ذكرى استشهاد الشاعر الفدائي علي فودة
في بيروت مثل هذه الأيام من سنة الحصار 1982 كنا في العاصمة المحاصرة نتمتع بمعنويات عالية جدا. وكان الواحد منا يحمل روحه على راحته ويمضي الى خطوط المواجهة. وكانت العاصمة كلها خط مواجهة.
يسقط الشهيد فيتبعه رفيقه في الشهادة، تتحول الجثامين الى متاريس وقنابل، يرتد الأعداء تاركين خلفهم حطامهم وعتادهم. يتألق الفدائي في صموده وعنفوانه، يستمد قوته من جماهير العاصمة ومخيماتها، يواصل دفاعه عن شرف امة ما عادت تأبه بشرفها.
يتدخل الحكام عند مبعوث امريكا اللبناني الأصل فيليب حبيب ليفرج عن مياه الشرب وبعض الحليب للاطفال وعن بعض الادوية للمصابين. وفي الحقيقة كان الحكام العرب متآمرون علينا وعلى بيروت وفلسطين، تماما كما عادوا وتآمروا على مقاومة شعب لبنان في عدوان تموز 2006 . الخيانة في دمائهم، الخيانة عنوان جامعة عربية لا تجمع سوى ابواق امركيا والكيان الصهيوني.
الشهيد الفنان ناجي العلي يدخل بيروت المحاصرة قادما من مخيم عين الحلوة الشهيد. يواصل معركته من قلب الحصار ولا يفر او يهرب كما فعل جنرالات النفاق والعار.
المثقف والاسير المحرر والاعلامي سمير درويش يستشهد في غارة الطيران الصهيوني على المدينة الرياضية في بيروت.
الاعلامية اللبنانية – الفلسطينية – ابنة جنوب لبنان نعم فارس تستشهد على خطوط المواجهة اثناء ممارسة عملها الميداني الاعلامي.
الشاعر اللبناني خليل حاوي ينتحر في بيروت احتجاجا على الصمت العربي والتخاذل العالمي.
الشاعر الشهيد على فودة يستشهد في عين المريسة وهو يوزع جريدة الرصيف ورشاشه على كتفه. اذكر كيف اتت به جريحا سيارة اسعاف الى مستشفى الجامعة الأمريكية في بيروت في مثل هذه الأيام. كافح علي المتمرد حتى الرمق الأخير ثم استشهد متأثرا بجراحه بعد ايام.
اذكر كل شيء ولن انسى بيروت وصمودها واهلها وابطالها فلسطينيين ولبنانيين وعرب وأمميين. فدائيون ناضلوا وكافحوا لاجل فلسطين ومن اجل وطن عربي ديمقراطي حر وسيد وسعيد.
نضال حمد – فيسبوك