جرائم “اسرائيل” مستمرة وهذه المرة تطال الصحافيين الفلسطينيين
نضال حمد لموقع الصفصاف:
تصبحنا هذا اليوم الاربعاء الموافق 11 ايار 2022 بخبر حزين جداً وصادم، حيث تأكد استشهاد الاعلامية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة بعد اصابتها برصاصة في الرأس اطلقها عليها جنود الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين. وأصيب أيضاً الزميل الاعلامي علي السمودي برصاصة في الظهر واصابته متوسطة ووضعه مستقر.
كانا يقومان بتغطية عملية لجيش الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين وكانا يرتديان السترتين الصحافيتين مع علامة “برس” ولم يكونوا في مكان فيه مقاومين فلسطينيين، وكانا مكشوفين لقوات الاحتلال. بالرغم من كل ذلك وبدون سابق انذار أو تنبيه أو أي كلام أطلق الجنود “الاسرائيليين” النارعليهم في خرق واضح لكل القوانين والأعراف الدولية المتعلقة بحرية العمل الصحفي.
تخيلوا لو أن الشهيدة الفلسطينية الاعلامية شيرين ابو عاقلة وزميلها الجريح الاعلامي الفلسطيني علي السمودي، كانا اعلاميين وصحافيين من دولة اوروبية او غربية وأصيبا خلال الحرب الدائرة في اوكرانيا وبرصاص الجنود الروس…
بالتأكيد كان الاعلام الاوروبي والغربي سيتحدث عنهما لأيام ولأسابيع وكانت برامجه الاخبارية والحوارية ستشهد جدلاً واسعاً عن ارهاب ووحشية القاتل والغازي وعن اجرام الاحتلال.. لكنهما فلسطينيين والمجرم والقاتل صهيوني “اسرائيلي” لذا فإن اعلام وصحافة وميديا الغرب سوف تتجاهلهما عمداً. طوال اليوم شاهدت محطات تلفزة بولندية ولم تأتي أي محطة منها على ذكر أي شيء عن الجريمة بحق الصحفيين ولا نقول بحق الفلسطينيين مع ان نفس هذه المحطات صدعت رؤوسنا بالحديث عن الصحافيين الذين قتلوا في اوكرانيا. الاعلام البولندي والاوروبي والغربي في غالبيته اعلام خاضع للسيطرة الصهيونية ولا يجرأ على قول شيء ضد “اسرائيل”.. وليس هناك إلا القليل القليل من الاعلاميين والاعلاميات في الاعلام الاوروبي لديهم أخلاق وضمائر. غالبيتهم إما صهيونية أو متصهينة ومشتراة بالمال.
أما الذين اعتدنا على سماع ادانتهم لأي عمل فلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني وبالذات الدول الاوروبية والغربية فهؤلاء يكتفون بالشعور بالصدمة أو الانزعاج بسبب مقتل الصحفيين الفلسطينيين على أيدي جيش الاحتلال.
أنظروا في تعليق بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين المحتلة حول الجريمة -” نعرب عن صدمتنا من استشهاد مراسلة الجزيرة الصحفية شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال لمدينة ومخيم جنين. – ندعو إلى إجراء تحقيق سريع ومستقل لتقديم الجناة إلى العدالة، ونؤكّد على ضرورة ضمان سلامة وحماية الصحفيين”.
أما سفير امبروطورية الشر سابقاً وذيل الكلب الأمريكي حالياً، بريطانيا العظمى فقد أبدى حزنه على شيرين ولكنه لم يدن القاتل ولم يذكر الاحتلال ولو بكلمة لا من قريب ولا من بعيد.
المتحدثة باسم البيت الابيض قالت ندين بشدة مقتل الصحفية الأميركية الفلسطينية وندعو إلى إجراء تحقيق شامل. لكن تدين من؟ بالتأكيد هي لم تدن الاحتلال ولم تقل أنه المسؤول عن عملية التصفية والاعدام. تلاركت الباب مفتوحاً.
لا يوجد أي ذكر أو ادانة للاحتلال وقد يخرجون بنتيجة مفادها أن الفلسطينيين أنفسهم قتلوا شيرين وجرحوا علي. بالرغم من ان الزميل علي السمودي أكد في شريط مصور من المستشفى أو الجنود الصهاينة اطلقوا النار عليهم بدون سابق انذار ورغم انهم صحافيين ويرتدون السترات الصحافية وبالرغم من وجودهم في مكان آمن وبعيد عن المقاومين الفلسطينيين.
الشهيدة شرين ابو عاقلة سبق واصيبت عدة مرات خلال اعتداءات جيش الاحتلال وخلال تغطيتها الصحافية للأحداث في فلسطين على مدار 27 سنة كاملة. وكذلك الأمر مع الزميل علي السمودي الذي بدوره أصيب مرات عديدة خلال سنوات عمله الصحفي في فلسطين المحتلة.
على كل حال هذه ليست هي المرة الأولى التي تعتدي فيها قوات الاحتلال الصهيوني على الصحافيين الفلسطينيين فقد سبق واعتدت وجرحت واعتقلت وقتلت العديد منهم ومنهن في فلسطين المحتلة.
نضال حمد لموقع الصفصاف
11-5-2022