جِنينُ وَشِيرينْ – شِعْر صَلاح حَمد*
“جِنينُ” يا مَنْبَتَ الأبْطالِ يا بَلَدي
يا أُخت غزة يا أم القرابين
“جِنينُ” : “عكا ” لها قَول تُرددُهُ :
البَحْرُ يَهْدْرُ خوفاً مِنْ سَلاطيني
والأقْتِحَاماتُ ما أثْنَتْ عَزائمَنا
هَيهَاتَ تُخمَدُ نارٌ في الشَرايين
أَعيَتْ سَواعدُنا بطشاً تمارِسُهُ
قُطعَانُ سَوْءٍ وَشَّرً كالشَياطينِ
فأغتَلُتموُا شَاهداً أَحصى جرائمكمُ
عشرون عاماً يُدّوي صَوّتُ شيرينِ
شيِرينُ صَوْتُكِ أقوى مِن بنادقهمْ
أَفْحْمتهمْ بِذَكاءٍ بالبَراهينِ
تَأَلقَتّ ، أَرقَتهُم في مضَاجعِهمْ
وَصْوتَها ذاعَ في شَتىَّ المَيادينِ
وَطارَدوا نَعْشها في كُلً مَرَحلةٍ
وَفوقَها رَفرَفَ العَلمَ الفَلسْطيني
ألعرس في القدس فرّحنا ووحّدنا
وهي الشهيدة في البيت ِ الفلسطيني
جُنٌوُا وَهلْ دولةُ في الكون تشَبههم
في حضرةِ المّوتِ ضَاقوا بالجثَامينِ
تباً ، ومقبرة الآرقام تفضحهم
ماذا سَينفَعهمْ حَجزُ المَيامينِ
مُوتُوا بِغيظِكمُو ، إنّا نُلآحقكمْ
إنًّ الشهادةَ في عُرفي وفي ديني
يَطْغي العَدُوُ ويسْتقوي بِصاحبه ِ
ويَستغيثُ لِمَرأىَ مِن سكاكيني
فلا ” الجناياتُ ” تحمينا وتنصِفُنا
يا شهرَ أيّارَ أَربَعةِ وسَبعْينِ
مَن لا يُصدق أَنّ القُدسَ عاصمتي
أَعمى ، دَعّيٌ ، مُجافٍ للفلسطيني
وهذهِ أُرضُ أجدادي أموتُ بِهَا
وأسْتميتُ وأَحميها وتَحميني
شِيرين تَبقَى على عَهْدٍ تُجسّدُهُ
إذْ عَمًدتْ قدسَها في أرضِ جِينينِ
وَددْتُ لو ينطق ألأقصى لقال لكمْ
اللهُ بارَكني واللهُ يحميني .
دبي 15/06/2022
*حاشية : صلاح حمد شاعر فلسطيني واستاذ جامعي
صدر له عن دار المواسم في َأيار 2006 (بيروت)
مجموعة شعرية بعنوان ” كلمات تبحث عن معنى” .