جيش الصهاينة حول دوار الكويت في غزة إلى دوار الإبادة
🔴 نضال حمد:
عدد من المجازر المروعة ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني على دوار الكويت في غزة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى، من السكان المدنيين الذين كانوا يبحثون عن الطعام والمساعدات الغذائية القادمة بالشاحنات، لتوزيعها عليهم ولايصال ولو شيء يسير منها لأطفالهم الجياع والمجوعين والمعطشين، الذي ما عادوا يتذكرون شكل اللحم والدجاج والخبز والأرز. وإن استمرت الحالة مظلمة هكذا سوف يموتون جوعاً وهذا بالنهاية هو هدف الاحتلال الصهيوني إما قتلهم بالقصف أو بالجوع أو احبارهم على الهجرة من غزة.
في القرن الحادي والعشرين وفي شهر آذار الحزين، المصبوغ بالدماء في غزة جيش الاحـتلال اليهودي الصهيوني يرتكب مجزرة جديدة بحق مدنيين فلسطينيين تجمعوا للحصول على إمدادات إنسانية قرب دوار “الكويت” ما خلف أكثر من 60 ضحية و160 إصابة. امتزجت دماء الضحايا بالطحين فصارت ألوان أكياس الكحين حمراء وبيضاء بعدما كانت بيضاء.
هذا الجيش اليهودي الهتلري الصهيوني النازي استهدف المدنيين بالأسلحة الرشاشة من الطيران المروحي والدبابات والمسيرات من نوع (كوادكابتر) وقتل بعضهم دهسا بحسب ما وثقه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من إفادات أولية، متعمدا مواصلة ارتكاب مجازره في خضم ظروف مجاعة لا مفر منها.
عندما نعود بالذاكرة الى سنة النكبة والتطهير العرقي والتصفية والطرد والترانسفير نجد أن كل ما يفعله جيش الاحتلال اليوم كانت تفعله العصابات الارهابية اليهودية التي تألف منها هذا الجيش في أعقاب احكام الصهاينة سيطرتهم على أرض فلسطين سنة ١٩٤٨ واحتلالها بمساعدة مميزة وخاصة من بريطانيا التي كانت تستعمر وتحتل فلسطين وبمعونة ودعم واسناد من كل الدول الغربية والأوروبية بما فيها الاتحاد السويفتي وستالين آنذاك.
واليوم حين نشاهد مجازر الصهاينة اليومية في غزة لا نستغرب لأن العدو هو نفسه والاسلوب كذلك هو نفسه وحلفاء “اسرائيل” هم أنفسهم لم يتبدلوا ولم يغيروا سياساتهم بل اصبحوا أكثر علانية في دعمهم للابادة ودرائم الحرب الصهيونية في غزة. غفهم يرون بأم العين ما توثقه الكاميرات من استهداف “إسرائيلي” للمدنيين أثناء محاولتهم الحصول على إمدادات إنسانية. وقد تكررت الاستهدافات لليوم الخامس على التوالي، في وقت ارتفع إجمالي عدد ضحايا “مجازر الدقيق” في غزة إلى أكثر من 500 ضحية ومئات الجرحى، وقد تحولت شاحنات توزيع المساعدات الى شاحنات لنقل الموتى والجرحى.
إذا كان هناك مجتمع دولي في هذا العالم الآيل الى السقوط فأنه بالتأكيد يتحمل مسؤولية حرائم “اسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا في غزة. هذه الدول مسوؤلة مباشرة عن ابادة الفلسطينيين في غزة. فهي التي تقدم كل اشكال الدعم والاسلحة للجيش “الاسرائيلي” وهي التي تسانده في تجويع أهل غزة، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من اكتوبر الفائت.
الصهاينة لا يحترمون القانون الدولي ولا يلتزمون به منذ ١٩٤٨ ولن يحترموه ولن يلتزموا به ماداموا يشهرون أنهم أقوياء وأن هناك من يحميهم في البيت الأبيض ومن يمولهم في برلين ومن يدافع عنهم ويبرر جرائمهم في بروكسل وفي لندن وفي عواصم غربية أخرى… وحتى في بعض العواصم العربية التي تصهينت قبل وبعد صفقة القرن الملعونة.
نضال حمد
١٥-٣-٢٠٢٤