خالد علاء الدين لماذا بكرت الرحيل؟ – نضال حمد
الحبيب خالد من يدري .. ربما تصلك هذه الكلمات ..
هذا الفجر، هذا الصباح، هذا اليوم فقدت قطعة من القلب والذاكرة.
علمت قبل قليل بالخبر الصاعق والصادم والمحزن والمفجع.
صديق الطفولة والمقعد الواحد في المدرسة بالمخيم (عين الحلوة) والمجموعة الأولى في صفوف تنظيم فلسطيني محترم، حيث كانت بداية التكوين والعنفوان وتكريس العلاقة الأخوية والرفاقية والصداقة القوية الأبدية ..
في يوم من الأيام علم خالد بوصولي الى دبي، كان ذلك قبل نحو ٨ سنوات، وبعد فراق استمر منذ سنة ١٩٨٢ …
قال لي “جاييك فورا” ..
استقل سيارته وسافر من مسقط في عُمان الى دبي حيث التقينا وبقينا ليومين معا.
العام الفائت التقينا في صيدا بلبنان وكان اللقاء الأخير.
أهديته مجموعة من كتبي .. تركته وسافرت في اليوم التالي وكان لبنان مشتعلاً بما سُمي في حينه ثورة، وكانت الطرقات مقطوعة .. لكنني بأعجوبة وبمغامرة محفوفة بالمخاطر وصلت مطار بيروت وسافرت الى اوروبا.
في اليوم التالي اتصل بي خالد وسألني عن حالي وسفري وقال أنه كان ” هكلان همي” .. قلت له وصلت يا أبا العلاء …
حرص أن يكتب دائما تحيات وكلمات تواصل وبالذات في أيام الجمعة وكانت آخر رسالة منه على الخاص يوم 27-11-2020. أما في مجموعة “أولاد صفنا، صف الأستاذ أبو ياسين” فقد كان خالد دائم الحضور وتميز بحسه المرهف ونكاته الجميلة. ومنها آخر نكتة أرسلها على المجموعة، كانت نكتة تحمل الكثير من المعاني ولكنها حزينة، لأنها تحاكي الوباء والموت .. جاء فيها ” إذا ضلت سنة 2020 مكملة هيك، حتكون سهرة رأس السنة مع وديع الصافي وملحم بركات والشحرورة”. ومن يدري يا أبا العلاء الحبيب فقد نقضي كلنا السهرة معنا في العالم الآخر.
يوم (4-12-2020) توفي خالد الحبيب نتيجة جلطة دماغية. ليدفن في مقبرة المخيم الذي أحببناه وعشقناه وعشنا فيه سنوات الطفولة وبداية نشأتنا.
مع السلامة يا خالد .. أعرف أنك لن تستطيع الرد على كلماتي هذه. لكنها ستصلك مع دمعتين من عيني، ومع نبضتين من قلب أتعبه موت الرفاق وفراق الأصدقاء واحدا تلو الآخر.
تعازيي الحارة لعائلتك وأهلك وكل أحبتك.
نضال حمد
4-12-2020