حدائق توراتية تبتلع أملاك المسيحيين وتحيط بمدينة القدس المحتلة
وأهالي حي الشيخ جراح في مواجهة الاحتلال ومحاكمه … إعداد: علي إبراهيم
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وشهد أسبوع الرصد مشاركةً فاعلة لطلاب معاهد الاحتلال التلمودية، وأداء المقتحمين الصلوات اليهودية العلنية في ساحات المسجد الشرقية. وكشفت صحفٌ عبرية عن خطة “إسرائيلية” للسيطرة على أملاكٍ مسيحية على جبل الزيتون، في سياق إقامة حديقة توراتية في المنطقة. وعلى الصعيد الديموغرافي، تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وشهدت قضية حي الشيخ جراح استمرار المناوشات بين أهالي الحي وقوات الاحتلال، التي تحمي عضو “الكنيست” المتطرف إيتمار بن غفير، وعلى الرغم من إصدار محكمة الاحتلال قرارًا بتجميد تهجير عائلة سالم، إلا أن الأهالي أعلنوا مواصلتهم الرباط والتمسك بمنازلهم. أما على صعيد التفاعل تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على استمرار مبادرة “الفجر العظيم” للأسبوع الثامن على التوالي، وعلى توقيع كتاب “التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس” الصادر عن مؤسسة القدس الدولية في العاصمة الأردنية عمان.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 16/2 اقتحم الأقصى نحو 250 مستوطنًا، من بينهم 125 طالبًا في معاهد الاحتلال التلمودية، أدوا صلواتٍ يهودية علنية في باحات المسجد الشرقية، بحماية قوات الاحتلال. وفي 17/2 اقتحم الأقصى 274 مستوطنًا، من بينهم 131 طالبًا في معاهد الاحتلال التلمودية، تجولوا بشكلٍ استفزازي في أرجاء المسجد الأقصى. وفي 21/2 اقتحم الأقصى 115 مستوطنًا، من بينهم 20 طالبًا يهوديًا، و19 عنصرًا من شرطة الاحتلال، نفذوا جولاتٍ استفزازية في باحات المسجد، وتلقوا شروحاتٍ عن “المعبد” من قبل مرشدين من “منظمات المعبد”، ثم أدوا طقوسًا يهودية قرب مصلى باب الرحمة.
ومع اقتراب شهر رمضان، الذي يشهد تزامنًا مع “عيد الفصح” اليهودي في هذا العام، بدأت سلطات الاحتلال بمحاولة تهدئة الأوضاع في المدينة المحتلة، لتلافي ما جرى في شهر رمضان الماضي، من توترات في ساحة باب العامود وفي الأقصى، ومن ثم اندلاع الهبة الفلسطينية الشاملة، ففي 17/2 قررت شرطة الاحتلال عدم نصب حواجز حديدية في ساحة باب العامود في القدس المحتلة، في شهر رمضان، وبحسب مصادر عبرية أن القرار جاء على خلفية الهبة التي جرت في عام 2021 على أثر تركيب شرطة الاحتلال قواطع حديدية في الساحة.
وفي سياق متصل بإقامة الحدائق التوراتية، كشفت معطيات من القدس المحتلة أن جمعية “إلعاد” الاستيطانية تدير مزرعة تعليمية للشباب المستوطنين، برعاية من بلدية الاحتلال في القدس، وكشفت صحيفة “هآرتس” أن النشاط الاستيطاني قائم على أراضٍ تسعى المنظمة المتطرفة للسيطرة عليها، وإلى جانب “إلعاد” تشارك في المشروع “سلطة الطبيعة والمتنزهات” وبلدية الاحتلال، وتمتد المنطقة الزراعية ما بين جبل صهيون وحي أبو طور وبلدة سلوان.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف سلطات الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 17/2 هدمت جرافات الاحتلال منشأة تجارية في بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، تعود لعائلة قصاص، وإلى جانب المنشأة دمرت جرافات الاحتلال خزانًا يُستخدم لتخزين السولار، وبحسب مصادر فلسطينية كانت المنشأة تعيل نحو 20 عائلة فلسطينية.
وفي متابعة لأبرز مستجدات قضية حي الشيخ جراح، في 20/2 اندلعت في الحي مواجهات عنيفة، على أثر وضع عضو “الكنيست” المتطرف بن غفير مكتبه مقابل منزل عائلة السعو، واعتدت قوات الاحتلال على عدد من الفلسطينيين الذين واجهوا خطوة بن غفير الاستفزازية. ومع استمرار محاولات بن غفير إشعال الأوضاع في القدس المحتلة عبر نصبه خيامًا في مواضع مختلفة منه، استحصلت عائلة سالم في حي الشيخ جراح في 22/2 على قرارٍ لتجميد أمر إخلاء العائلة من “كبانية أم هارون”، في حي الشيخ جراح إلى أجل غير مسمى، مقابل وضع مبلغ تأمين في صندوق محكمة الاحتلال إلى حين البت النهائي بالقرار، وعلى الرغم من فرح العائلة والناشطين بالقرار، إلا أنهم ما زالوا متحفزين لأي محاولة من قبل سلطات الاحتلال لإخلاء العائلة قصرًا، وأن قرار التجميد محاولة لامتصاص حالة الالتفاف الشعبي حول العائلة.
التفاعل
في 18/2 شارك آلاف الفلسطينيين من القدس المحتلة، والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، في جمعة “الفجر العظيم” للأسبوع الثامن على التوالي، وحملت المبادرة عنوان “فجر حي الشيخ جراح”، معلنين تضامنهم مع الحي وسكانه، وشهدت هذه الجمعة مشاركة حاشدة على الرغم من إجراءات الاحتلال التي تحاول عرقلة وصول المصلين إلى الأقصى.
وفي سياق متصل بالتفاعل مع القدس والأقصى، تستعد نحو 140 مؤسسة وهيئة وجمعية أهلية في نحو 30 دولة لإطلاق فعاليات “أسبوع القدس العالمي”، ومن المقرر فعاليات أسبوع القدس في 25/2، وتهدف الجهات المشاركة فيه ليكون الأسبوع مبادرة عالمية مفتوحة لجميع الفاعلين والداعمين لقضية فلسطين والقدس ميدانيًا وإلكترونيًا.
وفي 22/2 استضافت المكتبة الوطنية في العاصمة الأردنية عمّان، حفل إشهار وتوقيع كتاب “التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس” لمؤلفه الدكتور رياض ياسين، الصادر عن مؤسسة القدس الدولية، وأشار المؤلف في كلمته إلى أن دراسته تؤكد هوية المدينة وتكشف الجوانب السياسية والاجتماعية والفكرية فيها، مضيفا أن الكتاب يقدم قراءة عامة لتاريخ القدس منذ العصر الكنعاني، مرورًا بالحقب الرومانية والفارسية والإسلامية، وصولًا إلى مرحلة الاحتلال البريطاني.