خليفان وما لا يحلم به جندلمان! – عبد اللطيف مهنا
في مطلق مراحل انحدار، وحيث تتوافر مراتع الانهزامية، أو ما باتا هما السمة لراهن أزمنة العار العربية، موضوعي، بل وحتام، أن تطل علينا وجوه قميئة تنكأ بطلتها جراحات الأمة المقهورة وتزيد وجدانها المثلوم وجعا.. هي عادةً لهؤلاء الذين لا يعشعشون إلا في كهوف النخب وعادةً ممن يتكاثرون سفاحاً في زمني الصعود والهبوط..
في الأول، انتهازيون متسلقون، وفي الثاني، مثلهم، لكنما مجنَّدون أو متطوّعون، للقيام بما يلزم من أدوار تسبق وتواكب السقوط وترافق تراجيديا خيانة الذات.. هؤلاء لا ينطقون عن الهوى، بل بما يوحي لهم حكَّامهم المتصهينون.. هم مجرَّد مجسَّات، مطلقي بالونات، أبواق، مماسح، أو هم ما تتخيَّله وقد لا تتخيَّله من شوائن تطفح بنتانتها فضائيات التبعية، ويطن بها في رؤوسنا ذباب تخريب الوعي الألكتروني..
ما تقدَّم بيئته المفضَّلة الآن التطبيع مع عدو الأمة.. هو الآن زاحفاً وعلى قدم وساق، بعد “أم هارون”، و”مخرج 7” الخليجيين، كنيس، ومطعم كوشير في الإمارات.. التطبيع، قديمه وجديده، مكتومه ومعلنه، ارتقى الآن فأصبح موضة إماراتية.. له منطقه، أو خصوصية وقاحته، ولنأخذ عبقري الإمارات، أو رائد مجسَّاتها الكريهة، ضاحي خليفان، مثالاً:
يرى خليفان أن عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين “حاجة لا معنى لها”، ومبرره هو أن “فلسطين كلها أصلاً مع اليهود، وما بقي منها شي يحرز”، وإذ يتنازل في هذه الحالة عنها، يبرر ذلك باعتماده للرواية الصهيونية، فيتساءل مستنكراً، “هل اليهود أصلاً من هاواي؟”، وحيث باتو عنده من عظام الرقبة، ينصح العرب، “استخدموا الصديق الإسرائيلي بدل العدو الإسرائيلي”، ويتساءل مستغرباً “شنو المشكلة”؟!
قد يحسد نتنياهو محمد بن زايد على خليفانه، الذي يبلي بلاءً وقحاً في تشويه الصراع بما لا يحلم به ويقصّر عنه بوقه عوفير جندلمان.. أيها العربي اعرف عدوك.. اعرف امتداداته بين ظهرانيك.. اعرفهم، وليعلموا أن الأمة لن تستسلم لأعدائها ولن تغفر لخونتها.