حماس تقدم روايتها.. لماذا “طوفان الأقصى”؟
الميادين نت – حماس: هذه روايتنا.. لماذا “طوفان الأقصى”؟
حركة حماس تصدر مذكّرة بعنوان: “هذه روايتنا.. لماذا طوفان الأقصى؟”، تشرح فيها خلفيات إقدامها على هجومها العظيم على “إسرائيل”، يوم الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
أصدرت حركة حماس، مذكّرة بعنوان: “هذه روايتنا.. لماذا طوفان الأقصى؟”، شرحت فيها الأسباب المحقة والعادلة التي دفعت الشعب الفلسطيني ومقاومته إلى ملحمة “طوفان الأقصى”، بعد عقود من الاحتلال “الإسرائيلي” والجرائم والانتهاكات.
وأوضحت الحركة في المذكرة أنّ أحداث 7 أكتوبر 2023 يجب أن توضع في سياقها الأوسع، حاثّةً على استحضار حالات النضال التحرّري في العالم في التاريخ المعاصر.
وأكدت حماس أنّ حركتها حركة تحرّر وطني مشروعة الأهداف، وهي “تستمد شرعيّتها في مقاومة الاحتلال من حق شعبها بالدفاع عن نفسه”. وشدّدت الحركة على أنّ “مقاومة الاحتلال بالوسائل كافة، بما فيها المقاومة المسلحة، حق مشروع كفلته الشرائع والأديان وأقرّته القوانين الدولية”.
خطوة طبيعية في إطار التخلص من الاحتلال
أوضحت حماس أنّ “طوفان الأقصى” كانت خطوةً ضروريةً واستجابةً طبيعيةً لمواجهة ما يُحاك من مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، كما كانت لمواجهة مخطّطات “إسرائيل” على الأرض وتهويدها وحسم السيادة على المسجد الأقصى.
وأضافت أنّ “طوفان الأقصى” كانت ضروريةً من أجل إنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة، وخطوةً طبيعيةً من أجل إنجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم الحر، وحق تقرير المصير، بالإضافة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.
“طوفان الأقصى” جاءت أيضاً كخطوة طبيعية في إطار التخلص من الاحتلال “الإسرائيلي”، الذي قام عملياً “بتدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية من خلال الحملة الشرسة لمضاعفة الاستيطان والتهويد بالضفة الغربية”، كما أكدت حماس.
المعركة مع الاحتلال عمرها أكثر من قرن
عادت الحركة في المذكّرة إلى تاريخ فلسطين المحتلة، مبيّنةً أنّ معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال لم تبدأ في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يوم بدء “طوفان الأقصى”، بل “قبل ذلك بـ105 أعوام”.
في هذا الإطار، أشارت الحركة إلى أنّ الشعب الفلسطيني عاش 30 عاماً تحت الاستعمار البريطاني، و75 عاماً من الاحتلال “الإسرائيلي”، بينما عانى قطاع غزة حصاراً خانقاً منذ أكثر من 17 عاماً، ليتحوّل إلى أكبر سجن مفتوح في العالم، و5 حروب مدمّرة، كانت “إسرائيل” هي البادئة فيها في كل مرة.
وإذ أكدت حماس أنّ الشعب الفلسطيني عانى طوال عقود من كل أشكال القهر والظلم ومصادرة الحقوق الأساسية وسياسات الفصل العنصري، لفتت إلى أنّ الاحتلال قتل منذ عام 2000 حتى أيلول/سبتمبر 2023، 11299 فلسطينياً وجرح 156768 آخرين غالبيتهم، من المدنيين.
وإزاء كل ذلك، تساءلت الحركة: “هل كان المطلوب من شعبنا أن يواصل الانتظار والرهان على الأمم المتحدة ومؤسساتها العاجزة؟”.
هجوم 7 أكتوبر استهدف المواقع العسكرية
وعن أهداف المقاومة في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر، أكدت الحركة أنّ “طوفان الأقصى” استهدفت المواقع العسكرية “الإسرائيلية”، وسعت لأسر جنود الاحتلال ومقاتليه، من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وشدّدت على أنّ الهجوم تركّز على فرقة غزة العسكرية “الإسرائيلية” والمواقع “الإسرائيلية” في مستوطنات “غلاف غزة”، حيث “تمّ تجنّب استهداف المدنيين، وخصوصاً النساء والأطفال وكبار السن”، على اعتبار ذلك “التزاماً دينياً وأخلاقياً، يتربّى عليه أبناء حماس”.
كما أكدت أنّ “مقاومتنا منضبطة بضوابط وتعليمات ديننا الإسلامي الحنيف، وجناحها العسكري يستهدف جنود الاحتلال ومن يحملون السلاح ضد شعبنا”، لافتة إلى “أنّنا تعاملنا بصورة إيجابية مع ملف المدنيين الذين تم أسرهم في قطاع غزة، وسعينا منذ اليوم الأول لإطلاق سراحهم بالسرعة الممكنة”.
وفي هذا الشأن، شدّدت الحركة على أنّ ما يروّجه الاحتلال عن استهداف “القسّام” لمدنيين “إسرائيليين” في هجوم 7 أكتوبر “هو محض افتراء وكذب”، حيث إنّ مقاتليها لم يستهدفوا “المدنيين”، بل إنّ كثيراً منهم “قتلته قوات الشرطة والجيش “الإسرائيلي” بسبب ارتباكهم”.
والغارات “الإسرائيلية” أيضاً هي التي “تسبّبت بقتل عدد كبير من “الإسرائيليين” الذين تم أسرهم في 7 أكتوبر”، بحسب ما تابعت حماس، فيما اشتبكت أعداد من المستوطنين المسلّحين مع المقاومة في 7 أكتوبر، ومن “قُتل منهم سجّله الاحتلال كمدني”.
وفي حين عمد الاحتلال إلى الترويخ لأكاذيب مفادها أنّ “كتائب القسّام قطعت رأس 40 رضيعاً”، لفتت حماس إلى أنّه “ثبت يقيناً كذب هذا الادّعاء، وباعتراف المصادر الإسرائيلية”، كما ثبت أيضاً كذب الاّدعاء بـ”قيام المقاومين باغتصاب نساء “إسرائيليات”، وهو ما “نفته حماس بصورة حاسمة”.
أما في قطاع غزة، حيث قُتل “إسرائيليون” بنيران “جيشهم” أيضاً، فأظهرت عمليات القصف والتدمير عدم اكتراث الاحتلال بحياة أسراه، واستعداده للتضحية بهم”، كما أضافت الحركة في المذكّرة.
وأمام هذه الوقائع التي عرضتها حماس، أكدت أنّ “التحقيقات النزيهة سوف تؤكد روايتنا وكذب مزاعم الاحتلال”.
أصل الأزمة هو وجود الاحتلال.. والشعب الفلسطيني يقرّر مستقبله بنفسه
إضافةً إلى ما سبق، دعت حماس “كبرى الدول، ولا سيما الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وبريطانيا، إلى إعلان دعمها مسار التحقيق في الجرائم المرتكبة في فلسطين”، والمحكمة الجنائية الدولية إلى “القدوم بصورة عاجلة وفورية إلى فلسطين المحتلة، من أجل التحقيق في الجرائم والانتهاكات كافة”.
وتابعت الحركة بتأكيدها أنّ شعوب المنطقة والعالم “تدرك مدى كذب وخداع الحكومات الداعمة للعدوان، وسعيها للبحث عن مبرّرات من أجل تسويغ انحيازها للاحتلال”، مع الإشارة إلى أنّ هذه الدول “لا تريد أن تعترف بأن جذر المشكلة وأصل الأزمة، هو وجود الاحتلال ومصادرته حق شعبنا في العيش بحرية”.
ودعت إلى “معاقبة الاحتلال “الإسرائيلي” قانونياً على احتلاله، وكل ما ترتّب على ذلك من معاناة وضحايا وخسائر”، و”دعم المقاومة ضد الاحتلال “الإسرائيلي” بكل السبل المتاحة، باعتبارها حقاً مشروعاً”.
وتوجّهت إلى دول العالم الحر، وخصوصاً دول الجنوب العالمي داعيةً إياها إلى “أخذ موقف جاد ضد ازدواجية معايير القوى الداعمة للاحتلال”، مؤكدةً أنّ على القوى الكبرى “التوقف عن توفير الغطاء للكيان الصهيوني”.
دعت حماس أيضاً إلى وقف العدوان “الإسرائيلي” على غزة “فوراً، ووقف الجرائم والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، وفكّ الحصار، والسعي الجاد لإجبار الاحتلال على الانسحاب من القطاع”.
كذلك، حثّت على “الوقوف في وجه محاولات تهجير فلسطينيي الداخل، ومنع إيقاع نكبة جديدة بهم فلا تهجير لسيناء أو الأردن، أو أي مكان”.
كما دعت إلى رفض أي مشاريع دولية و”إسرائيلية” “تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزة، بما يتناسب مع معايير الاحتلال ويكرّس استمراره”، مشددةً على أنّ الشعب الفلسطيني يملك القدرة والكفاءة في أن يقرّر مستقبله بنفسه ويرتب بيته الداخلي بقراره ولا يجوز لأحد فرض الوصاية عليه”.