حلب – شعر علي حتر
سوريتي.. أنت النتيجة والسببْ
أنت الهوى.. أنت القضية والأرب
.
أنت البداية للورى.. والأمس أنت
وأنت نور اليوم .. أنت المرتقب
.
جئتم إلى حلبٍ جرادا.. إنما..
كانت حجارتها لكم بيت اللهب
.
في دربكم.. وقفت كسَدّ.. كالجبال..
ومرمرتكم مرغتكم بالخيَبْ
.
جند ارتزاق.. جئتموها.. قُتّلا..
وعلى مشارفها.. تمزقتم خُبب
.
ونساؤها وصغارها، صمدوا قُوى
كحجار قلعتها.. وما عرفوا التعب
.
صبروا عطاشا جُوّعا واستبسلوا
عاثوا بكم.. وبوجهكم.. صنعوا العجبْ
.
رضعاؤها.. أطفالها.. صمدوا وما
بلغوا الفطام.. وسجدوكم في كربْ
.
والجيش حوّلكم شتاتا صُغَّرا
بالوعد أوفى.. واستمات وما كذب
.
كنت العطاء وتطربين تباهيا
كنت الصناعة والحياكة والأدب
.
جاؤوا ليمحوا الحب فيك بفُجرهم
ورجعت تعطين الحياة لمن طلب
.
من جاء حدّك عاديا متعديا
طاطا جثُوّا خانعا.. ذُلّا هرب
.
هذي دمشق عزيزة وعصية..
صاغت مع الأزمان عنوان الحقب
.
مختالة بسموها وبهائها..
وعلى هدى منوالها.. حاكت حلب