خمسون يوماً من احتلال مبنى جامعة ياغولنسكه في كراكوف
لا شيء يدل على أن الطلبة قد يتراجعون عن مطالبهم واحتلالهم للجامعة ولا شيء يدل أيضاً على أن عميد الجامعة قد يستعيد انسانيته ويوافق على مطالبهم ويقطع العلاقات مع الاحتلال أو يدين الابادة في غزة. الطرفان متمسكان بموقفيهما وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح.
احتلال الطلبة للجامعات في عدة مدن بولندية أكد للجميع مدى ارتباط عمداء وادارات الجامعات البولندية بمصالحهم الشخصية الضيقة على حساب حياة البشر والمبادئ والقيّم وحقوق الانسان.
تصرفات ومواقف عمداء الجامعات أدت أيضاً الى تمتين مواقف الطلبة وتعزيز صمودهم وتكثيف حركتهم وتوحيد صفوفهم في عموم بولندا، متواصلين مع طلبة جامعات عدة بلدان اوروبية وغربية، ينادون بدورهم بنفس المطالب ضمن حركة طلابية عالمية بدأت من الجامعات الأمريكية وانتشرت في بلدان العالم.
خمسون يوماً من العمل الدؤوب والحوار مع الناس بولنديون وأجانب ومع المارة قرب الجامعة، حوار بلغات عديدة، شاهدت بنفسي تلك الأجواء وشاركت مرات عديدة في النقاش مع الأصدقاء ومع الأعداء. كما حاضرت في ندوات عند الطلبة في مدن عديدة. كان آخرها أمس حين شاركت في قراءة أشعار محمود درويش بالعربية. وكانت أمسية مخصصة لشعر درويش باللغتين البولندية والانجليزية، قدمها الطلبة وقدمتها الطالبات. ولن تكون آخرها مشاركتي السبت والأحد اي غدا وبعد غد في نشاطات طلبة جامعة فروتسلاف.
في كلية الفلسفة والتاريخ في مبنى جامعة ياغلونسكه على شارع غرودزكا رقم ٥٠ حيث يحتل الطلبة والطالبات أقسام من المبنى والحديقة تضامناً مع فلسطين ونصرة لغزة منذ نحو شهرين. يفعلون ذلك رفضاً وضد العلاقات الأكاديمية الجامعية البولندية مع جامعات وأكاديمات الاحتلال “الاسرائيلي”، ومن أجل تحقيق العدالة لفلسطين… من أجل أن يقدم عميد الجامعة على أدانة الابادة في غزة وقطع العلاقات مع الاحتلال، كما فعل فور الهجوم الروسي على اوكرانيا. فقراره بقطع العلاقات مع الجامعات الروسية قرار سياسي وقراره برفض قطع العلاقات مع جامعات “اسرائيل” أيضاً قرار سياسي… وهو ازدواجي المعايير في الحالتين.
النضال طويل وليس سهلاً لكنه ليس مستيحلاً فعلى الطلبة الصمود والصبر وعلينا مساعدتهم وتقديم المشورة والعون والإسناد لهم وهذا ما فعلناه ونستمر في فعله منذ البداية وسوف نستمر حتى النهاية.
12 تموز 2024
نضال حمد