ختيارة فلسطين أم جبر وشاح… اعتداء على فلسطين – نضال حمد
يا للعار
لو خيرت بينكم وبين أم الأسرى لما اخترت غيرها .
هي صورة طبق الأصل عن فلسطين ونضال وتضحيات شعب فلسطين، أما أنتم ايها المتنمرون عليها وعلى ابنتها وأبناءها وبيتها وعائلتها صورة عن النشاز والسوء الذي اجتاح وطننا مؤخرا.
هي صورة عن طيبة ووفاء ووطنية أهل غزة العزة، أما أنتم أيها المولودون من رحم المرحلة السوداء صورة عن اللاطيبة واللا وفاء واللا وطنية لستم مثلها. فمن يعتدي على ختيارة فلسطين الكاملة، شجرة غزة المثمرة، أم المناضلين والأسرى عرباً وفلسطينيين ليس منا ولا يمكن أن يكون منا.
سنة 2008 كتبت مقالة عنها وذلك بمناسبة تحرير الرفيق والصديق سمير القنطار من سجون الصهاينة وعودته الى لبنان. كان سمير ابنا لها بالتبني كما 40 أسيرا عربيا في سجون الصهاينة. قلت في بداية مقالتي أن :
أم جبر وشاح امرأة فلسطينية تقيم في مخيم البريج في قطاع غزة منذ نكبة شعب فلسطين سنة 1948).
قضت تلك الأم الفلسطينية المثابرة والصابرة الكثير من تلك السنوات وهي تتنقل بين السجون والمعتقلات في زيارات لأبنائها الاسرى.
في واحدة من زياراتها لسجن نفحة سنة 1985 حيث كان يعتقل هناك ابنها الأسير المحرر جبر وشاح تعرفت أم الأسرى على البطل العربي الأسير سمير القنطار، عميد الأسرى العرب الذي كان مر على اعتقاله ستة أعوام. لم يتمكن خلالها من رؤية أو لقاء أي فرد من أفراد عائلته، بما فيهم والدته ووالده. بقي الحال كذلك الى أن تمكن من رؤيتهم يوم نال حريته بعد نحو ثلاثين سنة صمود وإباء وبعد سنتين من حرب مدمرة، شنها الصهاينة على لبنان ومقاومته التي أسرت جنديين صهاينة لمبادلتهم بسمير ورفاقه.
أبلغت أم جبر منذ اللقاء المذكور سمير بأنه أصبح إبنها الأول وجبر صار إبنها الثاني. واظبت على زيارته ككل أم فلسطينية كان لها أسير أو أسيرة في السجون الصهيونية. بقيت تفعل ذلك مدة خمسة عشر عاماً. وأستمرت بالزيارات عقب خروج إبنها جبر من السجن.).
أم جبر وشاح الذي اعتدى عليك اعتدى على فلسطين. اعتدى على الحركة الأسيرة، اعتدى على الشهداء في قبورهم.. وليس غريبا على من اعتدى بالكلام على ابطال أمتنا وثورتنا أن يعتدي عليها. فمن سبق له وكفر وهاجم وشتم الشهيد الفذ سمير القنطار، ابن أم جبر وشاح بالتبني خلال ثلاثين عاما من الأسر في سجون الصهاينة أن ينتهك حرمة بيت آل وشاح، وأن يعتدي على ختيارة فلسطين أم جبر وهي في التسعينيات من عمرها. بيان حماس الذي يقول ان ام جبر وعائلتها خالفوا القانون ليس مبررا لشرطة حماس ان يعتدوا بالضرب عليها بالذات ولا على ابنتها. إلا اذا كانت حماس ترضى بأن تكون شرطتها كما شرطة جيش الاحتلال الصهيوني، التي تعتدي يوميا على نساء فلسطين. فتطبيق القانون اذا استعصى تطبيقه بالكلام يتم حينها اعتقال المتهمين واقتيادهم الى مركز الشرطة. لا أن يتم اذلالهم والتنكيل بهم والاعتداء عليهم-ن بوحشية. اين العادات والتقاليد والاحترام.
أنتم من يخالف وينتهك كل قوانين وعادات أهلنا وشعبنا. اما بيانكم التبريري فهو عذر أقبح من ذنب. ويؤكد أنكم قوم لا تعترفون بالأخطاء ولا تعتذرون عما تفعلون. هذا الأمر ليس فأل خير ولا يطمئن أحداً. إذ تقتضي المروءة وكذلك الشجاعة أن يعترف الانسان بالخطأ الذي يرتكبه ويعتذر عنه. وفي حالة أم جبر وشاح كان يجب على حماس ان تكرمها وتعطيها حقها لا أن تنتهك حرمة بيتها وتعتدي عليها وعلى عائلتها بالضرب.. ولا أن تعتقل افراد العائلة التي تعرف غزة كلها أنها عائلة مناضلة.
يبدو ان بعض دواعش حماس أسوأ من ابي جهل وأبي لهب، ففي الجاهلية وعند كفار قريش كانت هناك عادات وتقاليد تفرض احترام حرمة المنازل والنساء حتى على أعتى عتاة قريش.. لقد قرأت اليوم واحدا من أجمل التعليقات التي كتبت عن الاعتداء على أم جبر وشاح، كتبه في معرض تعليقه على العملية الجبانة الاعلامي والأكاديمي الفلسطيني الصديق خالد الفقيه جاء فيه ما يلي:
( الاعتداء الوحشي على والدة الشهيد سمير القنطار بالتبني ووالدة المناضل جبر وشاح وجه اخر لعقلية الإقصاء للأخر وشاهد فاضح على ما يدور في كهوف الظلام من تعبئة داعشية لا مروءة فيها فحتى ابو جهل عندما لطم اسماء بنت ابي بكر طلب ممن كانوا معه أن لا يحدثوا بما رأوا وشعر بخسة ما فعل وراح يترجاها ويترجى من معه ان لا يفضحوه بين الناس
(.وكان رفض اقتحام بيت النبي ليلة الهجرة وقال لمن اقترحوا ذلك “أتريدون أن تقول العرب أننا روعنا بنات محمد؟
حماس ليست فقط يحيى عياش والسنوار. للأسف مثلما فيها شهداء عظام وكبار ففيها أيضا متخلفين ومستكبرين ومتطرفين، ومغلقين لا يؤمنون بالآخر ولا يحترمون الآخرين. لذا يبقى نعل أم جبر وشاح الذي تغبر في السجون والمعتقلات وزيارات الاسرى العرب في سجون الصهاينة على مدار عشرات السنين، على رأسهم بطل العرب وفخر كفاحهم ومقاومتهم الشهيد (سمير القنطار). يبقى نعلها بكل المستكبرين الجهلة والسفلة والمنغلقين، رافضي الآخرين، الذين اعتدوا عليها والذين يمكن تسميتهم (دواعش) حماس.
ألم يقم هؤلاء باغتيال المتضامن العالمي مع فلسطين الايطالي فيتوريو اريغوني
ألم يذهب بعضهم للقتال ضد سوريا والعراق؟
هل نغض النظر ونصم آذاننا عن دعوات بعض مشايخ الاخوان في فلسطين كلها عن وجوب قتال بعض العرب والمسلمين بدلا من قتال الصهاينة المحتلين؟
.هؤلاء الدواعش بلا أي تاريخ وطني وهم عار على وطن أم جبر وشاح
الفصائل في غزة اذا لم تتخذ موقف جاد ضد هذه الجريمة معناه انها ذنب (ذيل) لحماس وليست شريكا أو حليفا.
هذه الأم الفلسطينية العظيمة ليست أي امرأة لأنها أم للأسرى وللمناضلين ولها تاريخ نضالي عريق ومشرف من قبل ولادة حماس بكثير. أما الذين اعتدوا عليها وهي في التسعينيات من عمرها فلا تاريخ ولا حاضر ولا مستقبل لهم ولمن يمثلون في مجتمعنا الفلسطيني.
نضال حمد في 19-06-2020