حملة بوتين العسكرية تفكك مفاصل الخوف والملاحقة فيما يخص معاداة السامية ووصف الصهاينة بالنازيين
بقلم الإعلامي: خالد الفقيه
النازيون مصطلح إعلامي اطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل وخلال حملته العسكريه في أوكرانيا وهو أمر لم يأت من فراغ بل عزز ما ذهب إليه من قبله المفكر الفرنسي روجيه جارودي عن الأساطير المؤسسه للصهيونية.
ومع إشتعال ساحات المعركة لجأ بوتين لإعادة الحياة لنظرية الإعلام السوفيتية والتي إعتقد كثيرون أنها لم تعد قائمة بل وأسقطوها من مناهج تدريس الإعلام في الجامعات مع تفكك الإتحاد السوفيتي على اعتبار أفولها وعدم العمل بها، والنظرية كانت تقوم على أن الحزب هي الأدرى والأقدر على تحديد ما يوجه للجمهور من معلومات وما يقدم له، وهنا بوتين فرض سيطرة تامة على المعلومات القادمة من ميدان المعركة أو ما يدور في أروقة صناعة القرار الروسية بصورة وطريقة وضعت وسائل الإعلام العالمية في مواقف محرجة لا تستطيع فيها من الوصول لمعلومات محددة وواضحة وجعلها تخشى فقدان ما تبقى من مصداقيتها في حال قامت موسكو بكشف حقائق ووقائع تدحض التزييف والتضليل الذي تقدمه الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي من معلومات لجماهيرها، وهذا في حينه سيؤسس لإعادة بعث نظرية الإعلام الشمولية “السوفيتية” من جديد وإستقطاب المتابعين على المستوى الدولي نحو ما تقدمه روسيا ومحورها من معلومات.
ومن الروافع نحو صياغة الوعي الإعلامي وتدفق وسيل المعلومات الإعلامية بصورة أقوى وعلى شكل جديد للتربية الإعلامية للمتلقين على مختلف توجهاتهم وثقافاتهم وأعمارهم حدوث مواجهة متزامنة في الشرق كما هو متوقع عبر تحرك صيني لاستعادة تايوان في مشهد سيشل العالم ويجعله واقفاً على قدم واحدة دون حراك، فهناك في حال حدثت هذه المواجهة ستكون المعلومات الإعلامية ليست أكثر من تكهنات وبلا وقائع فعلية ما لم تزود بكين العالم بالعلومات التي ستصيغها بعناية ودقة موجهة.
وبالعودة لمصطلح بوتين في وصف الرئيس الأوكراني “زيلينسكي” وحكومته ومحازبيه وهم في جلهم من اليهود الذين درجت الحركة الصهيونية والرأسمالية العالمية على وصفهم بضحايا النازية الألمانية ومن يعاديهم يلاحق بتهمة معاداة السامية وإنكار “المحرقة”، فقد وضع المصطلح إسرائيل وأنصارها في العالم أمام تحد قيمي وأخلاقي وربما سيدفع بالكثيرين للتمرد على حراسة البوابة وتكميم الأفواه الممارس وأكثر من ذلك ربما المطالبة بالكف عن تعويض اليهود عن جرائم النازية وخصوصاً في ألمانيا.
بوتن بذلك كشف أن العداء بين الصهيونية والرأسمالية من جهة والنازية من جهة أخرى هو قناع مزيف وإدعاء. وأحرجهم حتى الآن فلم يحتجوا على وصف زيلنسكي وجماعته بالنازيين كمصطلح كان من المحرم الإقتراب منه ولا سيما في حال كان يمس يهود.
بوتين فرض حتى على وسائل الإعلام الصهيونية والغربية إستخدام مصطلحه “النازيون” وباتت تكرره في نقل خطاباته وبيانات حكومته وهذا سيجعل من المصطلح طبيعياً وسيغل يد الشركات والمؤسسات المتحكمة بمواقع التواصل الاجتماعي التي تطارد المحتوى الفلسطيني وغيره المناهض للجرائم الصهيونية بعد حملات ضغط ومناصرة ستجتاح العالم وتهدد عروش هذه الجهات الرقمية ما لم تستجب لحرية الرأي والتعبير.
نعم بوتين أسقط الرعب من إستخدام مصطلح النازيين بل وذهب أبعد من ذلك بلصقه بمن سوقوا أنفسهم لعقود على أنهم ضحايا النازيه. وعقد مقاربات بينهم وبين أدولف هتلر، فعنده لافرق بين النازي زيلينسكي اليهودي والنازي الألماني أدولف هتلر. وما لفت إنتباهي أن إسرائيل كدولة حاضنه لضحايا النازيه وفق إسطورتها المؤسسه لم تحتج على الوصف ولا حتى الغربيين الذين لاحقونا لعقود بتهمة العداء الساميه ولم يتفوهوا بكلمه.
ويبقى السؤال إلى أي حد يمكننا ويمكن للعالم التحرر من سيف “معاداة السامية” المسلط على أقلامنا واستثمار اللحظة وتغيير خطابنا ليكون أكثر واقعيه في وصف الجرائم الإسرائيلية والغربية بحق شعوب منطقتنا بعد سقوط زيف الحضارة الغربية وتغنيها بالتعددية. فحتى الفيفا أثبتت عدم حياديتها تجاه روسيا وباتت وكأنها عضواً في حلف الناتو، في حين لاحقت من رفضوا مواجهة صهاينة في ألعاب رياضية على خلفية مواقف إنسانية أو عقائدية ثقافية بحجة أن الرياضة لا علاقة لها بالمواقف السياسية.
نعم لقد حان الوقت لإحداث التغيير الثقافي والقيمي الذي أرسى لبناته الأولى الرئيس الروسي وتوظيفه في مواجهة الصهيونية العالمية وتباكيها على أسطورة مشكوك في صحتها وأرقامها.