جيش سورية.. جيش الوحدة الوطنية – رشاد أبوشاور
أتابع على الهواء مباشرة ما يجترحه الجيش العربي السوري من معجزات في ميادين القتال مع التكفيريين العملاء، ومثل كثيرين أتنقل، هذه الأيام، كما في السابق، بين فضائيات: الميادين، السورية، المنار، الإخبارية، سما..RT الروسية، مع المراسيلين والمصورين الميدانيين الشجعان، متابعا دقيقة بدقيقة معركة تحرير تدمر، عروس الصحراء، العريقة، التي لها تاريخ مقاوم في وجه الإمبراطورية الرومانية، بقيادة ملكتها العربية الشجاعة زنوبيا…
ها هم ضباط وجنود الجيش العربي السوري يصعدون القمم الكثيرة المحيطة بسيدة الصحراء تدمر، ويلفتني أن أحد الضباط يردد لأحد المراسلين: ها هي تدمر..إنها في العين.
تدمر، وكل المدن والبلدات والقرى السورية في عيون الجيش العربي السوري، وفي قلوب هؤلاء الأبطال الذين يبهرني اندفاعهم في الميدان، وتسابقهم مشاة، وقادة دبابات، ورماة صواريخ، وسادة مدفعية..وضبّاطا قادة ميدانيين.
هذا ليس كلام إنشاء، هذا بعض ما يمكن وصف مقاتلي الجيش العربي السوري به، الذين لم يتعبوا، ولم يملّوا، على امتداد خمسة أعوام من القتال الضاري مع وحوش التكفير المستاجرين من آل سعود، وقطر، واردوغان العثماني، والذين يتعالجون في مستشفيات العدو الصهيوني، وقادة معارضتهم يزورون الكيان الصهيوني ويعلنون استعدادهم للتنازل عن الجولان مقابل مساعدتهم في الاستيلاء على ( الحكم)!…
بينما معركة تحرير تدمر تحتدم، ووحدات الجيش العربي السوري تسيطر على قلعة تدمر التي تبشّر بتحرير المدينة العريقة في الساعات القليلة القادمة، لا يشعر معارضوآل سعود بالخجل والحرج وهم يطالبون بإعادة بناء الجيش العربي السوري على أسس جديدة!!
الجيش العربي السوري الذي حما سورية، وشعبها، وأنقذها من التدمير التكفيري، وأفشل مخطط آل سعود، وأردوغان، ومشيخة قطر، ومن خلفهم أمريكا، والكيان الصهيوني..يريدون إعادة بناء هذا الجيش!
على وفق أي عقيدة يريدون بناء هذا الجيش العظيم؟
..على قياس آل سعود، وخيارهم مع الكيان الصهيوني؟!
أم، يا ترى، بإدخال مجموعات داعش والنصرة وأخواتهما، أمثال جيش الإسلام ..لتغيير بنية هذا الجيش الوطني، القومي العربي، الذي بني منذ تأسس على دور سورية القومي، وفي القلب منه: تحرير فلسطين؟!
هذا الجيش العربي السوري هو جيش مقاومة..أتراهم يريدونه جيش ( تطبيع) مع الكيان الصهيوني؟ بحيث يحرس الحدود للعدو، ويسدد بنادقه إلى ظهور وصدور المقاومين الفلسطينيين والعرب؟!
الجيش العربي السوري صقل خبراته في الميدان، ورعب الكيان الصهيوني لا يخفى من تراكم خبرات هذا الجيش العظيم، وما حققه من قدرات قتالية يدخرها لمواجهة العدو المُحتل، هو الذي لا يغيب الجولان عن ضميره، والذي يردد اسم فلسطين مع كل قذيفة مدفع، ورصاصة بندقية…
ليس الشعب العربي السوري وحده من يعرف قيمة وقدر جيشه، بل إن أوربة التي باتت ترتجف من الإرهاب الذي يضرب قلب عواصمها بفعل الإرهابيين الذين تدفقوا منها إلى سورية، عبر الحدود التركية، تدرك الآن بعد مصائبها، أن الجيش العربي السوري هو القوة المتقدمة في مواجهة الإرهاب، وأنه وحده من يستحق لقب : حامي الإنسانية من الإرهاب، وخط دفاعها الأول…
هذا الجيش العظيم، الجيش العربي، بالتاكيد موضع تطلع من كل الجيوش العربية، التي تتمنى أن تنال شرف مشاركته في معركة الدفاع عن مستقبل العرب، وكرامتهم، واسترداد حقوقهم، وعن ودورهم في عالمنا المعاصر…
و..نواصل متابعة انتصارات هذا الجيش البطل، وهو يحرر تدمر، ويشق الطريق إلى دير الزور، والرقة، والحدود العراقية، و..يصل ما بين تدمر وأختها الشام..شامة مجد العرب، مبشرا بالنصر المؤزّر القادم ..وغير البعيد، ببطولاته المعجزة المبهرة، جيش سورية كلها، وشعبها كله..جيش الوحدة الوطنية، والحاضر والمستقبل الوطني الذي لا مساومة عليه.