونية، بما يفضي
إلى تشكيل مجلس وطني فلسطيني جديد ولجنة تنفيذية واستراتيجية وطنية جديدة
تعيد الإعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار إستلافي جبهوي عريض لحركة
التحرر الوطني الفلسطينية.
كما تطالب القيادة المركزية للجبهة السلطة الفلسطينية وعلى الفور تغيير
خطابها السياسي غير المجدي على مستوى القمم “العربية والإسلامية” و “مجلس
الجامعة العربية” سيما أنه سبق أن جرب حيال هذا الخطاب إعلان ترامب ضم
القدس ونقل السفارة الأميركية إليها، فيما استمرت الخطوات التطبيعية حيث
فتحت العديد من العواصم الخليجية أمام العنصرية الصهيونية، و تجاوز
التطبيع إلى الإنخراط في كل الآليات التنفيذية لصفقة القرن كما حصل في
محفل وارسو ولن يكون أخيراً ما يستهدفونه من الورشة الاقتصادية في
البحرين.
وعليه وقبل انعقاد قمتي الرياض (الإسلامية والعربية) يتوجب على السلطة أن
تبادر فوراً إلى إلغاء اتفاقات أوسلو، وأن ترفع الغطاء عن هذا الفريق
السياسي العميل وبالمباشر من خلال سحب وثيقة الإعتراف المتبادل، ووقف
التنسيق الأمني، وإلغاء اتفاق باريس الإقتصادي، بغية عدم إعطاء ملوك
وأمراء الطوائف أية إمكانية للإستظلال والإختباء وعدم توفير الغطاء من
خلال انشاء سياسي لفظي، يستهدف أصلاً تمرير هذه الصفقة التي أمليت على
هذا الفريق السياسي المستعرب، لذا فلا قيمة على الإطلاق لهاتين القمتين،
سوى بث اليأس والإحباط وإدامة الاحتراب والحروب البينية في صفوف أمتنا
وخلق البيئة العربية والإقليمية المناسبة للدخيل على الإقليم وتحقيق حلمه
في يهودية الدولة العنصرية في القرن الحادي والعشرين واستعداء المكونات
الأصلية في الإقليم وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والإمعان
في محاولة تدمير أسس الصراع العربي – الصهيوني، ومفهوم الأمن القومي
العربي وتدمير ما تبقى من مواثيق وأنظمة ولوائح وأحكام واتفاقات بما فيها
اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
غير أن لصفقة القرن استهدافات عربية واقليمية ودولية وخاصة على الأردن
ومصر ولبنان والعراق على أبناء أمتنا في اليمن وشبه الجزيرة العربية، لكن
الأردن ومصر اللتان لا ترغبان هذه الصفقة، لكنهما لا يقويان على المجاهرة
باعلان رفضها، حيث كلاهما مهدد بتغيرات جغرافية وخسائر اقتصادية وتحولات
بنيوية خطيرة، فهذه الصفقة بقدر ما تهدد الحالة الكيانية الأردنية، كما
تهدد موارد مصر وخاصة قناة السويس، واستحواذ الكيان الصهيوني على ثروات
النفط والغاز وحيازة الوكالة الحصرية في نقلها من البحر الأحمر إلى
المتوسط وصولاً لسواحل أوروبا، بما يحقق الحلم الصهيوني “بإسرائيل الكبرى
اقتصادياً وتكنولوجياً” الأمر الذي يتطلب من الجماهير العربية أن لا
تتواطأ على نفسها من خلال السلبية التي تستبد بها، فلا بد من صحوة حركة
التحرير الوطني العربية ونخبها الفكرية لتحفيز الجماهير العربية للدفاع
عن تاريخها وحضارتها ومصالحها ومستقبل أجيالها المتعاقبة وبات بامكانها
الاتكاء على ارتفاع منسوب صمود قوى المقاومة وانجازاتها التي حققت في
العديد من الميادين اقليم جديد وعالم جديد ينحو نحو التوازن والتعددية
القطبية.
كما توقفت القيادة المركزية للجبهة أمام الذكرى التاسعة عشرة لتحرير جنوب
لبنان والتي بني عليها انتصارات متتالية لقوى المقاومة في فلسطين ولبنان
وسوريا والعراق واليمن، وإن الجبهة إذ تهنئ الشعب اللبناني وقيادة
المقاومة وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصر الله، فإنها تثمن لسماحته
الدعوة الكريمة لحوار لبناني – فلسطيني يجنب لبنان مخاطر وتداعيات صفقة
القرن، ويحمي حق عودة اللاجئين إلى أرض وطنهم، ذلك ما يستدعي من القوى
الفلسطينية التوحد على الفور حول رؤية، تحافظ على هذا الحق الذي يجسد
جوهر قضية فلسطين ورفض كل أشكال التوطين والتهجير، وتنظيم الحقوق المدنية
والإجتماعية لأبناء شعبنا في لبنان.
اخيراً تدعو الجبهة كل المؤتمرات والملتقيات العربية والإسلامية للتحرك
الفاعل في مواجهة هذا المخاطر التاريخية غير المسبوقة، لإسقاط الشرعية
المزعومة عن هذا الفريق المستعرب، وإعادة الإعتبار لدور الأمة العربية
المغيب عن كل شركائها من المكونات الأصلية في الإقليم، ويهدف استعادة دور
هذه الأمة بين أمم وشعوب الأرض قاطبة، تماماً في هذا السياق نطالب كل
القوى الحية والشرفاء من أمتنا لإسقاط هذا النظام السياسي العربي العميل
والمنهار على حد سواء وتشكيل الجامعة العربية الشعبية، لتنزع عملية تزوير
الشرعية العربية، كما تدعو كل البرلمانيين واتحاد المحامين العرب
والمفكرين والمثقفين إلى تنظيم أوسع تحركات وملتقيات واعتصامات لفضح ملوك
وأمراء الطوائف وفضح زيف شرعيتهم التي يدعون، ولتكن مناسبة يوم القدس
العالمي الجمعة الأخيرة من رمضان ايذانا في التحركات الشعبية العربية
والإسلامية وعلى المستوى العالمي مع أصدقاء شعبنا وأمتنا.
دمشق 30-5-2019 القيادة المركزية
لجبهة التحرير
الفلسطينية