خليل صمادي … الرواية الفلسطينية بلغة بسيطة … وراقية – علي بدوان
يواصل الصديق، صديق الوطن، والمخيم، الكاتب والمثقف الفلسطيني خليل صمادي، عطائه في ميدان الكتابة الهادفة، بكافة أجناسها المعرفية، وخاصة في مجالات الكتابات الأدبية، الهادفة، والتي تتناول نفحات طيبة من تاريخنا العربي والإسلامي.
في كتابه الأخير (مغامرات سندباد في القدس) روايةٌ خياليةٌ واقعيةٌ. روايةٌ خياليّةٌ منَ الواقعِ.. .
خياليةٌ: بشخصياتِها الَّتِي تجْذبُ اليافعينَ الصِّغارَ فِي مغامراتٍ شيقة، قامت الْحمامةِ أمِّ الْعُرِّيفِ عَلَى بساطِ الرّيحِ منْ دمشقَ إلى يَبُوسَ “مدينةِ السَّلامِ”، فأعْتَمِرُ الراوي المفترض قبعةَ الإخفاءِ عندَ الخطرِ، ويخلعُها عنْدَما يشْعرُ بالأمانِ والسَّلام.
وواقعيةٌ: إذْ أكتَشفُ الراوي المفترض، أشْياءَ كثيرةً عنْ هذهِ المدينةِ الَّتي لم يكن يعرِفُها كثيرًا مِنْ قبلُ، فأحْبب أنْ يعْرِفُها جيلٍ صاعد، فَالقدْسُ مدينةُ السَّلامِ، وَهِيَ جَميلةٌ جدًا، وأهلُها طيِّبون.
يريد الراوي، أن يُعرّف الناس على وحشية المحتل وقمعه للأطفال والاستيلاء على البيوت، وأن يُعرّفهم أيضا التطرف في مدارسهم الدينية التي يديرها الحاخامات. ليتم اعتقاله الإفتراضي (كما يجري في واقع الحال) في القدس. لكنه يستطيع الفرار من معتقلات الإحتلال بفضل قبعة الإخفاء مما يوقع سلطات الاحتلال في حرجٍ، فهم وعدوا منظمات حقوق الإنسان بالإفراج عن الراوي المفترض، ولكنهم لم يجدوه.
شخصيات الرواية :
سِنْدِباد: طفلٌ فلسطينيٌّ وُلِدَ فِي مخيمات لبنان، وانتقل إلى إحدى مخيماتِ مدينةِ دمشق.
كَنْعَان: جدُّ سِنْدِباد ولد فِي الْقُدْسِ، ولجأ لدمشق.
مريم: جدة سِنْدِباد.
أُمُّ الْعُرِّيفِ : حمامةٌ بيضاءُ تحبُّ الخيرَ وتكرهُ الشر.
الشَّيخ حُسَيْن: إمامُ وخطيبُ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.
صَبْرِي: غلامٌ يافعٌ، حفيدُ الشّيخ حُسَيْن.
صادقُ نُسَيبَة: حارسُ كنيسةِ القيامة.
الشّيخُ صَابِر: ناشطٌ فِي الدِّفاعِ عنِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى.
عبْدُ القادرِ: أمينُ بيتِ الشّرقِ فِي الْقُدْس.
النائب أحمد: عضوٌ عربيٌّ فِي المجمَّع.
جُبْران: صحفي.
أبو هُرَيْرات: ناشطٌ فِي العملِ الخيريِّ يهتمُّ بالقططِ والطيور.
أبو شكري، أبو سالم، يعقوب المقدسي: أصحابُ محلاتٍ فِي الْقُدْس.
محمد، سَمْعَانُ، حاتم، خليل: أصدقاءُ سِنْدِباد.
ليفي، شاؤول، أفخاي، إفرام عمير، كوهين… ضباطٌ فِي جيش الإحتلال.
شموئيل أورباخ، موشي، يعقوب بيرس، بنيامين: من عتاة المتطرفونَ.
في الرواية، يقول سندبادها
أَنَا سِنْدَبادُ، لاجىء فلسطيني في سورية، حَدَّثَنِي جَدّي كَنْعانُ حدثني عَنْ بِلادِنا كَثِيرًا فَتَشَوَّقْتُ لِزيارَتِها، اِمْتَطَيتُ بِسَاطِيَ الرِّيحيَّ مَعَ صَديقَتَي اَلْحَمامَةِ أَمِّ الْعرِّيفِ بِرِحْلَةٍ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى القُدْسِ لِمُدَّةِ عِشْرِينَ يَوْمًا، مَررْنا فَوْقَ الجُولَانِ المُحْتَلِّ وَفَوْقَ طَبْريَّةَ وَحِطّينَ وَاَلْنّاصِرَةِ وَجِنينَ وَنابُلُسَ، وَلَمّا وَصَلْنَا لِلْمَسْجِدِ الأَقْصَى شاهَدْتُ مَا يَقومُ بِهِ الغُرباءُ مِنِ انْتِهاكاتٍ وَاعْتِقَالَاتٍ، حَتَّى قَامُوا بِزَجِّي فِي المعتقل، وَلَكِنَّ صَديقَتِي أَمَّ اَلْعُرّيفِ سَاعَدَتْنِي فِي الهُروبِ إِذْ أَحْضَرَتْ لِي قُبَّعَةَ الإِخْفاءِ، والسَّجانونَ لَا يَعْلَمُونَ حَتَّى وَقَعوا فِي حَرَجٍ شَديدٍ عِنْدَمَا طَالَبَتْ بِي مُنَظَّماتُ حُقوقِ الإِنْسانِ بَعْدَ أَنْ تَداوَلتْ وسَائلُ الإعلامِ قصَّتِي الَّتي أُحِبُّ أنْ تقْرؤوها.