حل قيادة الأسرى – عادل سماره
هكذا فهمت من قرار حركة حماس، ولا أدري إن كان هذا قرار مختلف الفصائل أم لا. طبعاً التقدير عائد للأسرى والفصائل. لكنني تذكرت ما يلي:
كان أول إضراب جماعي في سجن رام الله آذار 1968 وحصل دون تنسيق حينما وضع الإحتلال اسيرا محطما ملفوفا في بطانية وكان أنينه بالكاد مسموعاً. لم نكن مرتبين بعد ولكن اقترحت على الرفيق تيسير قبعة أن نُضرب، وكان قد أُلحق بنا في القيادة المتقدمة للجبهة الشعبية هو واسعد عبد الرحمن لتعزيز القيادة المتقدمة برمز “ت.ع”، حيث اخرجونا للفطور في الساحة فراينا الأسير وقال وهل يوافق الأسرى، قلت لنجرب وقفت واقترحت فوافق الجميع. فاضطر الكيان لأخذ الرجل.
في تموز 1968 اتفقنا في سجن بيت ليد على إضراب من أجل الكتب على أن يضرب واحد عن كل قسم من الأقسام الثلاثة كبداية ليلحقه الجميع، وبدأت انا ولم يلحق أحداً حيث لم نكن قد اسسنا قيادة جماعية للسجن أو السجون. قاموا بإطعامي الحليب بالنبريج لكنني قمت بتقيؤه عمدا ورفضت الماء فأخذوني إلى سجن الرملة في زنزانة تحت السجن. وبعد سبعة ايام استلمت اول كتاب وأنا في زنازين مشفى الرملة وهو The Political Parties “الأحزاب السياسية” ل موريس دوفرجيه. كان أول اعتراض من مدير السجين “لاتحكي باسم غيرك، إنت مش مخامي” . بعدها أخذنا ننتظم في ممثلين للأقسام.
ولكن لاحقاً، تمكننا من فرض ممثلين للمعتقلات سواء لترتيب علاقات الفصائل أو مواجهة قيادة السجن.
بالمناسبة قبل عدة سنوات وصلتني الصورة أدناه من شخص اسمه حسني، وهي صورة اشتباك بين الأسرى وجنود الكيان وهي مطابقة تماما للاشتباك الذي حصل بيننا وبينهم في سجن بئر السبع 1971، فكتبت له ما يلي:
شكرا يا حسني. منظر الأحذية يذكرني باشتباك مع حراس سجن بئر السبع 1971 حين رفضنا الامثال للعدد فاقتحموا البركس بالهراوات وواجهناهم بالأحذية. البركس كان طوله لا يقل عن 40 مترا. وحطمنا طوب قواطع وحدة المراحيض وضربناهم بها، فقالوا سنطلق الرصاص وبعدها تفاوضنا وحصلنا على مطالبنا.
حينما قرر الجنود الصهاينة اقتحام البركس رجعنا للوراء وأخذنا نقذفهم بالأحذية، فتوقفوا. كانت مجموعة من كبار السن لم يرجعوا معنا للوراء مما عرضهم للهراوات. طبعا الكهول، ومنهم أبو جمال من بيت فوريك وابو محمد القدومي، اعتقدوا على طريقة ثقافتنا بأنهم لن يُضربوا احتراما لهم!!! بعد المشكلة أخذنا نتندر عليهم. كنا في البركس اكثر من مئة.
كان شاويش السجن مغربي اسمه بن عبو وضابط السجن ايضا مغربي اسمه بن عامي. وكنت انا شاويش الغرفة او البركس او الكاووش. طبعا كان جميع من فيه من المُعاقبين لأنهم يحرضون على الإضرابات عن العمل وخاصة في شبك الدبابات والأكل…الخ. قال الضابط، ماذا تريدون ووقف في وسط البركس والجنود معه. قلت له، ارجع الجنود إلى الخلف. قال أرجع السجناء، رجع الرفاق ورجع الجنود، وقفنا أنا وهو في وسط البركس، وبدأنا مناقشة المطالب. قال بوضوح: ان ترفضوا العدد يعني محاولة هروب تسمح بإطلاق النار. قلت لهذا اخترنا هذا القرار كي تضطروا لتنفيذ مطالبنا. ثم تقدم الشاويش ليشارك في التفاوض فناديت أحد الرفاق ليشارك. كان الجو متوتراً جدا، وكان من المحتمل الاشتباك الشخصي مباشرة. لاحظ الضابط أن التفاوض نداً لند. في النهاية وافق على المطالب وتم العدد.
أذكر هذا ليعرف المواطن الفلسطيني ما معنى التفاوض إذا كان لا بد أن يحصل. من الرفاق الذين كانوا معنا حينها الرفيق محمود فنون.
للأسف تغير كل شيء.
في الإعتقال الثاني 1979 في رام الله كان السجن مضربا خلال الأشهر الستة التي قضيتها.
لا أدري اليوم ما هو الأصح. أوردت هذا فقط للتذكير.
ملاحظة. لم أتمكن من وضع الصورة