دولتان أو إمارتان أو مشيختان..- علي حتر
عدنان أبو عودة يقترح مراقبة ما سيجري في غزة مشيرا لوجود إحتمال قوي بان تتخلص اسرائيل من الضغط الداخلي والخارجي وتقبل بقيام دولة غزة الفلسطينية.
بدون أدنى شك، أن العدو يبحث عن استمرار تقسيم فلسطين إلى مشيخة دحلان أو خالد مشعل في غزة وإمارة عباس في الضفة الغربية..
لكن هذا مربوط بشرط.. هو أن هذا الكيان ما زال لا يعرف مصيره، وبالتالي لا يمكن له أن يتخذ قرارا بهذا المستوى الاستراتيجي..!!
مع احترام عدنان أبو عودة، الذي يتكلم كدبلوماسي.. أقول له إننا لا يمكن أن نتكلم في قضيتنا العميقة بدبلوماسية من أي نوع..
نحن أمام قضية تعاكس التاريخ..
قضية إقامة دولة في مكان يرفضها..
وقضية تجميع سكان مشتتين حاليا، لهذه الدولة من أنحاء العالم
وطرد سكان الأرض التي يريدون إحلال المشتتين فيه
وضمان ديمومة هذه الدولة بالقوة..
وضمان توفير موارد حياة مستمرة لها.. مادية ومعنوية.. وأمنية..
وضمان بقاء السكان المطلوب تشريدهم في مخيمات يحيط بها قوم لا يتوقفون عن التحرش بهم..
وضمان أن تنسى أجيال سكان الآرض قضيتها.. ولا يخرج أطفالها لمواجهة دبابات جيش تلك الدولة بالحجارة.. ويطعنون جنودها المدججين بالسلاح بالمساطر والسكاكين.. كما هو الحال بعد سبعين عاما..
وضمان ألا تنتج الأرض المحيطة بها مقاتلين مثل مقاتلي حزب الله وجيش سورية.. تخاف هذه الدولة منهم وحتى من حفيف أوراق أشجارهم.. كما حدث أمس عندما طالبت قيادات هذه الدولة بمنع زراعة الأشجار في جنوب لبنان..
.
.إن كل قرار تتخذه هذه الدولة المسخ يبقى قرارا مؤقتا.. في غياب تحقيق الشروط المذكورة..
ولا تجدي الاتفاقات السطحية مع حكومات هزيلة لا تدافع عنها شعوبها، بكل الدبلوماسية التي تنشرها الحكومات المهيمنة بالأموال وبالقوة، كالحكومات التي تبني هيمنتها وهياكلها الفاسدة خلال عقود، وتسقطها المظاهرات.. وينطبق باسمها رويبضات مثل عباس وعريقات وآل سعود وأمثالهم..
.
أنها قضية تجاوزت هيمنة الأموال والنفط والفساد وحتى الصراع الطبقي وصراع الأديان..
إنها إنسانيتنا..
وهذا لن يزول.. ولن يستطيع كل هؤلاء.. حله بدولتين أو إمارتين أو مشيختين.. في غزة والضفة..
الزمان والمكان مطلقان أبديّان.. يقفان معنا.. مهما ارتفع الثمن.. ولن تبقى هذه الدولة المؤقتة ولا حلفاؤها الكامنون بيننا..
علي حتر