حملة “بزوغ الفجر”: تفاصيل حول الخطة العسكرية وإقرارها
مقالات صهيونية من صحافة العدو:
بقلم: يوآف ليمور
منذ اللحظة التي بدأ فيها التصعيد في غزة، الاثنين الماضي، بدأ قسم العمليات في “الشاباك” نفض الغبار عن ملفي كبيري “الجهاد الاسلامي” تيسير الجعبري وخالد منصور؛ كي يكون مستعداً لإمكانية أن تتقرر تصفيتهما. في ذاك المساء، بينما دخل غلاف غزة في حالة دفاع، أمر رئيس الاركان بتجديد أمر “حدث أسود” لامكانية معركة في القطاع.
جاهزية أولى لتصفية الجعبري كانت منذ الاربعاء الماضي، ولكن في إسرائيل تقرر الانتظار لاحتمال أن يتراجع “الجهاد الاسلامي”، وكذا لمراكمة شرعية دولية واستكمال انتشار القوات (بطاريات “القبة الحديدية” أساسا). وفي هذه الاثناء عرض الجيش الإسرائيلي ثلاث خطط مختلفة للعمل، وأوصى بالخطة الأعنف بين الثلاث. أُقرت توصيته من القيادة السياسية. من قاد جمع المعلومات وبناء الملف العملياتي، الذي ادى الى التصفية، هم رجال قسم العمليات في “الشاباك” برئاسة “ن”. وهذا قسم سري حتى ضمن إطار “الشاباك” نفسه. فبناء صورة استخبارية للتصفية موضوع مركب. لوحة فسيفساء من آلاف قطع المعلومات التي جمعتها أسرة الاستخبارات “الإسرائيلية” عامة و”الشاباك” خاصة، وهم أبطال العالم في تركيبها.
رجال العمليات في “الشاباك” خبراء في ايجاد شظايا المعلومات وجعلها معلومات استخبارية عظيمة القيمة؛ المقاتلون منهم مدربون في استنفاد المعلومات من الميدان وجعلها صورة كاملة. تأتي بعض المعلومات الاستخبارية من مصادر بشرية، والقسم الآخر من التنصتات أو من أعمال سايبر، ومن معلومات علنية، ومن اعمال مختلفة تنفذ في الميدان. في هذا الجانب، غزة هي منطقة معقدة أكثر للعمل من أي ساحة أخرى. بخلاف لبنان او إيران، المنفتحة على السياح، رجال الاعمال وغيرهم من الجهات – والذين هم امكانية كامنة دائمة لنشاط أجهزة الاستخبارات – فإن غزة محاصرة وشكاكة جداً، ومن يصل اليها يٌفنش ويلاحق بتشدد (مثلما حصل في الحملة الخاصة التي فشلت في القطاع في تشرين الثاني 2018 والتي قتل فيها المقدم محمود خير الدين).
في قسم العمليات في “الشاباك” يجمعون على مدى كل السنة معلومات عن اهداف محتملة؛ أين يسكنون ويعملون وأي سيارات يستخدمون، ومن هي عائلتهم وأصدقاؤهم – كل تفصيل قد يستخدم في شيء ما، في وقت ما. هذا جمع مضن لا ينتهي، وهو ينفذ ضد كل الاعداء في كل الجبهات، ولكن بطبيعة الحال بكثافة اكبر ضد قادة منظمات “الارهاب” انطلاقا من الفهم بأن ضربهم هو إنجاز مهم يمكن أن يغير الصورة.
أُديرت كل واحدة من عمليات التصفية هذه بالتوازي من الغرفة الحربية في قسم العمليات في “الشاباك”، ومن خندق سلاح الجو. تأكد “ن”، الذي قاد الجانب الاستخباري، من ان كل المعلومات محدثة وصلبة: الجعبري ومنصور يتواجدان في مكاني اختبائهما، وان لا خطر يهدد المس بالآخرين. بعد أن نفذت الإدانة الاخيرة، نقلت العصا الى قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، الذي تحكم بالهجوم من الكريا.
عن “إسرائيل اليوم”