حتى قبل جولة المبعوث – عادل سمارة
نعم، حتى قبل أن يبدأ مبعوث أمريكا والصهيونية جولته التطبيعية، وقبل احتمال نجاحه ومن ثم بدء الولولة من كثيرين، ولطم الخدود وجلد الشعب ومديح الأعداء وإشاعة الياس، فإن الحدث قد ولَّد إيجابيات أكثر من سلبياته حتى لو حصل ودخل هذا العميل هذا البلد أو ذاك. إن المواقف النقابية والعمالية والثقافية في البلدان التي يُزمع تدنيسها بحوافره هي بداية بناء حائط الصد العربي. فدائما، يقود الحدث إلى مفاعيل لا يتم رسمها او توقعها مسبقاً. فليس بلا قيمة ابداً انكشاف موقف الرئيس التونسي وهو من مخلفات بورقيبة اول من طالب علانية بالاعتراف بالكيان، وهو حاكم غير نفطي!. وحتى شبه الصمت من الرئاسة الجزائرية والذي قد يكون اختبار موقف الشعب هو أيضا استخذاءً.
كل هذه الأمور تسقي الوعي العروبي ماء الحياة. وهنا علينا الانتباه أن من البؤس الوعيوي أن نعتقد باننا سنعيد للشارع حيويته وعروبته في فهقة برق أو لمعة سيف أو حدث واحد. فالمعركة طويلة وتراكمية.
لم تمر بلا اثر مؤامرة “الربيع” العربي والتي هي كارثة انظمة وقوى الدين السياسي. ولكن استثمارها لم ينته بعد. وعلينا ربط هذا بما سيقوم به هذا العميل المريض. وأن نربط هذا بحقيقة أنه مبعوث امريكي صهيوني وهدفه الأنظمة التي لم تركع للتطبيع. فلم يضع المغرب على أجندته ولا الأردن. أما مصر فمقصود تلطيخها ذلك لأن مصر هي الرعب الحقيقي لأن نهوضها يحسم المرحلة فلا بد من مواصلة استهدافها.
إن هذا الحدث هو اغتصاب للحكام الذين لا يرغبون كشف انفسهم، وبالتالي هذا تعميق للطلاق بين الشعبي والرسمي وهذا ما يجب ان نجعله طلاق بينونة كبري بل اشتباكا. وإذا كان هذا العميل بصدد توسيع دائرة التطبيع، فإن ما يحصل هو توسيع دائرة الاشتباك والصد والرد. لا أُبالغ بالقول إن هذا الحدث هو جزء من مخطط الثورة المضادة في حربها ضد محور المقاومة الذي يؤكد النهوض العروبي وهذا ما يضع الثورة المضادة ووكلائها في مأزق بين: هل يُديرون حربا موسعة أم ينتظروا خشية النتائج. وسيان كان موقفهم هذا أو ذاك، فالمهم انما يجري هو التراكم الكمي على طريق الاشتباك الشامل.
ملاحظة: أتحدى كل اليائسين وخاصة عملاء ما تسمى الديمقراطية أن يجرؤ اي حاكم على استفتاء الشعب على التطبيع؟ وعلى المقاومة.