جريدة القدس المقدسية تقود التطبيع الثقافي – غسان أبو نجم
من قلب مدينة القدس قبلة و بوصلة النضال الوطني الفلسطيني وقلعة التحدي التاريخي لزييف وكذب الادعاءات الصهيونية والشاهد الحي على حق الشعب الفلسطيني التاريخي بارض فلسطين التاريخية والمدينة التي صمدت في وجه التطويع والتطبيع واصرار المغتصب الصهيوني على تغيير وتزييف ملامحها، تطل علينا صحيفة “القدس” المقدسية بمقابلة صحفية مع وزير الحرب الصهيوني ليبرمان اليميني العنصري المتطرف صاحب فكرة الترانسفير وتطهير فلسطين من اصحابها الاصليين لينفث سمومه في وجوهنا ومن منبر فلسطيني ويصر الصحفي ان يسميه بوزير الدفاع (الاسرائيلي).
لم يكن الحدث عابرا ووليد لقاء غير منسق له كما يدعي محمد ابو خضير الصحفي الذي اجرى اللقاء بل هو نهج تطبيعي لكسر عزلة المغتصب الصهيوني الثقافية والاعلاميه ومحاولة مدروسة لتطويع هذه الجبهة وتحويل هذه الصحيفة الى منصة انطلاق لخرق الجبهة الثقافية والاعلامية الفلسطينية عن سابق تصميم وتحدي للجبهة الثقافية الفلسطينية وهذا واضح من ردود محمد ابو خضير على سلسلة الاتهامات التي وجهت له من جهة وموافقة ابو الزلف على نشر هكذا مقابلة على متن صحيفته من جهة أخرى مما يؤكد ان صحيفة القدس تقود حملة للتطبيع الثقافي والاعلامي مع العدو المغتصب وتخرق جبهة مقاطعته.
لم يكن هذا الحدث الوحيد في سلسلة التطبيع مع المغتصب الصهيوني فقد اعتادت سلطة اوسلو على فرض حالة من التطبيع عبر لقاءات ومؤتمرات/لقاء هرتسيليا/عزاء عباس لبيريس ووو الا انه الاول في خرق الجبهة الثقافية الفلسطينية التي من المفترض ان تكون الدرع الحصين والقوي في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في مواجهة اعتى احتلال لا ان تصف وزير الحرب النازي العنصري بوزير الدفاع(دفاع عن من يا ابو خضير) وتنشر المقابلة صحيفة مقدسية من المفترض انها فلسطينيه يطلق من خلالها سمومه وتهديداته ويحصد مكاسب سياسيه واعلامية مجانية لسياساته وكيانه امام العالم.
ان محاولة صحيفة القدس ليس خرقا للجبهة الثقافية الفلسطينية فقط بل والعربية والعالمية التي حرصنا دوما على تحفيزها على رفض التطبيع مع العدو المغتصب وهي تحد ايضا لكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني التي وللاسف تقف شبه عاجزة عن التصدي للتطبيع وبكل اشكاله.
ان التطبيع مع العدو الصهيوني المغتصب يسري في جميع مناحي حياتنا ويتغلغل كالسرطان في جميع مؤسساتنا والتصدي له هو اولى المهمات لكل شرفاء ومؤسسات العمل الوطني الفلسطيني والعربي عبر تشكيل اوسع جبهة لرفض التطبيع بكل اشكاله وفرض المقاطعة على كل من يحاول اختراق هذه الجبهة لتعيد الامور الى نصابها الصحيح وكرد اولي على ما قامت به صحيفة القدس على كافة الاطر النقابية من صحفيين وادباء ان تبادر الى اطلاق اوسع حملة لمقاطعة الصحيفة وكل الكتبة الذين يتعاملون معها والتشهير بهم وعدم الاكتفاء بادانات خجولة للصحفي الذي اجرى اللقاء او للصحيفة حتى لا يصبح المطبعون اصحاب قضية ويحاكمون شرفاء هذه الامة لانهم مناهضون للتطبيع كما حدث مع عادل سماره وقبله الزعبي.