دير ياسين لن ننسى..لن نغفر..وسيأتي العقاب – رشاد أبوشاور
فجر يوم 9 نيسان 1948
في اليوم التالي لاستشهاد القائد عبد القادر الحسيني على قمة ( القسطل)، وفي وقت الإنشغال بالتحضير لتشييع شهيد فلسطين الكبير،
قامت مجموعات كبيرة من عصابتي شتيرن، وهاتسفاي ليومي،
بتطويق قرية دير ياسين، واشتبكت مع الحرّاس القلائل، واخترقت الأزقة،
وعملت ذبحا وقتلاً وحشيا مروعا بالقرويين الذين استفاقوا على الصراخ ، وضجيج الرصاص…
اقترف المهاجمون جرائم مروّعة، من بقر بطون الحبالى، إلى قتل العجائز والأطفال، والتمثيل في الجثث، واستمروا في هجومهم حتى ساعات ما بعد العصر مستبيحين دير ياسين، وهدفهم نشر الرعب في القرى والبلدات والمدن الفلسطينية لدفع الفلسطينيين للهرب من وطنهم وتحقيق التطهير العرقي بهدف الإستيلاء على الأرض بدون بقاء عرب فلسطينيين.
افتضح أمر المذبحة، ونقلت إلى العالم خبر الجريمة الوحشية البشعة، والتي بلغ عدد ضحاياها 278 امرأة حاملا، ورجلا عجوزا، وطفلا، انتشرت جثثهم التي مثّل القتلة بها في أزقة وساحة القرية، ولكن الكيان الصهيوني لم يعاقب، لا دوليا، ولا عربيا!!
دير ياسين كانت المذبحة الأبرز حتى ذلك الوقت، من بين سلسلة مذابح في الدوايمة، والطنطورة، والتي توالت في خان يونس، قبيّة، نحالين، صبرا وشاتيلا، وفي لبنان: قانا، وفي مصر: بحر البقر، وفي تونس: حمّام الأنف…
الكيان الصهيوني الذي يحتفل هذه الأيّام ( بالهولوكوست) – محرقة اليهود في المانيا النازية- اقترف مسلسل مذابح مروعة في فلسطين، بحق الشعب العربي الفلسطيني، شكّلت هولوكوست متواصل منذ ما قبل نكبة ال48 حتى يومنا هذا، وهو تغطّى بالدعم الأمريكي..والغربي الإستعماري المنحاز عديم الضمير..ونجا من أي عقاب!
نحن عرب فلسطين، ومعنا ملايين العرب الأوفياء لفلسطين، لن ننسى، ولن نغفر، وإذا كان الكيان الصهيوني قد قبل بصفقة التعويضات المالية بالمليارات عن ضحايا يهود في ألمانيا النازية، فنحن لن نرضى لضحايانا بغير العقاب الحاسم لهذا الكيان المجرم، والذي سيتحقق بتحرير كل فلسطين، وتطهيرها من هذه العصابات التي كونّت ( دولة) شر في فلسطين قلب الوطن العربي…
9 نيسان 2021