حجازى ولباس الاعدام الأحمر – الدكتور رأفت حمدونة
لا زلت أذكر تلك الكلمات لأول أسير للثورة الفلسطينية محمود بكر حجازى التى وجهها لزملاءه الأسرى ” أنتم فرسان فلسطين ، وقد ضحيتم من أجلها وهى تستحق الكثير ، فأنتم أبطالها الحقيقيون ، ، وعليكم أن تتحملوا … والله كبير ، ولكن على الجميع أن يدرك أن قضية الأسرى ليست مختزلة بعوائلهم بل هى قضية الكل الفلسطينى بدون استثناء.
حجازى المختلف عن باقي الأسرى بأنه واجه خطر الإعدام استنادا إلى قرار محكمة عسكرية “إسرائيلية”، وارتدى اللباس الأحمر تمهيدا للإعدام، وقامت الثورة الفلسطينية بتوكيل المحامى الفرنسى الشهير جاك فيرجيس (بالفرنسية: Jacques Vergès) المعروف بـ (محامي الشيطان) ، والذى اكتسب شهرة من خمسينيات القرن العشرين عبر دفاعه عن مناضلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية أثناء حرب التحرير الجزائرية، وقد تزوج المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد وأسلم وحصل على الجنسية الجزائرية ، إلى أن سلطات الاحتلال “الاسرائيلى” رفضت وكالته ودفاعه ، وفى النهاية نتيجة لخلاف في الأوساط “الإسرائيلية” بقى (حجازي) حيا ليتم مبادلته في العام 1971 مقابل الجندى (صموئيل روزن فايزر) البالغ من العمر 58 عامًا من سكان كريات موتسكين، والذى تم اختطافه من منطقة المطلة على الحدود اللبنانية الفلسطينية في 1 / 1 / 1970 ، في ليلة رأس السنة بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق حركة فتح، وقد حملت فيها رئيسة الوزراء “الاسرائيلى” غولدا مئير ووزير الحرب موشيه ديان مسؤولية الاختطاف الذي نفذه مناضلون غادروا أراضيها، في حينها تم تكليف لواء جولاني بالمهمة لاعادته، وأطلق على العملية اسم “دبل باس 10” ، وشارك في العملية جنود من الكتيبة 17 ، والكتيبة 51 ومقاتلي فوج جولاني، وتم اغلاق أبواب معظم المنازل ، وهجروا السكان وهدموا المنازل ، وتم تفجير محطة توليد الكهرباء بالرادار اللبنانية وكان الضغط كبير على حركة فتح لتسليم المجند (روزن فايزر ) دون جدوى .
فالرحمة لروح قائد الأسرى ومقيم زنزانة رقم 139 بسجن الرملة المركزي، وأحد قامات النضال الفلسطينى ، والمدافع الشرس عن فلسطين الذى اعتقل في يناير 1965 ، والذى قام بتنفيذ عملية فدائية نوعية مع مجموعة من الفدائيين بنسف جسر مركزي بالقرب من بلدة بيت جبرين، والذى كانت تستخدمه قوات الاحتلال “الإسرائيلي” ممرا رئيسيا لها .
_______________________________
مركز الأسرى للدراسات